يعتبر داء الفقار العنقي الذي يعرف أيضا لدى البعض باسم (داء الفقار الرقبية) هو عبارة عن حالة من الخلل في نظام عظم العمود الفقري العنقي نتيجة التعرض للعديد من الأسباب المختلفة، ومن هنا سوف نقوم اليوم بالتعرف على ما هو داء الفقار العنقي؟ وما هي أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه؟ ومتي يلزم الأمر الخضوع للفحص الطبي؟
ما هو داء الفقار العنقي؟
يعد داء الفقار العنقي هو عبارة عن مرض مزمن يتطور ببطء، ولكن عند حدوث اللإصابة به يصبح من الصعب جدا معالجة الأضرار الناجمة عنه. لذلك، يجب علينا أن نقوم بفهم هذا المرض بوضوح لمحاولة الوقاية منه قدر الإمكان.
الجدير بالذكر أيضا أن مرض داء الفقار العنقي هذا هو أحد الأمراض الشائعة في المجتمع، والذي يصيب جميع الفئات العمرية، ولا يقتصر على كبار السن فقط. فعلى سبيل المثال يقوم هذا المرض بملازمة الشباب الذين يعملون في كثير من الأحيان بالمكاتب، ويكونون في حالة من الإستقرار أو يضطرون إلى الانحناء كثيرا.
إلى جانب هذا، فيعد هذا المرض منتشر جدا لدى الأشخاص الذين يضطرون إلى فعل الكثير من الحركات التي تؤثر على منطقة الرأس والرقبة، ومن ثم يسبب هذا الأمر العديد من الصعوبات في الحياة اليومية، فالأمر هنا يشمل الرجال والنساء كل منهما على حد سواء.
ما هي أسباب المعاناة من داء الفقار العنقي؟
تحدث الإصابة بداء الفقار العنقي بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب، والتي من الوارد أن تتمثل فيما يلي:
أولا: تقدم الأفراد في العمر
مع مراحل التقدم في العمر سوف تحدث حالة من تآكل الهيكل الذي يتكون منه العمود الفقري تدريجيا، مما يتسبب هذا الأمر في تنكس العمود الفقري العنقي، ومن ثم سيظهر الوضع المرضي متمثلا فيما يلي:
– جفاف الأقراص: فعلى سبيل التوضيح تعمل الأقراص مثل الوسادات بين فقرات العمود الفقري، ومع الوصول إلى سن الـ 40 عام، تبدأ معظم أقراص العمود الفقري في الجفاف والانقباض، فالجدير بالذكر أنه عندما تصبح الأقراص في حجم أصغر، سوف تحدث حالة من تلامس العظام بين الفقرات مع بعضها البعض.
– الانزلاق الغضروفي: وتحدث هذه الحالة المرضية بسبب ظهور بعض الشقوق على السطح الخارجي للأقراص الشوكية، ومن هنا يتسبب هذا الأمر في مرور النواة المخاطية عبر هذه الشقوق، وأحيانا يتم الضغط على الحبل الشوكي وجذور الأعصاب.
– نتوءات العظام: عند حدوث حالة تحلل الأقراص المرضية، فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في تكاثر العظام لتقوية العمود الفقري، ومن ثم يتم تشكيل نتوءات عظمية التي من الوارد أن تقوم بالضغط على الحبل الشوكي وجذور الأعصاب.
– تصلب الأربطة: تعد الأربطة هي عبارة عن منظمات ليفية تربط العظام ببعضها البعض، ومع مراحل العمر المتقدمة يمكن أن تحدث المعاناة من حالة تصلب الأربطة، مما يجعل هذا الرقبة تبدو في أحوالها الأقل مرونة.
ثانيا: الأنشطة المتكررة والمواقف الخاطئة
كما ذكرنا من قبل أن داء الفقار العنقي لا يصيب فقط كبار السن ولكن الأمر يمتد أيضا إلى الشباب الذين غالبا ما يعملون في المكاتب ويجلسون في حالة إستقرار لفترات طويلة حيث العمل أمام شاشة الكمبيوتر، والجلوس في حالة إلتواء، والنوم على الطاولة.
يمتد الأمر أيضا إلى من يقومون بالإضطرار للإنحناء كثيرا أو ثني الرأس أو إمالة الرقبة كثيرا أو حمل الأشياء الثقيلة على منطقة الرأس والظهر والرقبة وفعل العدد من الحركات الغير صحيحة.
ثالثا: التغذية غير الصحية
يخطأ الكثير منا عند القيام بإتباع بعض الأنماط الغذائية الغير سليمة حيث يبدو هذا الأمر واضحا من خلال عدم تناول جميع الاطعمة التي تحتوي على العناصر الغذائية الصحية للجسم مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والفيتامينات.
إلى جانب ممارسة بعض العادات السيئة مثل تدخين السجائر ومنتجات التبغ وشرب المشروبات الكحولية وتناول الكثير من أطعمة الحلويات والسكريات والمقليات والمشروبات الغازية، ومن هنا تصاب الفقرات بكل سهولة بحالة من الهشاشة والضعف .
رابعا: التعرض لبعض أنواع الإصابات
لا تسير الأمور دائما على وتيرة الآمان حيث من الوارد أن يتم التعرض لبعض الإصابات في منطقة الرقبة بسبب حوادث العمل، والحوادث المرورية ، والإصابات الرياضية.
لذا فيجب عند التعرض لمثل هذه الحالات أن يتم التعامل مع الأمر بمزيد من الجدية والإهتمام والتوجه فورا لأقرب منشأة طبية، وهذا حتى نستطيع تجنب حدوث أي مضاعفات خطيرة تسبب المعاناة والآلام الشديدة فيما بعد.
متى يحتاج داء الفقار العنقي إلى الفحص الطبي؟
مع معظم حالات داء الفقار العنقي قد يبدو الأمر في البداية بدون أعراض مرضية واضحة، ومن ثم قد يظهر المرض في صورة آلام وتصلب في الرقبة. فالجدير بالذكر أنه في بعض الأحيان قد يؤدي إلى تضييق القناة الشوكية أو ضغط الحبل الشوكي، مما يتسبب هذا في إصابة المرضى بعدد من الأعراض مثل:
- وخز وخدر وضعف في الذراعين أو اليدين أو الساقين أو القدمين.
- محدودية الحركة وصعوبة المشي.
- فقدان السيطرة على حركات الأمعاء.
لذا وعند الرغبة في تجنب المضاعفات الخطيرة، يجب العمل على فحص المرضى على الفور عند الشعور بأي أعراض مرضية من المذكورة أعلاه.