يعد ثقب المعدة من الحالات المرضية الخطيرة التي نحتاج للتعامل معها بشكل طبي فوري وعلى أيدي المختصين. لذا سنتعرف اليوم من خلال «صحة المرأة» على ثقب المعدة؟ والاسباب التي تؤدي إلى حدوث الإصابة به؟ وكيفية التعامل معه بشكل طبي وصحي؟
ثقب المعدة
ثقب المعدة هو حالة صحية خطيرة تحدث عندما يتمزق الجدار الداخلي للمعدة، مما يسمح للمحتوى الهضمي بالتسرب إلى تجويف البطن. فوجب التأكيد على أن هذه الحالة المرضية تعتبرطارئة وتحتاج إلى رعاية طبية فورية، حيث يمكن أن تشكل خطرا صحيا كبيرا على حياة المصاب.
أهم أسباب الإصابة بثقب المعدة
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإصابة بمشكلة ثقب المعدة ومن أبرزها ما يلي:
-
التدخلات الجراحية
تعتبر العمليات والتدخلات الجراحية من الأسباب الأكثر شيوعا لحدوث هذه الحالة الصحية. فعند إجراء عملية جراحية على المعدة، مثل استئصال قرحة معدية أو استئصال أورام المعدة، قد يحدث ثقب غير مقصود في جدارها. يمكن أن يكون هذا الثقب نتيجة خطأ جراحي أو ضعف في النسيج المعوي بعد الجراحة التي تم إجراؤها.
-
قرحة المعدة
تعد قرحة المعدة أحد الأسباب التي تؤدي لحدوث ثقب المعدة. وتحدث عندما يتلف الجدار الداخلي بسبب ارتفاع مستوى الحموضة في المعدة أو بسبب العدوى ببكتيريا الهيليكوباكتر بيلوري. الجدير بالذكر أن هذه القرحة قد تتطور إلى ثقب إذا تم تجاهلها ولم يتم علاجها بشكل صحيح.
-
إلتهابات المعدة
قد يسبب حدوث التهابات في المعدة، مثل التهاب المعدة التحسسي أو التهاب المعدة العصبي، حدوث تلفا في الجدار المعدي يؤدي إلى حدوث ثقب المعدة.
يجب العلم أن هذه الإلتهابات قد تكون نتيجة الإفراط في تناول المسكنات اللاستيرويدية أو المشروبات الكحولية بشكل مفرط، أو نتيجة للعدوى ببكتيريا مثل الليستيريا أو تلك المنقولة جنسيا مثل الكلاميديا أو الزائفة المناعة المكتسبة (HIV).
-
الصدمات أو الإصابات
في حالة تعرض المعدة للصدمات أو الإصابات الحادة، مثل حوادث السيارات أو الضربات القوية في البطن، فمن الممكن أن يحدث تمزق في جدار المعدة ومن هنا يحدث الثقب الذي قد يكون سببا لخروج الحجاب بشكل حاد ومفاجئ.
-
أسباب أخرى
بصفة عامة، يمكن أن يؤدي أيضا حدوث الإصابة بالإلتهاب المعدي المزمن، وأمراض المناعة، واضطرابات النظام الغذائي السيئ واستخدام بعض الأدوية الضارة إلى زيادة خطر الإصابة بثقب في المعدة وبنسبة كبيرة.
أعراض الإصابة بثقب المعدة
تعتبر أعراض الإصابة بثقب المعدة متنوعة وتختلف من شخص لآخر حيث أنها في العديد من الحالات، قد يكون تشخيصها صعبا نظرا لتشابهها مع أعراض الأمراض الأخرى. وفيما يلي سوف نسلط الضوء على أهم الأعراض التي يمكن أن تُلاحظ عند الإصابة بهذا المرض:
- يعد الشعور بالآلام الشديدة من الأعراض الأكثر شيوعا عند الإصابة بثقب المعدة. فيجب العلم أن هذا الألم قد يكون موجعا وحادا ويشبه الوخز في منطقة البطن حيث يشعر به المريض بشكل مستمر يزداد بعد تناول الطعام.
- قد يرافق الألم في البطن التقيؤ والغثيان ويحدث ذلك بسبب تسرب المحتوى الحمضي من المعدة إلى التجويف البطني، مما يؤدي إلى حدوث تهيج الأمعاء والأغشية المخاطية.
