قد يشخص طبيب الطوارىء حالة أحد المصابين المنقولين إلى المستشفى جراء وقوع حادث سيارة بعد إتمام كافة الإجراءات التشخيصية, والفحوصات التصويرية بأن لديه كسرا في عظام الحوض , وربما تم تداول هذا المصطلح بشكل كبير كشكل من أشكال الإصابات التي على الرغم من عدم شيوعها إلا أنه يمكن سماعها وقد تم صياغة تلك المشكلة الطبية تحت مسمى ( كسر الحوض ) والذي تتعرض خلاله واحدة أو أكثر في التكوين العظمي للحوض , وتتخذ تلك الكسور درجات مختلفة من الإصابة من حيث مدى شدتها مابين طفيفة أي في شرائح خفيفة من العظام ويمكن للطبيب علاجها دون الحاجة إلى تدخل جراحي, وأخرى من النوع الشديد التي تستدعي خضوع المصاب لإحراء جراحي عاجل .. وسوف نقدم لكي من خلال مقالنا التالي أسباب كسر الحوض , وكيف يمكن التعامل مع تلك الحالة
كسر الحوض
يمكن أن يتسبب السقوط من مكان مرتفع في إحداث إصابات عنيفة في عظام الحوض أيضا مما يؤدي إلى تعرضها للكسر , حيث أن منطقة الحوض تعبر عن هذا البناء العظمي الذي يتخذ شكل حلقي ويكون موقعه أسفل العمود الفقري , وتتمثل أجزاؤه في عظمة العجز ( وهي تتخذ شكلا مثلثا وتستقر عند قاعدة العمود الفقري ,وعظم الذنب أو العصعص الموجود في آخر جزء من العمود الفقري, ومجموعة عظام الورك التي تتكون من الحرقفة، والورك، والعانة.
وتشترك تلك العظام معا لتشكيل هذا الهيكل الذي يعرف بحلقة الحوض , والذي يوفر الحماية الكافية للأعصاب والأوعية الدموية , بالإضافة إلى اعتباره بمثابة جداروقائي للأعضاء المجاورة مثل المثانة ,والأعضاء التناسلية الداخلية، فضلا عن وظائفه الداعمة لعضلات الساقين.
أنواع كسور الحوض
- بسبب العظام الكثيرة الداخلة في تكوين الحوض فإن الكسور الناتجة سوف تكون مختلفة الأنواع وذلك بناءا على وجود أكثر من نمط للكسر , فربما يكون لدى بعض الأشخاص مغلقا أي أن الكسر قد حدث إلا أنه غير مرئي حيث يظل الجلد المحيط سليما وليس متهتكا , بينما في حالات أخرى يكون الكسر مفتوحا نتيجة اختراق العظام للجلد وهذا هو المقصود بالكسر المركب
- يوجد نوع ثالث أيضا يوصف بالكسر الكامل وفيه يتحطم العظم وينفصل إلى قطعتين , وربما يكون لدى المصاب نوعا من الكسور يعرف بالكسر النازح الذي يترك فراغا بين الأجزاء المكسورة .
- ويضاف إلى الأنواع أيضا الأنماط الجزئية من الكسور التي لايصل مداها عبر العظم بشكل كامل , وتلك الكسور الناجمة عن الإجهاد المفرط والتي تحدث نتيجة الضغط الكثيف على العظم بشكل متكرر
التصنيف من حيث الإستقرار
تلك الأنواع السابقة قد قمنا بتصنيفها وفقا للتقسيم العام لكسور الحوض أما من حيث درجة الإستقرار فيوجد نوعان
-كسر الحوض المستقر أو الثابت
في بعض الأحيان قد تحدث حوادث السقوط المفاجىء والطفيف للطفل أثناء اللعب أو الجري والذي ينتج عنه كسر واحد فقط . دون أن تواجه الأجزاء المكسورة أي تحرك من موقعها , ويتم اعتبارها مجرد إصابة بسيطة مع أقل مستوى من الخطورة .
-كسر الحوض غير المستقر
ننتقل من مجرد إصابة بكسر واحد فقط إلى تعرض المصاب لكسرين أو أكثر مع تحرك الأجزاء المكسورة والتي تكون حادة إلى الدرجة التي يمكن أن تسبب أضرار جسيمة للأوعية الدموية القريبة تصل إلى حد النزيف الدموي لذلك فإن مخاطرها تكون مرتفعة التأثير , مثل المصابين في حوادث سيارات أو السقوط من ارتفاع عالي.
ومن المهم أيضا أن نذكر الأشكال الأخرى نادرة الحدوث من كسر الحوض , والذي يطلق عليه “الكسر الانتزاعي” وتحدث الإصابة به كنتيجة مترتبة عن حالات انفصال الوتر أو الرباط عن العظم المتصل به , ليأخذ معه قطعة عظمية صغيرة الحجم , وفي الغالب يكون السبب راجعا إلى ممارسة التمارين الرياضية ويندرج تحت نوعية الكسور المستقرة.
أعراض كسر الحوض
تتباين العلامات الدالة على كسور الحوض بناءا على درجة شدة الكسر , ويصاحب ذلك في العادة شعور مؤلم في منطقة الفخذ أو الورك , ويمكن أن يشكو آخرون من آلام في منطقة أسفل الظهر , ويتفاقم الألم ليصبح أكثر سوءا عند ممارسة الأنشطة الروتينية الحركية كالمشي, أو الحركة الطبييعية للساقين.
- في حالات معينة , قد يسيطر على المصابين أعراض الخدر والتنميل وهو نوع من الألم الواخز في الفخذين أو الساقين، بالإضافة إلى تشنجات مؤلمة في البطن، وعسر التبول أو التبرز.
- يجب الإشارة إلى أن المصاب قد يواجه صعوبات في ممارسة الأنشطة العادية مثل المشي أو الوقوف , ويرتفع معدلات حدوث ذلك في ظل وجود كسر غير مستقر
اقرأ أيضا آلام الحوض أثناء الحمل وأهم مسببات حدوثها
أسباب كسور الحوض
تتميز عظام الحوض بالإستقرار والمتانة لذلك فإنه لكي تتأثر بهذا الشكل المسبب لكسور فإن الأمر يتطلب التعرض لصدمات عنيفة مثل حوادث السير , أو السقوط من الإرتفاعات مما ينرك الشخص مع كسور غير مستقرة في الغالب تتطلب عناية طبية فائقة
ليس هذا فقط بل يمكن أن يكون السبب في حدوث الكسر متعلقا بأحد الأسباب الطبية كالمشكلات الصحية التي ينشأ عنها ترقق ولين في العظام وتلك الهشاشة تزيد من احتمالات تعرضها للكسر بمنتهى السهولة , مثل أمراض هشاشة العظام التي يعاني منها بشكل خاص كبار السن بسبب عوامل التقدم في العمر والتي يصبح من السهل أن تنكسر مع حوداث السقوط حتى لو كان بسيطا, ومعظم تلك الكسور تصنف بكونها كسورا مستقرة منخفضة التأثير
في بعض الأحيان نادرة الحدوث, قد يجد الأشخاص الرياضيون أنفسهم بصدد شكل من الكسور يعرف بالكسر الانتزاعي، ويرتبط بحوادث انفصال الأربطة أو الأوتار مع شريحة صغيرة من العظم , وينتمي إلى نوعية الكسور المستقرة التي لاتوجد معها أي صعوبات علاجية