يعتبر كيس نابوثيان المتواجد في عنق الرحم هو حالة من المشاكل الصحية النسائية الشائعة جدا التي من الوارد أن تصيب النساء في جميع الأعمار، حيث يتم إكتشافها من خلال فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الروتينية لمنطقة الحوض (MRI). إذن ما هو كيس نابوثيان المتواجد في عنق الرحم وما هي أهم أسبابه وطرق علاجه؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم من خلال صحة المرأة
ما هو كيس نابوثيان المتواجد في عنق الرحم؟
يعد هذا الكيس عبارة عن تجويف صغير يتكون في عنق الرحم نتيجة لاحتباس السوائل في الغدد النابوثية التي تقوم بإفراز المخاط لتشحيم عنق الرحم. الجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية وارد حدوث إصابة النساء بها بنسبة كبيرة في سن الإنجاب.
يجب معرفة أن كيس نابوثيان عادة ما يكون غير ضار ويمكن التعامل معه، لكن في بعض الحالات قد يؤدي إلى حدوث بعض المشاكل الصحية والإضطرابات في الحمل.
ما هي أهم أسباب الإصابة بتواجد كيس نابوثيان في عنق الرحم؟
عندما تصاب المرأة بهذه الحالة المرضية فمن الوارد أن تكون نتيجة التعرض لبعض العوامل والكثير من الأسباب التي تتمثل فيما يلي:
-
التغيرات الهرمونية
تعكف الهرمونات الأنثوية على تنظيم العديد من وظائف الجهاز التناسلي للمرأة، ولكن تشير الدراسات إلى أن التغيرات الهرمونية التي تحدث في فترات معينة، مثل المراحل التمهيدية لانقطاع الطمث والحمل، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالكيس النابوثياني المتواجد في عنق الرحم.
-
زيادة في مستويات هرمون الإستروجين
هناك ارتباط واضح بين الزيادة في مستويات هرمون الإستروجين والإصابة بالكيس النابوثياني في عنق الرحم. فمعظم الحالات التي تصاب بهذه الحالة المرضية قد شهدت زيادة في مستويات الإستروجين في الجسم، بما في ذلك النساء اللاتي يستخدمن العلاج الهرموني لفترة طويلة أو اللاتي يعانين من اضطرابات هرمونية أخرى.
-
التعرض للتدخين
يعتبر التدخين أحد أهم الأسباب الرئيسية للإصابة بالكيس النابوثياني في عنق الرحم. فيجب العلم أن التبغ يحتوي على العديد من المواد الكيميائية الضارة التي يمكن أن تتسبب في حدوث الكثير من التغيرات في خلايا الرحم وعنقه مما يتسبب هذا في تحولها إلى أورام صغيرة تعرف بما يسمى بالكيسات النابوثيانية.
-
العوامل العائلية والوراثية
أشارت العديد من الدراسات إلى أن هناك عامل وراثي قد يؤثر على احتمالية الإصابة بالكيس النابوثياني في عنق الرحم. فإذا كان أحد أفراد الأسرة مثل الأم أو الشقيقة قد أصيبن بهذا النوع من الاضطرابات، فهناك احتمالية كبيرة للإصابة بهذه الحالة المرضية.
-
مشاكل في الجهاز المناعي
قد تختلف قوة الجهاز المناعي من امرأة لأخرى حيث تزيد اضطرابات الجهاز المناعي مثل اضطرابات الأجسام المضادة المتحولة ذاتيا (الذئبة الحمامية) من خطر الإصابة بالكيس النابوثياني المتواجد في عنق الرحم.
-
المرحلة العمرية
على الرغم من أن الكيس النابوثياني المتواجد في عنق الرحم يمكن أن يصيب النساء في أي مرحلة عمرية، إلا أنه غالبا ما يصيب النساء في سنوات الإنجاب الخصبة أي بين سن الـ 20 إلى الـ 40 عاما. فيجب العلم أن خطر الإصابة يزداد مع الزيادة في المرحلة العمرية.
ما هي أعراض الإصابة بكيس نابوثيان في عنق الرحم؟
قبل كل شيء، يمكن أن يكون كيس النابوثيان وجوديا بدون اي أعراض، وبالتالي لا يلاحظ عند الكثير من النساء حيث يمكن أن يتم اكتشافه صدفة أثناء الفحص الروتيني للعنق الرحمي.
مع ذلك، فإن البعض الآخر قد يلاحظ بعض الأعراض التي يمكن أن تشير إلى وجود كيس نابوثيان في عنق الرحم، والتي قد تتمثل في الآتي:
1) قد تلاحظ النساء المصابات بهذه المشكلة تواجد الإفرازات المهبلية المزعجة، والتي قد تكون ذو كمية أكبر من المعتاد. فيجب العلم أنه هذا الكيس قد يكون هو المسبب الرئيسي لهذه الافرازات، حيث يتم تجميع المخاط داخله ويحدث له تراكم بشكل تدريجي.
