عند الإسترسال في الحديث عن تشوهات الأوعية الدموية الدماغية، فيجب العلم أنها عبارة عن ظاهرة تتطور فيها الأوعية الدموية في الدماغ بشكل غير طبيعي، وتشكل روابط غير منظمة بين الشرايين والأوردة الدماغية دون المرور عبر الجهاز الشعري. الجدير بالذكر، أنه بسبب عدم وجود الشعيرات الدموية الوسيطة، فلا يستطيع الدم تزويد حمة الدماغ بالأكسجين والمواد المغذية، مما يزيد هذا الأمر من خطر تمزق الأوعية الدموية. لذا، فقد قررنا أن نقوم اليوم من خلال مقالنا هذا بالحديث عن تشوهات الأوعية الدموية الدماغية وما أهم آثارها السلبية التي تعود على الصحة العامة؟
ما هي أسباب الإصابة بالتشوهات الدماغية الوعائية؟
ما هي أسباب الإصابة بالتشوهات الدماغية الوعائية؟
تتضمن بعض الأسباب المؤدية لهذه الحالة المرضية ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- التدريب الرياضي المفرط.
- تعاطي العناصر المنشطة مثل القهوة ومشروبات الصودا.
- إصابات الدماغ الرضحية أو عدوى الجهاز العصبي المركزي.
- حدوث حالة من تمدد الأوعية الدموية الخلقي بسبب تشوهات في بنية جدران الأوعية الدموية.
هل تعد تشوهات الأوعية الدموية الدماغية خطيرة؟
هل تعد تشوهات الأوعية الدموية الدماغية خطيرة؟
تؤثر التشوهات الدماغية الوعائية بشكل مباشر ورئيسي على إمدادات الدم والأكسجين إلى الدماغ، فمن الهام معرفة أن هذه الحالة المرضية تعد خطيرة ويمكن أن تسبب تمزق الأوعية الدموية والنزيف الدماغي والسكتة الدماغية وفشل القلب حتى قد يصل الأمر إلى الموت.
من الناحية الفسيولوجية، تعد الشرايين هي المسئولة أساسا عن نقل الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى الدماغ، بينما تنقل الأوردة الدم الذي يفتقر للأكسجين إلى القلب والرئتين. الجدير بالذكر، أنه عندما يكون هذا النظام مشوها، فسوف تحدث حالة من اضطراب نقل الدم، ومن ثم يتدفق الدم بسرعة عبر نظام الأوعية الدموية بسبب عدم وجود الشعيرات الدموية لإبطاء سرعتها، مما يؤدي إلى تلف أنسجة المخ أو الموت.
طبقا لبعض الدراسات والإحصاءات، فتمثل التشوهات الدماغية الوعائية حوالي 2٪ من السكتات الدماغية النزفية كل عام وهي سبب شائع للنزيف الدماغي عند الأطفال والشباب.
إقرأ أيضا: 5 عادات سيئة تسبب تكون الجلطات في الأوعية الدموية
ما هي الأعراض السريرية الشائعة الدالة على تشوهات الأوعية الدموية الدماغية؟
ما هي الأعراض السريرية الشائعة الدالة على تشوهات الأوعية الدموية الدماغية؟
قد يعاني الأشخاص المصابون بتشوهات الأوعية الدموية الدماغية من بعض الأعراض المرضية التي تتمثل في الآتي:
- الصداع الشديد والغير محتمل حيث تعد هذه هي العلامة الشائعة والمبكرة والتي يمكن أن تتكرر عدة مرات.
- التعرض لبعض النوبات الناتجة عن تلف أنسجة المخ.
- المعاناة من اضطرابات الرؤية والتي قد تتمثل في الوهج أو عدم وضوح الرؤية أو حدوث حالة من التغيرات الغير طبيعية في الرؤية.
- الضعف أو الشلل بسبب تأثر الجسم بهذه الأزمة الصحية حيث قد تظهر هذه الحالة في الشلل النصفي.
- الغثيان والقيء، والذي غالبا ما يكون مصحوبا بأعراض عصبية أخرى.
- اضطرابات اللغة حيث إيجاد صعوبة في التحدث أو فقدان الكلام.
- الشكوى من اضطرابات الوعي والتي تتمثل في الخمول والغيبوبة في بعض الأوقات.
يجب العلم، أنه مع بعض الأشخاص في مرحلة منتصف العمريمكن أن تستمر أزمة التشوهات الدماغية الوعائية هذه لفترة زمنية طويلة بدون التسبب في أي أعراض. ومع ذلك، قد تعاني النساء الحوامل من حالة مرضية متفاقمة ناتجة عن هذه الأزمة الصحية بسبب التغيرات في حجم وضغط الدم.
عادة ما يظهر شكل حاد من حالة التشوه هذه يسمى بتشوه وريد جالينوس بعد الولادة بوقت قصير حيث يمكن أن يتسبب هذا النموذج في تراكم السوائل بالدماغ، مما يؤدي إلى تضخم الصداع والنوبات وفشل القلب الاحتقاني.
ملحوظة:
بعض المظاهر الأكثر وضوحا الدالة على تشوهات الأوعية الدموية الدماغية هي الأوردة البارزة على فروة الرأس.
ما هي الآلية التشخيصية الصحيحة لتشوهات الأوعية الدموية الدماغية؟
ما هي الآلية التشخيصية الصحيحة لتشوهات الأوعية الدموية الدماغية؟
عند الرغبة في الحصول على تشخيص دقيق لحالات تشوهات الأوعية الدموية الدماغية، فيمكننا في بداية الأمر الخضوع إلى الفحص السريري، وتباعا سوف يقوم الطبيب بوصف عدد من التقنيات لابد من القيام بها.
تتمثل هذه التقنيات في الآتي:
- تصوير الأوعية الدماغية: تعد هذه الطريقة التشخيصه هي الأكثر دقة وتفصيلا في هذه الآونة حيث سيقوم الطبيب بإدخال قسطرة من الشريان الفخذي إلى الدماغ، ثم حقن التباين لمراقبة شبكة الأوعية الدموية من خلال صور الأشعة السينية.
- التصوير المقطعي المحوسب: يمكن اكتشاف التشوهات هنا خاصة بعد حقن التباين.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر هذا النمط صورا واضحة للهياكل الشريانية والأوردة والتشوهات ذات الصلة.
خلاصة الأمر، تعد تشوهات الأوعية الدموية الدماغية هي عبارة عن اضطراب خطير يصيب بنية الأوعية الدموية الدماغية، مع زيادة مخاطر تمزقها والتعرض للإصابة بالسكتة الدماغية وتلف الدماغ الذي لا رجعة فيه.
يجب الآخذ في عين الإعتبار، أنه من الممكن أن يتطور المرض بصمت ولا يتم اكتشافه إلا عند حدوث مضاعفات صحية شديدة. لذلك، وفي حال الشكوى من أي أعراض مرضية غير مطمئنه، فيجب وعلى الفور أخذ زمام المبادرة لطلب التشخيص والتدخل في الوقت المناسب من أجل حماية صحتنا وحياتنا.