كما نعلم جميعا أن جسم الإنسان هو بنيان مرصوص فعندما يمرض جزء منه تحدث حالة من عدم القدرة والتأثير السلبي على جميع الأعضاء والاجزاء. فعلى وجه الخصوص تعد أهم هذه الحالات هي حدوث الإصابة بـ (تضخم الغدة الدرقية)، فالجدير بالذكر أن هذا الوضع المرضي ينتج عنه الكثير من التطورات والتبعيات الصحية المسببة للكثير من المشاكل والازمات على الصحة. لذا قررنا اليوم أن نقوم بالتعرف على ما هو مرض تضخم الغذة الدرقية؟ وما هي مسببات حدوثه؟ وكيف نستطيع التعامل معه بشكل طبي سليم؟
ما هو تضخم الغدة الدرقية؟
يعد تضخم الغدة الدرقية من الحالات المرضية التي يحدث فيها تورم بالغدة الدرقية حيث أنها تعتبر غدة صغيرة تقع في الجزء الأمامي من الرقبة وتقوم بلعب دورا هاما في إنتاج الهرمونات الدرقية التي تساعد في تنظيم عمليات الجسم المختلفة مثل معدل الأيض وضبط درجة حرارة الجسم والوزن ومعدل ضربات القلب.
ما هي أسباب حدوث تضخم الغدة الدرقية؟
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث تضخم في الغدة الدرقية، فالجدير بالذكر أن هذه الأسباب تتمثل فيما يلي:
1) نقص اليود: يعتبر اليود من المعادن الأساسية للغدة الدرقية حيث أنه يقوم بإنتاج هرمون الثيروكسين. فيجب العلم أن حالة نقص اليود هذه تعد هي السبب الأكثر شيوعا لتضخم الغدة الدرقية حيث يحدث هذا خاصة في البلدان النامية.
2) فرط نشاط الغدة الدرقية: في بعض الاوقات تحدث حالة فرط نشاط الغدة الدرقية التي يتم فيها إنتاج الكثير من هرمون الثيروكسين.ومن ثم يترتب على هذا الأمر معاناة المريض من تضخم الغدة الدرقية، والتعب، وعدم انتظام دقات القلب.
3) قصور الغدة الدرقية: تعد حالة القصور هذه من الحالات التي لا تقوم فيها الغدة الدرقية بإنتاج ما يكفي من هرمون الثيروكسين حيث يمكن أن يسبب هذا الأمر حدوث تضخم الغدة الدرقية، والتعب، وجفاف الجلد، وفقدان الشعر، وضعف الذاكرة.
4) أمراض المناعة الذاتية: عند المعاناة من بعض أمراض المناعة الذاتية مثل مرض هاشيموتو، فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في حدوث تضخم بالغدة الدرقية.
5) الورم الحميد في الغدة الدرقية: يعتبر الورم الحميد في الغدة الدرقية هو عبارة عن عملية نمو غير طبيعي لخلايا الغدة الدرقية مما قد يتسبب هذا الأمر في حدوث تضخم بالغدة الدرقية.
6) التهاب الغدة الدرقية: في كثير من الاوقات يمكن أن يسبب حدوث التهاب في الغدة الدرقية من المعاناة من تضخم الغدة الدرقية وبصورة مرضية مزعجة.
إقرأ أيضا: النظام الغذائي للمصابين بأورام الغدة الدرقية.. مايجب تناوله ومالايجب؟
ما هي أعراض الإصابة بتضخم الغدة الدرقية؟
غالبا ما تكون أعراض تضخم الغدة الدرقية غير واضحة على الإطلاق حيث قد يشعر بعض الأشخاص بوجود كتلة في رقبتهم ، أو قد يكون لديهم أعراض أخرى تتمثل فيما يلي:
- بحة في الصوت.
- صعوبة في البلع.
- ضيق التنفس.
- عدم انتظام دقات القلب.
- التعب والإجهاد.
- زيادة الوزن.
- الامساك الشديد.
كيف نستطيع بشكل ذاتي إكتشاف الإصابة بتضخم الغدة الدرقية؟
يمكننا أن نعمل جاهدين نحو التحقق من أنفسنا بحثا عن تضخم الغدة الدرقية في المنزل حيث يتم هذا من خلال بضع خطوات بسيطة تتمثل في الآتي:
- الوقوف أمام المرآة، والنظر مباشرة إلى منطقة الرقبة.
- محاولة آخذ نفس عميق والعمل على إبتلاعه.
- استخدام أصابع الإبهام والسبابة من اليد اليمنى، والعمل على وضعها تحت الذقن على جانبي الخط على طول الرقبة.
- محاولة تحريك الأصابع لأسفل، إلى موقع الغدة الدرقية.
- عند الشعور بوجود ورم في منطقة الرقبة، فيجب العمل على محاولة استشارة الطبيب.
- سيقوم الطبيب بإتمام عملية فحص شامل ومن ثم سيقوم بوصف العلاج المناسب للتعامل مع تضخم الغدة الدرقية.
ما هي الطرق العلاجية المناسبة لتضخم الغدة الدرقية؟
يعتمد علاج مرض تضخم الغدة الدرقية على درجة الحالة المرضية والأعراض والأسباب التي تسببت في المرض. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة تشمل العلاجات ما يلي:
– إذا كان تضخم الغدة الدرقية صغير الحجم وحميدا ولا يسبب أي أعراض مزعجة تؤثر على الصحة، فلن يقوم الطبيب هنا بوصف أي علاج. ولكن، قد يحتاج المرضى إلى إجراء فحوصات منتظمة لمراقبة صحة الغدة الدرقية بحثا عن أي تغييرات سلبية من الوارد أن تحدث.
– اعتمادا على الحالة الطبية للمصاب، يمكن وصف بعض أنواع الأدوية المناسبة للمرضى وهذا حتي تتم المساعدة في تجديد هرمونات الغدة الدرقية، وعلاج قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الدرقية أو التهاب الغدة الدرقية.
– يمكن اللجوء إلى العلاج باليود المشع حيث تستخدم هذه الطريقة في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية من خلال إنتقال اليود إلى الغدة الدرقية وقتل خلايا الغدة الدرقية، مما يؤدي هذا الأمر إلى تقليص تضخم الغدة الدرقية مما يمنع هذا العضو من إنتاج الكثير من الهرمونات.
يجب معرفة أنه بعد إتباع طريقة العلاج باليود المشع، فمن المحتمل أن نضطر إلى تناول دواء بديل لهرمون الغدة الدرقية حيث يكون هذا الأمر على مدار العمر.
– في مرحلة لا مفر منها وبالأخص إذا كان تضخم الغدة الدرقية كبيرا، فقد يقوم الطبيب بتوجيه المريض نحو ضرورة التدخل الجراحي الكلي أو الجزء ومن ثم الخضوع للإشراف الطبي.