2) قد تعاني بعض النساء من الشعور بالآلام الخفيفة إلى متوسطة في منطقة الحوض حيث تتفاوت في درجة شدتها وهذا حسب مستوى الحالة المرضية.
3) قد يؤثر كيس النابوثيان على الدورة الشهرية للمرأة حيث يحدث لها تأخر أو تغيرا في مدتها وكميتها.
4) في بعض الحالات النادرة، قد ينمو كيس النابوثيان ليصبح كبيرا ويسبب انتفاخا في الرحم حيث يتسبب في معاناة بعض النساء من آلام أو ضغط في منطقة الحوض بسبب هذا الإنتفاخ.
5) قد يؤثر هذا الكيس على الخصوبة في بعض الحالات النادرة حيث يمكن أن يتسبب في ضعف قدرة البويضات على النمو والإخصاب، مما يتسبب هذا الأمر في حدوث صعوبة بالحمل.
من الهام جدا معرفة أن الأعراض السابقة غير مقتصرة على الإصابة بكيس النابوثيان في عنق الرحم فقط، حيث يمكن أن تنتج عن أمراض أخرى مشابهة، مثل التهابات المهبل أو التهابات عنق الرحم بالإضافة إلى الأمراض المزمنة مثل الورم الحميد أو الورم الخبيث في الرحم. لذا، يجب على النساء الذين يعانون من أي من هذه الأعراض التوجه إلى الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق للحالة المرضية والمعالجة المناسبة.
ما هي طرق علاج كيس نابوثيان في عنق الرحم؟
توجد العديد من طرق علاج هذه الحالة المرضية حيث تتمثل فيما يلي:
أولا: العلاج الدوائي
يمكن أن يتم علاج الكيس النابوثياني في عنق الرحم بواسطة العلاجات الدوائية حيث يعتمد هذا النوع من العلاج على حجم الكيس وأعراضه.
الجدير بالذكر أن الطبيب قد يوصف للمريضة حبوب منع الحمل المشتقة من هرمون البروجستيرون، وهذا من أجل تقليل حجم الكيس والحد من الأعراض المصاحبة. فيجب العلم أن هذا العلاج غالبا ما يكون ناجحا في حالة الكيسات الصغيرة وغير المؤلمة. ومع ذلك، إذا لم يكن العلاج الدوائي فعالا، قد يكون هناك حاجة إلى اللجوء للتدخل الجراحي.
ثانيا: العلاج الجراحي
قد تحتاج بعض حالات الكيس النابوثياني المزمنة أو الكبيرة إلى اللجوء للعلاج الجراحي حيث يتضمن هذا النوع من العلاج ضرورة إزالة الكيس من عنق الرحم، وهذا من خلال بعض الطرق الجراحية المختلفة بما في ذلك:
- تفريغ الكيس بالمنظار: يشمل هذا النمط الجراحي الإدخال الصغير لمنظار الرحم عبر قناة صغيرة للعمل على تفريغ الكيس حيث يجب العلم أنه يتم تنفيذ هذه العملية تحت التخدير الموضعي.
- البالون: تستخدم هذه الطريقة للكيسات النابوثيانية الصغيرة والمزمنة. فالجدير بالذكر أنه يتم تحقيقها عن طريق إدخال البالون في قناة الرحم ونفخه لتمحيص الكيس وحجزه. ثم يتم استخراج البالون مع الكيس من القناة مرة أخرى.
- الولادة القيصرية: في حالة الكيسات الكبيرة أو المزمنة، قد يتطلب هذا الأمر ضرورة إجراء ولادة قيصرية والعمل على استئصال الكيس آنذاك الوقت.
ثالثا: بعض الطرق الأخرى
بالإضافة إلى العلاج الدوائي والجراحي، هناك بعض الطرق البديلة التي يمكن أن تكون مفيدة لعلاج الكيس النابوثياني في عنق الرحم. ومع ذلك، يجب أيضا أن يتم إستشارة الطبيب قبل بدء أي علاج بديل ومن أهم هذه الأنواع:
- العلاج الهرموني: يمكن اللجوء إلى استخدام العلاج الهرموني للتحكم في حجم الكيس وتقليل الأعراض حيث يشمل ذلك استخدام حبوب منع الحمل المشتقة من هرمون الاستروجين والبروجستيرون.
- العلاج بالأعشاب: تعتبر بعض الأعشاب المهدئة مفيدة للتقليل من الألم وتحسين الأعراض المصاحبة. ولكن يجب استشارة أخصائي العلاج بالأعشاب قبل استخدام أي نوع من العلاج البديل لتجنب التعرض لأي مخاطر صحية.