- قد يعاني المصاب بثقب المعدة من صعوبة في البلع، حيث يشعر بعدم القدرة على إدخال الطعام بسهولة إلى المريء والمعدة، مما يمكن أن يسبب هذا تشوها في تناول الطعام ويزيد من خطورة هذه الحالة المرضية.
- في حالة وصول المحتوى الحمضي إلى التجويف البطني، قد يحدث اضطراب في عملية التنفس، وبخاصة عند مرافقة الثقب للالتهابات الرئوية أو الالتهاب الحاد للحجاب الحاجر.
- قد يحدث نزيف في البطن كنتيجة للثقب، ولكن من الممكن أن يكون هذا النزيف خفيا أو مرئيا في البراز. في العموم يجب مراقبة أي علامة للنزيف والعمل على استشارة الطبيب بشكل فوري.
- من الوارد هبوط في ضغط الدم بسبب النزيف الداخلي في البطن حيث يمكن أن يتسبب ذلك في الشعور بالدوار والضعف العام.
من الهام معرفة أن هذه الأعراض قد تظهر بشكل منفصل أو بصورة شاملة حيث من الوارد أن يحدث لها تفاقم مع مرور الوقت إذا لم يتم علاجها بشكل سليم. لذلك، يجب على المريض مراقبة حالته والبحث عن المساعدة الطبية اللازمة عند ظهور أي من هذه الأعراض.
التقنيات الطبية المستخدمة لتشخيص حالة ثقب المعدة
قد يتضمن أمر تشخيص ثقب المعدة المرور بالإجراءات التالية:
- القيام بأداء التقييم الطبي جنبا إلى جنب مع الاختبار البدني
- العمل على أداء اختبار خلايا الدم، لمعرفة أمر زيادة عدد خلايا الدم البيضاء.
- العمل على فعل الأشعة السينية للصدر أو البطن.
- أداء التصوير المقطعي للبطن.
- قد يقوم الطبيب بإجراء اختبارات إضافية لاستبعاد الحالات السريرية الأخرى للوصول إلى التشخيص اللازم.
أهم الطرق المستخدمة لعلاج ثقب المعدة
تعتبر العلاجات المتاحة لثقب المعدة قليلة وتعتمد بشكل كبير على خصائص الحالة الصحية وتأثير الثقب على البطن والأغشية المحيطة. فمن ضمن هذه المعالجات ما يلي:
– الجراحة: تعد التدخلات الجراحية هي عادة أول خطوة في علاج ثقب المعدة. والتي تهدف إلى إغلاق الثقب وإصلاح الأنسجة المصابة بالإلتهابات. الجدير بالذكر أنه في بعض الحالات الخطيرة، يمكن أن يشمل العلاج إزالة جزء من المعدة المتضررة والتي قد تكون غير قابلة للشفاء بأي صورة.
– العلاج التحفظي (غير الجراحي): يشمل هذا النوع من العلاج استخدام الأدوية والعلاجات الدوائية مثل المضادات الحيوية لمكافحة العدوى وتعزيز عملية شفاء الثقب. إلى جانب هذا فيمكن أيضا استخدام الجهاز الهضمي الصناعي أو الأنابيب لتخفيف الضغط على جدران المعدة وزيادة فرصة الشفاء.
– المراقبة والمتابعة الطبية المستمرة: بعد العلاج، من المهم مراقبة حالة المريض بشكل مستمر للتأكد من التعافي الكامل وعدم حدوث أي مضاعفات أو إصابات أخرى حيث يتم ذلك من خلال فحوصات الأشعة والفحوصات الطبية الأخرى.
وجب التأكيد على أنه يجب أن يتم البحث عن الرعاية الطبية الفورية في حالة اشتباه وجود ثقب في المعدة. لأنه من الوارد أن يكون ثقب المعدة قاتلًا إذا لم يتم تلقي العلاج بشكل سريع وفعال.
بالإضافة إلى العلاجات المذكورة أعلاه، فإنه يجب العلم أن الوقاية هي أفضل طريقة لتجنب حدوث ثقب في المعدة، حيث يشمل ذلك ضرورة الإلتزام ببعض العادات الصحية مثل تناول الطعام ببطء والابتعاد عن الأطعمة الحارة والتوقف عن استخدام الأدوية المسببة للتقرحات تحت إشراف طبي.
في النهاية، يجب الاستجابة بسرعة لحالات ثقب المعدة من خلال تلقي العلاج الطبي المناسب والجراحة إذا لزم الأمر. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يتطلب رعاية طبية تحت إشراف متخصص لضمان أفضل النتائج وتجنب حدوث المضاعفات.