خلال فصل الصيف ومع زيادة المعاناة من إرتفاع درجات الحرارة، يعد أمر اللجوء إلى إستخدام تكييف الهواء من أهم الأنماط الحياتية الأساسية التي لا يستطيع الكثير منا الإستغناء عنها، فالجدير بالذكر أن هذا الجهاز يعتبر للبعض بمثابة شريان للحياة وخاصة عند الرغبة في التخلص من الطقس الحار المزعج، ولكن هل يعد إستخدام تكييف الهواء آمن بشكل مطلق؟ هل يؤدي أمر الإفراط في تشغيله إلى حدوث العديد من المشاكل الصحية؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم بشكل تفصيلي.
أضرار الإفراط في استخدام مكيفات الهواء
في كثير من الأوقات وعند الإفراط في إستخدام تكييف الهواء وإساءة إستخدامه، فمن الوارد أن يتسبب هذا الأمر في العديد من الأضرار الصحية الخطيرة على الصحة والتي من الوارد أن تتمثل فيما يلي:
أولا: تعرض الجلد للجفاف والشيخوخة المبكرة
تتمثل آلية عمل مكيفات الهواء في قيامها بإزالة كل الرطوبة الممكنة المتواجدة في داخل الغرفة حتى وإن كانت هذه الرطوبة نابعة من بشرة الوجه، مما يؤثر هذا الأمر بشكل كبير على البشرة في الطبقة الخارجية من الجلد ويتسبب في أن يصبح بحالته الجافة والقشارية والأسوأ من ذلك هو حدوث المعاناة أيضا من الحكة والإحمرار.
من هنا يمكننا القول بأن امر إزالة جميع الرطوبة المتواجدة في غرفة مكيف الهواء، سوف يؤدي إلى فقدان البشرة لرطوبتها وجعلها في حالة أكثر جفافا، فمن الهام معرفة أنه عندما تكون أنسجة الجلد جافة ورطبة، فإنها تصبح متشققة وتظهر التجاعيد بها بكل سهولة بالإضافة إلى إصابة الجلد بقلة المرونة وبشكل كبير.
ثانيا: المعاناة من جفاف العين
عند التعرض لضغط العمل وضوء الكمبيوتر، فمن الوارد أن ينتج عن هذا الأمر ممارسة قلة الرمش حيث من الوارد أن يتم الومض في المتوسط حوالي 15-18 مرة في الدقيقة، وعند العمل بشكل مكثف سوف تكون من 5-6 مرات في الدقيقة، فإذا لم يتم ترطيب العينين بشكل متكرر، فسوف يؤدي هذا الأمر إلى إصابتها بالجفاف.
الجدير بالذكر أيضا، أنه غالبا ما يؤدي الجلوس في غرفة مكيفة إلى إصابة العين بالجفاف، لأنه يوجد في مكيف الهواء مزيل رطوبة يجعل الجو في الغرفة الباردة جافا جدا، ومن ثم تتبخر الدموع بشكل أسرع وهنا يمكننا القول بأن هذان السببان هما العاملان الرئيسيان لزيادة أعراض جفاف والتهاب العينين.
إقرأ أيضا: النوم في التكييف الصحراوي وأضراره على الجسم
ثالثا: نقص المياه داخل الجسم
أثناء الجلوس في الغرف التي تحتوي على المبردات، فغالبا ما تقوم هذه الاجهزة بسحب الرطوبة من الهواء أكثر من اللازم، خاصة عند ضبط درجة الحرارة على مستوى منخفض، فمن الهام معرفة أن هذه العملية يمكن أن تؤدي إلى نقص المياه في جسم وخاصة مع الأطفال الصغار.
لذا وعند الرعبة في منع حدوث ذلك الأمر، يجب أن نعمل جاهدين على تشجيع أطفالنا نحو على شرب المزيد من الماء الدافئ وتطبيق بعض أنواع المرطبات على الجلد أو الشفاه.
رابعا: المعاناة من أمراض الجهاز التنفسي
في البيئات شديدة الجفاف، يمكن لتكييف الهواء أن يساهم في أمر جفاف الأغشية المخاطية في الأنف والحنجرة، مما يتسبب هذا في الشعور بمشاعر عدم الراحة وضيق التنفس. فيجب العلم أنه إذا لم يكن هناك ما يكفي من الرطوبة في الجو، فمن الممكن أن يصاب جسم الإنسان بالجفاف ويقلل هذا الأمر من مقاومته، مما يؤدي هذا إلى التعرض لالتهابات الجهاز التنفسي حتى قد يصل الوضع إلى تفاقم أمراض الربو عند الأطفال الصغار.
بالإضافة إلى ذلك، وخاصة إذا لم يتم صيانة نظام تكييف الهواء بشكل دوري وتعقيمه وتنظيفه بشكل صحيح، فقد يصبح هنا من أهم مصادر البكتيريا والفطريات حيث يدعم هذا الأمر الإصابة بالمشاكل الصحية في الجهاز التنفسي مثل التهاب الأنف والتهاب البلعوم والتهاب الشعب الهوائية والإنفلونزا.
كيفية استخدام مكيفات الهواء بشكل صحيح لتجنب التعرض لأي مخاطر صحية
بوجه عام توجد عدة نصائح لاستخدام مكيفات الهواء سنقوم بالعمل على ذكرها فيما لحماية الصحة من أي مخاطر وارد التعرض لها:
1) الحفاظ على درجة حرارة الغرفة عند حوالي 26-27 درجة مئوية، لأنه من الممكن أن يسبب اختلاف درجة الحرارة بين الجسم والبيئة الخارجية آثارا صحية ضارة.
2) عند الانتقال من البيئة الخارجية إلى غرفة يتم فيها تشغيل مكيف الهواء، فيوصى بضرورة تهيئة الجسم أولا عن طريق الإستعانة بمروحة ثم تشغيل مكيف الهواء.
3) قبل وبعد تشغيل المكيف، يجب القيام بفتح باب الغرفة حتى يتم تدوير الهواء في الغرفة ويعاد تهويتها.
4) العمل على تنظيف مكيف الهواء بانتظام لضمان تصفية الهواء وتجنب الأمراض.
5) تجنب الإفراط في استخدام مكيف الهواء حيث يجب أن يكون هناك فترات راحة من 15 إلى 20 دقيقة بعد العديد من عمليات التشغيل المستمرة.
6) البعد تماما عن تشغيل مكيف الهواء عند أدنى درجة حرارة لتجنب أي آثار سلبية على الجسم.
7) تجنب التغيرات المفاجئة في درجة حرارة تكييف الهواء.
8) يجب على النساء الحوامل اللواتي ينامن في غرفة مكيفة تجنب الاتصال المباشر بالتدفق البارد.
9) من الضروري التأكد من أن درجة الحرارة في الغرفة لا تختلف بمعدلات كبيرة عن درجة الحرارة في الهواء الطلق لتجنب الإصابة بالأمراض.