في بعض اللحظات يتملكك عزيزتي الأم الكثير من مشاعر القلق والغضب تجاه العديد من تصرفات أطفالك حيث من الوارد أن يصل الأمر إلى الصراخ عليهم عندما يقومون بإساءة التصرف فهل قمتي عزيزتي بملاحظة أي تغيرات سلوكية قد حدثت للأبناء بعد إتباع هذا السلوك؟! بالطبع ستأتي الإجابة على واقع الحال بالنفي لأن ما يحدث نتيجة الصراخ والتعنيف هو قيام الأبناء بالعمل على تقليل التواصل مع أبائهم وأتجاههم نحو الإكتفاء بالذات ممايؤدي هذا إلى العلاقات الأسرية المنفصلة. لذلك يجب أن تقومي عزيزتي الأم بتجنب هذا النهج التربوي لمساعدة بناء شخصية طفلك بشكل سوي، ولكن هل يعد هذا الأمر باليسير؟ بالطبع لا ولهذا سوف نقوم من خلالنا سطورنا القادمة بالتعرف علي أفضل 8 طرق نستطيع العمل على إتباعها لكي نقدر على تجاوز شعور الغضب تجاه أطفالنا بشكل ملحوظ.
توبيخ الأطفال وأهم أضراره
في أوقات كثيرة يقوم الأطفال بالتمادي في فعل السلوكيات الغير مرغوب فيها مطلقا مما يسب هذا إصابة الأم بالكثير من مشاعر الغضب والإحباط حيث يتم ترجمة هذه المشاعر إلى سلوكيات سلبية تتمثل في التوبيخ أو الاحتجاج أو حتى التنفيس عن الإحباط الداخلي الذي يتم إخراجه بشكل سلبي على الطفل.
تعتقد الأم لبعض اللحظات أن هذا السلوك سيساعد في العمل على توقف الطفل عن فعل هذه الأخطاء مرة أخرى في المستقبل. ولكن الجدير بالذكر أن معظم الأطفال سوف ينسون التوبيخ بصورة سريعة وغالبا ما يميلون إلى مواصلة سلوكياتهم الخاطئة بشكل مفضل لهم.
إعلمي عزيزتي الأم أنه في حالة تجاهلك لتاثير نوبات الغضب على طفلك التي من الممكن أن تجعله خائفا أو مؤلما أو غاضبا أو محرجا. فقد يمتد الأمر إلى حدوث العديد من أشكال الاضطراب العاطفي، والمرض العقلي في وقت لاحق من الحياة أو الإصابة بأحد أنواع سوء السلوك الذي يصعب معالجته والتعامل معه فيما بعد.
كيف نقوم بالتعامل مع الأطفال دون تعنيف أو توبيخ؟
-
إكتشاف الأسباب والسيطرة على الغضب
عند قيامك عزيزتي الأم بالصراخ على طفلك فإن ذلك السلوك يحدث بشكل فوري تلقائي وبدون تفكير. فعلى سبيل المثال عندما يقوم الطفل باللعب بشيء ما غير مرغوب به فتقومين بشكل سريع بتوجيه اللوم ونهره على فعل ذلك، ولكن هذا السلوك يعد سلوك خاطيء في مجمله فلابد من القيام بالتريث وفهم الاسباب التي جعلت الطفل يقوم بتنفيذ هذا السلوك.
في حالة قيام طفلك بمضايقتك سيدتي وقت أثناء ممارسة بعض مهامك المنزلية فقومي على الفور بتجنب أي مشاعر غضب متمثلة في الصراخ، وأعملي على توجيهه نحو إختيار ألعاب أو أي أنشطة أخرى يمارسها في هذه الأوقات تجلب له النشاط والسعادة، ومن ثم عدم مضايقتك أثناء القيام بتأدية مهامك.
-
التنبيهات والتحذيرات اللطيفة
قومي عزيزتي الأم بتبديل طريقة تعاملك مع طفلك فبدلا من الصراخ عليه عند قيامه بفعل شيئا خاطئا، قومي بالعمل على إعطاءه تحذير لطيف لتذكيره فقط حيث يساعد هذا في تجنب حدوث الإحراج والإيذاء له، وبالأخص إذا كان هذا الأمر يحدث أمام الآخرين.
-
منح النفس بعض الوقت للهدوء
عند حدوث تأزم للأمر وظهور بداخلك رغبة في الصراخ على طفلك، قومي آنذاك الوقت بالعمل على تقليل هذا الإندفاع عن طريق الدخول إلى غرفتك والإختلاء للحظات قليلة حتي يتم السيطرة على مشاعر الغضب الداخلية أو القيام بقضاء القليل من الوقت بعيد عن أي تجمعات للعمل على إستعادة الروح والنفس.
