عند إصابة الأطفال الصغار بالحالة المرضية المتمثلة في قصور الغدة الدرقية، فسوف يؤثر هذا الأمر على صحتهم بصورة سلبية كبيرة حيث يتسبب هذا في معاناتهم من مشاكل صحية كثيرة ومتعددة أهمها تأخر النمو. بالإضافة إلى فقدان الأطفال للعديد من الفرص للاندماج في المجتمع والقصور في ممارسة العديد من الأنشطة والمهام البدنية والعقلية المفيدة للطفل في خلال هذه المرحلة العمرية. لذا سنتحدث اليوم عن أهم العلامات التي تدل على إصابة الأطفال الصغار بقصور الغدة الدرقية لكي نستطيع إكتشاف هذه الحالة في مراحلها الأولية وتجنب حدوث أي مضاعفات مترتبة عليها.
ما هو قصور الغدة الدرقية عند الأطفال؟
تعد هذه الحالة من أهم الحالات المرضية حيث يحدث فيها نقص بهرمونات الغدة الدرقية أو تصبح الغدة الدرقية غير نشطة، فالجدير بالذكر أنه إذا كان الطفل يعاني من قصور الغدة الدرقية الخلقي، فلا يمكن علاجه ويتطلب هذا الأمر اللجوء إلى استبدال الهرمونات مدى الحياة.
أما بالنسبة للأطفال الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية الثانوي، فإذا تم اكتشاف هذه الحالة مبكرا، فمن الممكن أن يتم علاجها والتعامل بشكل طبيعي.
ما هي أنواع قصور الغدة الدرقية عند الأطفال؟
ينقسم قصور الغدة الدرقية عند الأطفال إلى نوعين آلا وهما:
أولا: قصور الغدة الدرقية الخلقي
تعد هذه الحالة من قصور الغدة الدرقية من الحالات التي يولد فيها طفل مصاب بهذا الوضع المرضي، فالجدير بالذكر أن من أهم علامات هذا ما يلي:
– ولادة الطفل بدون غدة درقية
– الأطفال الذين يولدون بقسم صغير جدا من الغدة الدرقية حيث تعرف هذه الحالة بالغدة الدرقية ناقص التنسج.
– عدم قيام الغدة الدرقية بإنتاج ما يكفي من الهرمونات.
– الأطفال الذين يعانون من اضطرابات تخليق هرمون الغدة الدرقية الخلقية.
ثانيا: قصور الغدة الدرقية الثانوي
تحدث الإصابة بقصور الغدة الدرقية الثانوي بسبب تعرض الأطفال للعديد من الأسباب المحتملة المتمثلة في الآتي:
– تواجد الطفل في عائلة لها تاريخ مرضي مع قصور الغدة الدرقية حيث يزيد هذا الأمر من خطر ولادة الأطفال المصابين بقصور الغدة الدرقية. أو عندما تكون الأم الحامل مصابة بمرض الغدة الدرقية ولكنها لم تقوم بمعالجته، ومن ثم يؤثر هذا على نمو دماغ الجنين وأعصابه.
– الأطفال الذين يعانون من أمراض عصبية مثل ورم أو قصور الغدة النخامية تحت المهاد مما يؤدي هذا إلى تخليق هرمون الغدة الدرقية المصاب.
– الأطفال المصابون بسرطان الغدة الدرقية والذين يتعين عليهم إزالة الغدة الدرقية أو لديهم حالات سرطانية أخرى تتطلب علاجا إشعاعيا للرقبة ومن هنا تحدث الإصابة بقصور الغدة الدرقية.
بوجه عام يمكننا أن نقوم بالكشف عن قصور الغدة الدرقية عند الأطفال مبكرا من خلال فحص حديثي الولادة، لذا يجب على الأم التوجه إلى زيارة أقرب منشأة طبية أو طبيب مختص لكي يتعامل مع هذه الحالة المرضية بصورة سليمة.
إقرأ أيضا: إحذري سيدتي.. النوم كثيرا وحدوث الخلل بالغدة الدرقية
ما هي علامات قصور الغدة الدرقية عند الأطفال؟
بصورة شاملة يجب أن تكوني عزيزتي الأم فطنة تجاه أي متغيرات من الوارد أن تصيب طفلك في مراحل عمره الأولى، فعلى سبيل المثال تعد مراقبة تشوهات الغدة الدرقية عند الأطفال من أجل الكشف عن إصابتها بالقصور أو لا في وقت مبكر من الأمور الهامة جدا حيث تعمل على تجنب التعرض لبعض المضاعفات مثل تأخر النمو والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والعظام والمفاصل.
يجب العلم أنه من الممكن أن يحدث قصور الغدة الدرقية عند الأطفال في أي مرحلة عمرية، بما في ذلك الأطفال الرضع ومن هم أكبرا عمرا، ولكن من حيث الأعراض فإنها تختلف حسب الفئة العمرية وهذا ما سنتعرف علية فيما يلي:
أولا: علامات قصور الغدة الدرقية عند الأطفال حديثي الولادة
عند إصابة الرضع بقصور الغدة الدرقية، فغالبا ما تكون هناك أعراض قليلة تدل على هذه الحالة المرضية، مما يترتب على ذلك عدم إنتباه الآباء لهذه العلامات، ومن ثم تتأخر عملية تلقي العلاج اللازم والمناسب حيث يؤثر هذا الأمر على النمو الفكري والبدني للطفل.
عادة ما يتم الكشف عن قصور الغدة الدرقية عند الأطفال حديثي الولادة من خلال الفحصوصات الطبية. ولكن من خلال موقعنا نستطيع أن نقوم بذكر بعض العلامات التي تدل على حدوث الإصابة بهذه الحالة المرضية لتسهيل عملية إكتشاف هذا الوضع المرضي:
- ميلاد الطفل بوزن زائد عن المعتاد.
- عند ولادة الطفل يكون اللسان الأمامي لديه كبير وبارز.
- تكون البطن للطفل كبيرة، والسرة محدبة، ويعاني من الإمساك المستمر.
- بكاء الطفل القليل والنوم كثيرا.
- اليرقان الوليدي الذي يدوم لأكثر من إسبوعين.
- جفاف الجلد الغير مرتبط بأمراض الكبد.
- برودة الجلد والأطراف وإنخفاض درجة حرارة الجسم حتى تصل إلى 35 درجة مئوية.
ثانيا: قصور الغدة الدرقية عند الأطفال الصغار
في مرحلة ما بعد الولادة ونمو الأطفال تدريجيا، فسوف يكون لقصور الغدة الدرقية مظاهر أكثر وضوحا تتمثل في الآتي:
- بطء التسنين والشعر الهش والجاف.
- جفاف الجلد.
- المعاناة من الإمساك المزمن والتعب.
- النمو بشكل أبطأ من المعتاد مقارنة بذويهم حيث تأخر النمو في الطول والوزن، وما إلى ذلك.
- عدم الحساسية واللامبالاة عند التعرض للضوضاء.
من الهام معرفة أنه خلال هذه المرحلة، قد تكون أعراض هذه الحالة المرضية واضحة بالفعل، ولكن عادة ما يكون المرض في مراحله المتأخرة حيث وقوع التأثير السلبي على دماغ الطفل.