مع أغلب النساءعادة ما يستمر الحيض لمدة زمنية قد تتراوح من 2-8 أيام. فالجدير بالذكر أنه خلال هذا الفترة الزمنية، قد تحدث بعض من الأعراض التي قد تتمثل في الإصابة بالتشنجات والصداع حيث يعد هذا من الأمور الطبيعية والمعتادة. ولكن الأمر المثير للقلق هو إمتداد هذه الأعراض حتى بعد الحيض وبالأخص الصداع مما يجعلنا هذا نتساءل ما هو السبب في حدوث الإصابة بصداع ما بعد الحيض؟ هذا ما سنتناول الحديث عنه اليوم بمزيد من التفصيل والتوضيح.
ما المقصود بالصداع؟
يحدث الصداع نتيجة التعرض للعديد من المسببات ولكن بشكل عام ينتج عن حدوث تورم أو إجهاد نتيجة الضغط على الأعصاب. فالجدير بالذكر أنه عندما يتغير الضغط حول أعصاب المرأة فسوف يتم إرسال إشارات الألم إلى الدماغ، مما يؤدي هذا إلى الشعور بالألم الحاد والنابض للصداع.
ما هي أسباب الشعور بصداع ما بعد الحيض؟
في كثير من الأوقات قد تعاني المرأة من الصداع حيث من الوارد أن يحدث ذلك بسبب التعرض للجفاف أو الإجهاد أو بعض مشكلات العوامل الوراثية أو الغذائية أو مجموعة من الأسباب الأخرى. ولكن على جانب أخر من الممكن أن يحدث الصداع بعد الحيض مباشرة لأسباب تتعلق بالفترات التي تصاب فيها المرأة بحالة من عدم التوازن الهرموني أو حدوث انخفاض في مستويات الحديد بالجسم.
بوجه عام يمكننا القول أنه عندما تحيض النساء، تحدث حالة من التغير في مستويات الهرمونات فجأة، وبالأخص في حالة تناول وسائل منع الحمل. فيجب العلم أن الحديث الأساسي يشمل الإستروجين والبروجسترون وهما الهرمونان الأساسيان اللذان يتقلبان طوال دورة الطمث.
الجدير بالذكر أن التغيرات في مستويات هذه الهرمونات من الأمور التي يمكن أن تسبب الصداع. ولكن كل إمرأة تختلف عن الأخرى حيث قد يكون هناك صداع في بداية أو منتصف أو نهاية الدورة الشهرية. لذا فيمكننا القول أن الصداع من العوارض الشائعة جدا أثناء الدورة الشهرية وفيما بعدها وليس من الأمور التي تدعو إلى القلق.
إقرأ أيضا: الصداع عند السعال كعلامة تحذيرية على الأمراض الخطيرة
ما هي أعراض الصداع بعد الحيض؟
تعاني بعض النساء من صداع مزعج للغاية يسمى الصداع النصفي أثناء وبعد الحيض حيث يحدث هذا الامر نتيجة لبعض التغيرات في المستويات الهرمونية. فيجب العلم أن من أهم أعراض هذا الصداع هو الشعور بما يلي:
- الغثيان والقيء.
- آلام شديدة وخفقان.
- الشعور بآلام ضاغطة خلف العينين.
- حساسية شديدة من الضوء والصوت.
- انخفاض في مستويات الحديد.
خلال فترة الحيض يتم تصريف الدم والأنسجة من خلال المهبل. ولكن من الوارد أن تعاني بعض النساء من فترات الحيض الثقيلة كحالة فردية، قد يترتب عليها فقدان الكثير من الدم أكثر من غيرهن.
من الهام معرفة أن النساء اللواتي ينزفن ويفقدن الكثير من الدم هم أكثر عرضة للإصابة بنقص الحديد في نهاية الدورة الشهرية حيث يعد انخفاض مستويات الحديد من أهم الاسباب الأخرى المحتملة التي تؤدي لحدوث الإصابة بصداع ما بعد الحيض.
كيف تتم الوقاية والعلاج من صداع ما بعد الحيض؟
مع هذه الحالة المرضية، فعادة ما يزول الصداع من تلقاء نفسه من خلال إتباع سبل الراحة أو النوم. ومع ذلك، يمكنك عزيزتي القيام بتجربة العديد من العلاجات للمساعدة في تسريع العملية أو تقليل صداع ما بعد الحيض:
- استخدم العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الإيبوبروفين أو مسكنات الألم مثل الأسيتامينوفين.
- شرب الكثير من الماء والبقاء في حالة رطبة.
عند حدوث المعاناة من الصداع الهرموني، فقد ينصح الطبيب المختص بضرورة تناول مكملات الإستروجين مع حبوب منع الحمل. بالإضافة إلى القيام بإدخال الأطعمة التي تحتوي على عنصر المغنيسيوم في أنظمتنا الغذائية والتي تتواجد في المكسرات والأفوكادو والأسماك الدهنية والشوكولاتة الداكنة والخضروات الخضراء والموز.
في حالة الشكوى من الصداع المرتبط بنقص الحديد أو الأنيميا، فمن الممكن محاولة تناول مكملات الحديد أو تناول نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية التي تحتوي على الحديد والتي تتمثل في المحار والخضروات الخضراء السبانخ واللفت والبقوليات واللحوم الحمراء مثل لحم البقر.
نأتي هنا إلى ضرورة تناول أفضل الأطعمة التي تعمل على دعم هرمون الاستروجين ألا وهي المكسرات وبعض الحبوب مثل بذور الكتان والسمسم . إلى جانب الفواكه والخضروات الليفية والجينسنغ والجزر.
الجدير بالذكر أيضا أن عملية تنظيم مستويات السكر في الدم من الأمور الضرورية للصحة الهرمونية للمرأة بشكل عام. لذا فمن الأفضل أن يتم تجنب تناول أي منبهات والعمل على موازنة الوجبات مع البروتينات والدهون، ومحاولة البعد عن تناول مصادر الكربوهيدرات البسيطة.
إذا إحتدم الأمر ولم تجدي سيدتي طرق التعامل السابقة أي نفع، فيجب على النساء التحدث إلى الطبيب المختص والقيام بشرح أوضاعهن الصحية بكل تفصيل حتي يتم التعامل مع هذا الوضع الصحي بمزيد من الفهم والفطنة والدراية. إلى جانب ضرورة التأكد من أن هذا الصداع لا يحدث نتيجة بعض المسببات المرضية الأخرى التي تتطلب التعامل معها بحذر.