عند اتخاذ القرار بالحديث عن سرطان البنكرياس، فيجب العلم أنه عبارة عن نوع من الأورام السرطانية التي تتشكل من بعض خلايا البنكرياس حيث يبدأ معظم المرضى المصابين بهذه الحالة من البنكرياس الإفرازي، بالإضافة إلى إمكانية تشكل الأورام أيضا في البنكرياس الصماء، ولكنها حالات نادرة إلى جد ما وغالبا ما تكون حميدة. إذن، ما هي أهم الأسباب المؤدية إلى حدوث الإصابة بسرطان البنكرياس؟ وما هي أهم العلامات والأعراض التحذيرية الدالة على حدوث هذا الأزمة الصحية؟
ما المقصود بسرطان البنكرياس؟
ما المقصود بسرطان البنكرياس؟
سرطان البنكرياس هو عبارة عن آفات خبيثة تنشأ من أي مكون من مكونات أنسجة البنكرياس، بما في ذلك:
- خلايا أنسجة البنكرياس الخارجية
- خلايا البنكرياس الصماء (خلايا جزيرة لانجرهانز)
- خلايا النسيج الضام للبنكرياس.
الجدير بالذكر، أن أكثر من 95٪ من حالات سرطان البنكرياس تنشأ من أنسجة البنكرياس الخارجية (بما في ذلك الخلايا الظهارية لقناة البنكرياس، والخلايا الأسينارية، والخلايا الجرثومية، وما إلى ذلك) وفيما يخص الخلايا الظهارية لقناة البنكرياس الإفرازية، فتبلغ نسبة تعرضها للأورام السرطانية حوالي 85٪ أما السرطان الذي ينشأ من خلايا البنكرياس الصماء والأنسجة الضامة فهو نادر الحدوث جدا.
إقرأ أيضا: سرطان الثدي المخاطي والآلية المثالية للتغلب عليه
ما هي أسباب الإصابة بسرطان البنكرياس؟
ما هي أسباب الإصابة بسرطان البنكرياس؟
في وقتنا الحالي، لم يتم تحديد السبب المحدد لحدوث المعاناة من سرطان البنكرياس بشكل دقيق. بالرغم من ذلك، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن توجد بعض عوامل الخطر التي ارتباطا وثيقا بالتسبب في المرض.
تتمثل هذه العوامل في الآتي:
أولا: العوامل الوراثية
ترتبط نسبة ليست بالقليلة من سرطانات البنكرياس بالعوامل الوراثية، والتي تنقسم إلى مجموعتين:
– المتلازمات الوراثية: تعد أزمة التعرض للمتلازمات الوراثية من الأزمات الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس مثل النساء اللائي أصيبن بسرطان الثدي أو سرطان المبيض الوراثي (بسبب طفرات جين BRCA1 و BRCA2) حيث تزداد لديهن مخاطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 3-5٪ خاصة مع مرور الوقت.
إلى جانب هذا، فيمكننا أيضا ذكر الأشخاص المصابون بسرطان القولون العائلي غير السلمي (متلازمة لينش الثانية الناجمة عن طفرة في جين التصحيح الخاطئ – dMMR) حيث تتواجد لديهم فرص الخطر بنسبة 4٪ للإصابة بسرطان البنكرياس بمرور الوقت أما إذا كان الحديث يخص الأشخاص المصابون بالتهاب البنكرياس الوراثي الناجم عن طفرات في جينات PRSS1 و SPINK1، فتكون لديهم مخاطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 24-40٪.
– سرطان البنكرياس ذو الطبيعة العائلية: يتم تحديد هذه الأزمة الصحية عندما يكون هناك أحد الوالدين أو طفل أو شقيق في الأسرة مصاب بسرطان البنكرياس حيث يتم الكشف عن طفرات في جينات BRCA1 و BRCA2 في حوالي 13-19٪ من المرضى المصابين بسرطان البنكرياس العائلي.
ثانيا: الأمراض المزمنة في البنكرياس
تتواجد بعض الأمراض المزمنة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس ومن ضمنها مرض السكري حيث قد أظهرت العديد من الدراسات أن مرض السكري تحديدا وسرطان البنكرياس بينهما علاقة وطيدة جدا.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن يكون التهاب البنكرياس المزمن وتليف الكبد الكيسي في البنكرياس أيضا من عوامل الخطر التي تؤدي إلى حدوث الإصابة بسرطان البنكرياس.