-
قائمة ما يجب فعله وما لا يجب فعله
يقترح العديد من المتخصصين التربويين ضرورة جلوس أفراد الأسرة معا وقيامهم بالعمل على وضع قائمة بالأشياء المسموح لهم القيام بها حيث يمكن القيام بنشر هذه القائمة على باب الثلاجة حتى يتمكن جميع أفراد الاسرة من رؤيتها والقيام بأدائها.
عند الإلتزام بتنفيذ ما هو داخل القائمة من جانب اللأبناء سيتم الثناء عليهم بشكل كبير مما يؤدي ذلك إلى تدريب الأطفال على القيام بما هو مسموح به فقط وتجنب الأخطاء الغير مسموح بها.
-
التحدث إلى الطفل
بدلا من إتباع سلوك الصراخ على الابناء، يجب علينا أن نقوم بآخذ بعض الوقت للتحدث مع الطفل حيث يمكن أن يساعد سلوك التحدث بينك وبين طفلك إلى تعرف كل منكما على بعض بشكل أفضل.
يعتبر هذا النهج هو أفضل طريق نتمكن من خلاله فهم الأشياء التي قد تجعل الطفل يشعر بعدم الارتياح ومن ثم يؤدي ذلك إلى حدوث السلوكيات السيئة بشكل ملحوظ.
-
تعليم الطفل كيفية إدارة غضبه
وفقا للدراسات التي أجراها الخبراء المختصين في هذا الشأن، فقد تم التأكيد على ضرورة التريث عند القيام بتعليم الأطفال بعض السلوكيات التي تعد مسار تصحيح لبعض الأخطاء، فقومي بمنح طفلك وقتا للتفكير في أفعاله، وأيضا منح نفسك وقتا لإدارة غضبه، أما بالنسبة لكِ فعندما تصبحين في حالة أكثر هدوءا، يمكنك القيام بتعليم طفلك بشكل أفضل، ونقل الخبرات اللازمة له.
على سبيل المثال، بدلا من أن تقولِ لطفلك، “أنت مخطئ” ، أو “لماذا فعلت ذلك؟” فقومي بإختيار عبارات تحفيزية حول أنك تتوقعين منه الأفضل حيث يستطيع هذا مساعدة أطفالك في فهم تأثير أفعالهم على الآخرين بشكل غير مباشر حتى يتمكنوا من التغيير، دون الشعور بالانتقاد أوالحرج.
-
تجنب المبالغة في ردود الأفعال
عند قيام أطفالك في كثير من الأوقات بفعل بعض السلوكيات الخاطئة يجب أن تقومي عزيزتي الأم بوضع بعد المعايير امامك أهمها طبيعة المرحلة العمرية للطفل، وهل تعرض من قبل لهذه المواقف أم لا أي مقدار خبراته الحياتيه تجاه بعض الأمور، ومن ثم وضع كل موقف في حجمه الطبيعي والعمل على تجنب المبالغة الشديدة تجاه أغلب المواقف التي قد ينتج عنها بعض السلوكيات العنيفة الخاطئة والغير مرغوب فيها من جانب الأم.
-
ظبط التوقعات
جزء من السبب في أن الأمهات غالبا ما يصرخن على أطفالهن هو أن آمالهن أعلى مما هي عليه في الواقع تجاه أطفالهن. لذلك، فإن أفضل طريقة للتغلب على ذلك هو القيام بضبط التوقعات والقيام بتعليم الطفل المزيد من المهارات بكثير من الهدوء والتريث.
هل غضب الأم هو نتاج سلوكيات الطفل أو المعاناه من بعض المشكلات الخاصة ؟
في لحظات الهدوء وصفاء النفس إعملى عزيزتي الأم على سؤال نفسك وبشكل واضح وصريح هل قيامك بالصراخ على طفلك بشكل مستمر هو رد فعل مثالي لتصرفاته أم إن هذا الأمر يتعلق بمشكلاتك الخاصة التي يتم ترجمتها لهذه السلوكيات التي تحمل بداخلها جوانب ظلم كبيرة للطفل؟.
من الممكن أن تتمثل هذه العوامل في عدم الحصول على قسط كاف من النوم، أو تعرضك للضغوط العملية نتيجة ممارسة مهامك المهنية أو عدم التقدير سواء كان بداخل المنزل من أفراد أسرتك أو في عملك من جانب زملائك ورؤسائك.
في مثل هذه الأوقات، قد تحتاجين عزيزتي الأم إلى قضاء بعض الوقت في الراحة، أو الاسترخاء حيث الخروج من دائة المهام المتواصلة، وإذا تطور الامر فمن الممكن القيام برؤية طبيب نفسي مختص، وهذا للقيام بمساعدتك على التحكم في غضبك بأفضل طريقة ممكنة.