يُعتبر سلس البول أحد الظواهر الطبية التي يصفها الأطباء بأنها فقدان السيطرة على عملية التبول حيث يمكن أن يؤثر هذا الإضطراب على الجنسين بغض النظر عن العمر. وبالرغم من أن طبيب الأمراض التناسلية والولادة هو الأخصائي الذي يتعامل عادة مع هذا الاضطراب، إلا أنه يمكن أيضًا أن يُستشار أي طبيب عام لفحص هذه الحالة ووصف العلاج المناسب. في العموم سوف نوفر لكم اليوم من خلال صحة المرأة إستشارة مجانية من خلال معرفة أنواع سلس البول وكيف يتم التعامل معها بشكل سليم؟
ما هي أنواع سلس البول؟
يوجد العديد من أنواع سلس البول التي تتنوع حسب الأسباب الأساسية والأعراض المرتبطة بها. وفيما يلي سوف نستعرض أهم هذه الأنواع:
— سلس البول الجرثومي: تحدث هذه المشكلة المرضية نتيجة تعرض الجهاز البولي للإصابة بالجراثيم، مثل البكتيريا، والتي تتسبب في التهاب المثانة وتجعل الشخص يشعر بحاجة ملحة ومفاجئة للتبول.
يجب العلم أنه قد يرافق هذا النوع من سلس البول الشعور بحرقة أو آلام أثناء التبول، وأحيانا يصبح التبول في صورة دموية
— سلس البول التشريعي: يحدث هذا النوع من سلس البول بسبب ضعف عضلات الحوض والأعصاب المسؤولة عن التحكم في عملية التبول. فالجدير بالذكر أنه ينجم عندما يحدث ضغط مفاجئ على المثانة، مثل العطس أو الضحك أو السعال.
— سلس البول الانفصامي: يحدث عندما يكون هناك عائق في مسار التحكم في عملية التبول بين المخ والعضلات المسؤولة عن التحكم في الإفراج عن البول. يعد هذا النوع من سلس البول من الأنواع التي يصاحبها عدم القدرة على التحكم في التبول بشكل جيد، حيث يحدث التسرب دون أي تحذير مسبق.
— سلس البول الوظيفي: هذه الحالة تحدث عندما يكون هناك اضطراب في وظيفة العضلات المسؤولة عن ترخيص وتنشيط التبول. فالجدير بالذكر أنه قد يكون هذا النوع من سلس البول ناتج عن الأعصاب في الجهاز البولي أو بسبب الإصابة بأمراض أخرى مثل السكري أو الشلل الرعاش.
ما هي أسباب حدوث الإصابة بسلس البول؟
توجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الإصابة بسلس البول حيث تتمثل فيما يلي:
1) ضعف عضلات الحوض
إحدى الأسباب الأكثر شيوعا لحدوث الإصابة بسلس البول هي ضعف عضلات الحوض حيث يمكن أن يحدث هذا الضعف نتيجة للتقدم في العمر، أو بسبب الولادة الطبيعية التي تؤثر على عضلات الحوض، أو بسبب العوامل الوراثية.
يجب العلم أنه عندما تكون عضلات الحوض ضعيفة، يصبح من الصعب على الجسم السيطرة على تدفق البول، مما يؤدي إلى تسربه عندما يكون هناك ضغط على المثانة في حالات الضحك أو السعال أو العطس.
2) الإجهاد والضغوط النفسية
قد تؤدي الضغوط النفسية والإجهاد إلى زيادة التوتر على عضلات الحوض والجهاز البولي حيث أنه من الوارد أن يكون الضغط النفسي المزمن أو الأحداث العاطفية المؤثرة عاملا رئيسيا في ظهور سلس البول.
الجدير بالذكر أن الإجهاد والضغوط النفسية قد يتسببا في زيادة نشاط الجهاز العصبي المتوتر، مما قد يؤثر هذا سلبا على التوازن الطبيعي للجهاز البولي.
3) عوامل الاسترخاء والتأخير في التبول
احيانا، قد يعاني البعض من سلس البول بسبب عدم الحصول على الاسترخاء الكامل لعضلات المثانة ومنع حدوث التبول في الوقت المناسب. فمن الهام معرفة أنه قد يحدث ذلك بسبب بعض العوامل النفسية مثل حالات القلق والإرتباك أو العوامل الصحية مثل الإصابة بالحصى في المثانة أو تضيق الأنسجة المحيطة بالمثانة.
4) التهابات المسالك البولية
يعتبر التهاب المسالك البولية واحدا من أكثر الأسباب الشائعة لسلس البول، خاصة عند النساء. فالجدير بالذكر أن التهاب المسالك البولية قد يسبب تهيجا والتهابا في المثانة والأجزاء الأخرى للجهاز البولي، مما يؤدي هذا الأمر إلى حساسية وضعف الجهاز البولي وفي بعض الأحيان قد يتسبب في الشكوى من سلس البول.
5) العوامل الأخرى
هناك أيضا عوامل أخرى يمكن أن تؤدي إلى حدوث سلس البول، مثل الإصابة ببعض الاضطرابات العصبية مثل الاعتلال العصبي الذي يؤثر على عضلات المثانة والأعصاب المسؤولة عن التحكم في عملية التبول.
يمكن أن تساهم بعض الحالات الطبية الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم واستخدام بعض الأدوية في زيادة احتمالية الإصابة بسلس البول، وبنسبة كبيرة وملحوظة.
