تعد مشاكل المثانة من أهم الأزمات البدنية التي من الوارد أن تصيب الكثير حيث أنها تتمثل في حالة من الإلحاح رغبة في التبول وغالبا ما يكون هذا الأمر مصحوبا بزيادة عدد التبول النهاري أو الليلي مع أو بدون سلس في البول. بوجه عام تعد حالة فرط نشاط المثانة هذه حالة مرضية سنقوم اليوم بصورة تفصيلية بالتعرف على أهم مسبباتها وأعراضها وطرق علاجها السليمة.
متلازمة فرط نشاط المثانة
متلازمة فرط نشاط المثانة المعروفة بـ (OAB) هي من أهم المشاكل المرضية الشائعة التي تصيب المسالك البولية حيث تشير هذه الحالة إلى حدوث خلل وظيفي في المثانة أثناء مرحلة تخزين البول، ويحدث فرط النشاط بسبب تقلص لا إرادي لعضلات الطرف مما يسبب الشعور بالرغبة في التبول بشكل متكرر ومفاجئ ولا يمكن السيطرة عليه.
من الهام معرفة أن متلازمة فرط نشاط المثانة هذه هي تعد حالة ملحة، وعادة ما تكون مصحوبة بزيادة عدد الأيام أو التبول الليلي، أو سلس البول (OAB الرطب) أو غياب سلس البول (OAB الجاف). ولكن بوجه عام يجب الإطمئنان لأن هذه الحالة المرضية ليست خطيرة ولكنها تسبب الشعور بمشاعر عدم الراحة للمرضى، وتتداخل مع الحياة اليومية والدراسة والعمل. بالإضافة إلى إمكانية معاناة مرضاها من بعض الأزمات والمشاكل النفسية وخاصة المرضى الأصغر سنا.
أسباب الإصابة بمتلازمة فرط نشاط المثانة
توجد عدة أسباب تؤدي إلى حدوث المعناة من مشكلة فرط نشاط المثانة. فالجدير بالذكر أنها تشمل ما يلي:
- الاضطرابات العصبية في مرض باركنسون.
- السكتة الدماغية.
- التليف النقوي.
- تلف الحبل الشوكي الرضحي.
- مرض السكري.
- تشوهات في المثانة مثل الأورام أو حصوات المثانة.
- العوامل التي تعيق التدفق من المثانة مثل تضخم البروستاتا أو الإمساك أو أورام الحوض أو آثار علاج الحوض.
- الإفراط في تناول القهوة أو الكحول.
إلى جاب هذا فتوجد أيضا بعض من الحالات قد يكون السبب فيها غير معروف.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بفرط نشاط المثانة
– كلما زاد التقدم في العمر، كلما زاد خطر الإصابة بفرط نشاط المثانة. وفي النساء هناك خطر أعلى من الرجال.
– ارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
– التدخين وشرب المشروبات الكحولية.
– بعض الأمراض المصاحبة مثل ضغط الدم، وأمراض الكلى، والأمراض العصبية.
إقرأ أيضا: إلتهاب المثانة.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج
علامات فرط نشاط المثانة
تبدو حالة فرط نشاط المثانة المرضية واضحة من خلال بعض الأعراض المرضية التي تتجلى فيما يلي:
1) الاستعجال حيث يشكو المرضى من ضائقة بولية مفاجئة، ويحتاجون إلى التبول على الفور ويصعب إيقافهم إطلاقا أو التحكم في التبول.
2) التبول المتكرر والذي قد يصل إلى أكثر من 8 مرات خلال النهار من وقت استيقاظهم حتى الذهاب إلى الفراش.
3) التبول الليلي حيث يشكو المرضى من الاضطرار إلى الاستيقاظ ليلا مرة واحدة أو أكثر للتبول.
4) سلس البول (OAB الرطب).
5) عدم وجود سلس البول (OAB الجاف).
6) إلحاح سلس البول.
تؤثر متلازمة فرط نشاط المثانة هذه بشكل كبير على الصحة العقلية للمريض حيث يمكن أن تسبب الإجهاد والاكتئاب والخوف بالإضافة إلى التأثير على الحياة الجنسية بصورة كبيرة.
طرق الوقاية من متلازمة فرط نشاط المثانة
توجد عدة تدابير وقائية نستطيع عند القيام بإتباعها أن نعمل على وقاية قدر الإمكان من الإصابة بمتلازمة فرط نشاط المثانة. الجدير بالذكر أن هذه التدابير تتمثل في الأتي:
- الحفاظ على نظام غذائي صحي.
- ممارسة التمارين البدنية بانتظام.
- الحد من مشروبات الكافيين مثل القهوة ومشروبات الطاقة والشاي والمشروبات الغازية.
- البعد عن تناول الأطعمة الحارة والأطعمة الحمضية والأطعمة المالحة.
- الحفاظ على وزن صحي.
- اشرب كمية كافية من الماء وتقسيها إلى عدة جرعات على مدار اليوم، وشرب الماء في رشفات.
- زيارة المرافق الطبية وأخصائيي المسالك البولية عندما تكون هناك علامات على تشوهات المسالك البولية مثل التبول المؤلم والبول الداكن والبول ذو الرائحة القوية.
كيفية علاج متلازمة فرط نشاط المثانة
أولا: التدخلات السلوكية
في بداية الأمر سيتلقى المرضى علاجا سلوكيا يمكن دمجه مع إدارة الأدوية حيث يتم هذا الأمر من خلال إرشاد المرضى حول تدابير عادات المثانة الصحية وتعديلات بعض الأنماط الحياتية الحياة. فعلى وجه التحديد، يتم هذا الأمر من خلال الآتي:
– الحد من الأطعمة والمشروبات التي تسبب هياج المثانة كما كرنا في الطرق الوقائية.
– تسجيل مذكرات التبول بالساعة لفهم الجسم بشكل أفضل.
– ممارسة نمط تنظيف التبول مرتين في اليوم حيث تعد هذه طريقة مناسبة للمرضى الذين يجدون صعوبة في إفراغ المثانة، فبعد استخدام المرحاض، يجب على الشخص الانتظار بضع ثوان ثم المحاولة مرة أخرى لدفع كل البول للخارج.
– الإعتياد على تأخير التبول حيث يتم هذا العلاج السلوكي عن طريق الانتظار أمام المرحاض لمدة 1-2 دقائق ثم زيادة الوقت تدريجيا، وهذا للمساعدة في زيادة قدرة المثانة على تخزين المياه.
– ممارسة التمارين التي تعمل على إرخاء وتقوية عضلات المثانة مثل تمارين كيجل للعمل على شد عضلات الحوض.
ثانيا: التدخلات الطبية
في وقتنا هذا تعد الأدوية المضادة للمسكارين هي النوع المفضل في علاج المثانة مفرطة النشاط. بالإضافة إلى أن هناك أيضا بعض المجموعات الأخرى من الأدوية مثل الاستروجين المهبلي ، وبعض الأدوية الأخرى ذات التأثيرات المضادة للكولين، وتوكسين البوتولينوم من النوع A ولكن من يقوم بتحديد النوع المناسب هو الطبيب ويجب على المريض عدم إستخدام الدواء بمفرده.
في حالة مقاومة المرضى للأدوية ، يمكن للأطباء اللجوء إلى بعض الخيارات الطبية الأخرى مثل:
– حقنة أونابوتولينومتوكسين أ في المثانة.
– العمل على تحفيز العصب الظنبوبي.
– تضخم المثانة عن طريق الأمعاء.
– فتح المثانة على الجلد (القسطرة) عند النظر في فشل العلاج التحفظي.