ثالثا: العوامل البيئية
يمكن أن تكون العوامل البيئية أيضا من أهم عوامل الخطر التي تؤدي إلى حدوث الإصابة بسرطان البنكرياس، والتي يمكن أن تتمثل في دخان السجائر، والسمنة وزيادة الوزن والخمول البدني، وادمان المشروبات الكحولية.
ما هي أعراض الإصابة بسرطان البنكرياس؟
ما هي أعراض الإصابة بسرطان البنكرياس؟
غالبا ما تكون أعراض سرطان البنكرياس في المراحل المبكرة ضعيفة ويصعب اكتشافها أما مع تقدم المرض، فتتنوع الأعراض السريرية تماما، وتختلف اعتمادا على موقع الورم ودرجة انتشاره.
على سبيل التوضيح، تتمثل الأعراض الشائعة لسرطان البنكرياس في الآتي:
— آلام في البطن: تعد هذه النوعية من الآلام هي أكثر أعراض سرطان البنكرياس شيوعا، فعادة ما يظهر ألم البطن قبل 1-2 أشهر من اكتشاف المرض ويزداد تدريجيا مع تقدمه.
في البداية، يكون الألم عابرا في المنطقة الشرسوفية، ويمكن الخلط بينه وبين التهاب المعدة أما مع تقدم المرض، فسوف ينتشر الألم إلى الجانبين أو يصل إلى منطقة الظهر، وعادة ما يكون الألم أسوأ خاصة بعد تناول الطعام أو عند الاستلقاء على الظهر، مما يتسبب ذلك في استلقاء المريض بوضعية مطواه إلى حد ما.
تعد مشاعر الألم في الظهر شائعة عندما يكون الورم موجودا في جذع أو ذيل البنكرياس، وعادة ما تزداد آلام البطن تدريجيا، ولكن هناك أيضا حالات من الألم الشديد المفاجئ الناجم عن الورم الذي يسبب انسداد قناة البنكرياس ، مما يؤدي إلى التهاب البنكرياس الحاد.
— متلازمة الانسداد الصفراوي: يتمثل هذا العرض في اليرقان والبول الداكن، فعادة ما يظهر اليرقان في سرطان البنكرياس مبكرا في أورام رأس البنكرياس، ويتطور باستمرار ويزداد تدريجيا بسبب ضغط الورم على القناة الصفراوية الرئيسية، مما يتسبب هذا في عدم وصول السائل الصفراوي من الكبد إلى الاثني عشر.
— تمرير البراز الخام: في هذه الآونة، فسوف يعيق الورم إنزيمات البنكرياس في الأمعاء الدقيقة، مما يتسبب هذا في عدم هضم الطعام حيث يعد هذا هو سبب الإرهاق السريع للمريض، والذي يجب استكماله بإنزيمات البنكرياس في الوقت المناسب.
— مظاهر مرضية أخرى: تتمثل هذه الأعراض والمظاهر في مشاعر الضعف وعدم القدرة وفقدان الوزن والشهية والقيء والإسهال والسكري حيث تشير أغلب السجلات الطبية إلى أن حوالي 25٪ من مرضى سرطان البنكرياس يصابون بمرض السكري قبل اكتشاف السرطان، وفي غضون أقل من عامين.
خلاصة الأمر، يعد سرطان البنكرياس أمرا صحيا خطيرا حيث يحتاج المرضى إلى إجراء فحوصات طبية دورية أو الذهاب إلى الطبيب بمجرد ظهور علامات غير طبيعية للكشف عنها وعلاجها على الفور حيث تعد آلية الكشف المبكر والعلاج في الاتجاه الصحيح من الأمور التي تحقق نتائج جيدة جدا.
أنا فيما يخص مبدأ العلاج، فهو متعدد الوسائط لأنه يكون مزيج من الجراحة، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي.. إلخ. على وجه التحديد، تلعب الجراحة الدور الأكثر أهمية حيث تساعد على تحسين نوعية الحياة وإطالة عمر المرضى.