ما هي أعراض الإصابة بسلس البول؟
تعتبر أعراض الإصابة بسلس البول متنوعة وتختلف من حالة لأخرى. حيث تشمل ما يلي:
1– تسرب البول العرضي: قد يعاني الشخص من حدوث إنسداد مؤقت لمجرى البول أو فتحات البول، مما يؤدي هذا إلى تسرب غير متوقع للبول عند ممارسة بعض أنواع الضغط الذي يحدث في أوقات السعال أو العطس أو حمل أشياء ثقيلة.
2- التبول الحاد: قد يعاني الشخص المصاب من الحاجة الملحة والمفاجئة للتبول بشكل متكرر حيث يصعب عليه السيطرة في رغبة التبول ولا يستطيع حتى الانتظار لكي يذهب إلى المرحاض.
3- التبول الليلي المتكرر: يعاني الأشخاص المصابون بسلس البول من الحاجة المتكررة للتبول أثناء الليل، مما يؤثر هذا الأمر سلبا على نوعية النوم ويسبب الإرتباك والتوتر.
4-الحاجة المتكررة للتبول: يمكن أن يشعر الشخص المصاب بسلس البول بالحاجة المتكررة والمفاجئة للتبول على مدار اليوم وهذا بالرغم من أن كمية البول لا تكون كبيرة، إلا أن الحاجة المتكررة للتبول تمثل إزعاجا للشخص وتعيقه في أداء مهامه اليومي بصورة طبيعية.
5- الإرهاق والتعب: يمكن أن يشعر الأشخاص المصابون بسلس البول بالإرهاق والتعب دائما وهذا بسبب الاعتياد على انقطاع نومهم وقلة الراحة التي يحصلون عليها بسبب التبول المتكرر.
6- التهيج الجلدي: ينتج عن تسرب البول المستمر والمتكرر الحاجة لتغيير الملابس واستخدام الفوط والحفاظات، مما يتسبب هذا الأمر في الإصابة بالإحتكاك المستمر للجلد وتهيجه. وبالتالي، يمكن أن يسبب التهيج والحساسية في المناطق الحساسة كالأعضاء التناسلية والفخذين.
7- الضغط النفسي والاجتماعي: يعاني الأشخاص المصابون بسلس البول من ضغوط نفسية نتيجة للتبول غير المتحكم به وتسرب البول في الأماكن العامة حيث أنه قد تزداد مشاعر الاحراج والخجل والانطواء الاجتماعي.
كيف يتم التعامل الصحي مع مشكلة سلس البول؟
هناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكن استخدامها للتعامل مع سلس البول وتحسين الحالة، والتي تتمثل فيما يلي:
أولا: يجب أن نناقش أهمية الانضباط العضلي لعضلات الحوض حيث تقوم هذه العضلات بالعمل على دعم المثانة والتحكم في التبول.
يمكن تنفيذ هذا الأمر عن طريق القيام بعدد من التمارين، مثل تقليص العضلات لعدة ثواني ثم الإفراج عنها حيث يتم تكرار هذه الحركة عدة مرات في اليوم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام تقنيات التنفس والاسترخاء للتحكم في العضلات وتقويتها.
ثانيا: قد يساعد تحديد أوقات التبول المحددة في تخفيف أعراض سلس البول. فالجدير بالذكر أنه يتم تنفيذ هذا عن طريق قيام الشخص بتحديد فترات زمنية منتظمة للتبول، بغض النظر عما إذا كان هناك شعور بالحاجة للتبول أم لا.
على سبيل المثال ، يمكن تحديد التبول كل ساعة أو ساعتين حيث يعمل هذا النهج على تدريب الجسم لاستيعاب فترات معينة بدون الحاجة للتبول وبالتالي يساعد هذا الأمر على تحسين قدرة الشخص في التحكم بالتبول.
ثالثا: يمكن استخدام منتجات الرعاية الشخصية الخاصة بسلس البول للتعامل مع الحالة بشكل فعال حيث يجب العلم أن هناك العديد من المنتجات المتاحة في السوق، مثل حفاضات البالغين، والحفاضات القطنية، والمرطبات، والمنظفات اللطيفة، وغيرها.
فمن الهام معرفة أن هذه المنتجات يمكن أن توفر الراحة والحماية، وتحسن من جودة حياة الشخص المصاب بسلس البول.
رابعا: يمكن أن تكون العلاجات الدوائية الخيار النهائي إذا فشلت الطرق العلاجيةالأخرى في تحسين حالة سلس البول حيث يمكن للأطباء وصف بعض الأدوية التي تساعد في تخفيف الأعراض وتحسين التحكم في التبول. حيث وجب التنويه، أنه يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء واتباع التعليمات الصارمة المطلوبة.
في النهاية، يجب على الأشخاص المصابين بسلس البول أن يتذكروا أنهم ليسوا وحدهم وأن هناك العديد من الطرق المختلفة للتعامل مع هذه الحالة. فالجدير بالذكر أنه قد يستغرق الأمر بعض الوقت والجهد للوصول إلى النتائج المرجوة، لكن بفضل العناية الجيدة والتعامل الواعي، فيمكن أن يتم تحسين حالة سلس البول بشكل كبير والحفاظ على نوعية الحياة بشكل صحي.