يعد التهاب بطانة الرحم هو أحد الأمراض الشائعة التي من الوارد أن تصيب النساء في سن الإنجاب حيث أن هذا النوع من الإلتهابات قد يترتب عليه العديد من العواقب السلبية ومن أهمها المعاناة الشديدة من الآلام عند حدوث الحيض، ومن هنا تصاب المرأة بالكثير من مشاعر عدم الراحة والصعوبات في العيش وانخفاض نوعية الحياة. لهذا الأمر قررنا اليوم من خلال مقالنا هذا العمل على معرفة كيف يؤثر التهاب بطانة الرحم على الدورة الشهرية بشكل تفصيلي موضح.
ما هي بطانة الرحم؟
تعتبر بطانة الرحم أحد الأجزاء الهامة في التكوين الجسماني للمرأة، حيث أنها تلعب دورا أساسيا في عملية الحمل والولادة. الجدير بالذكر أن هذه البطانة تعرف أيضا باسم الغشاء المخاطي للرحم أو الغشاء المهبلي الرحمي.
تتكون بطانة الرحم من طبقة الخلايا النسيجية التي تقوم بتغطية الجزء الداخلي من جدار الرحم، وتتألف هذه البطانة من عدة طبقات، فمن الهام معرفة أن هذه البطانة تلعب دورا رئيسيا في عملية الحمل، حيث أنها تقوم بإستقبال البويضة المخصبة وتوفير بيئة مناسبة لنمو الجنين وتغذيته، ولكن في حال عدم وجود حمل، تبدأ بطانة الرحم في التحلل والانكماش، مما يؤدي إلى نزول الدم والانتفاخ خلال فترة الحيض.
بالإضافة إلى ذلك، فتلعب بطانة الرحم دورا لا يمكن التغافي عنه في إنتاج الهرمونات المهمة للنظام الهرموني للمرأة، مثل الاستروجين والبروجستيرون حيث أن هذه الهرمونات لها وظيفة هامة تتمثل في تنظيم الدورة الشهرية والحفاظ على صحة الأعضاء التناسلية.
ما هو التهاب بطانة الرحم؟
تعد هذه الحالة المرضية من الحالات الالتهابية التي تحدث في طبقة الأنسجة التي تغطي جدار الرحم بسبب التعرض للعديد من الأسباب مثل العدوى البكتيرية أو الفطرية أو الفيروسية أو التغيرات الهرمونية.
الجدير بالذكر أنه في بعض الحالات، يمكن أن ينتج عن التهاب بطانة الرحم حدوث مضاعفات خطيرة مثل المعاناة من التهاب الحوض أو العقم.
ما هي أهم العلامات التي تدل على حدوث التهاب بطانة الرحم؟
مما لا شك فيه أن حالة الإصابة بالتهاب بطانة الرحم تعد من الحالات الصحية التي تؤثر على صحة المرأة وتسبب لها الكثير من الألم والمشاكل الصحية، فيجب العلم أن هذه الحالة الصحية تحدث نتيجة التعرض للكثير من الأسباب التي تتمثل فيما يلي:
- الآلام الشديدة في منطقة الحوض حيث من الممكن أن تكون حادة.
- النزيف غير الاعتيادي ذو الرائحة الكريهة أو بكميات غير طبيعية.
- حدوث التغير في الإفرازات الجنسية حيث تكون في حالتها الكثيفة أو الملونة بصورة غير طبيعية.
- ارتفاع درجة حرارة جسم المرأة حيث تستدعي هذه الحالة التدخل الطبي الفوري.
- الإصابة بتغيرات وإضطرابات في الدورة الشهرية أو نزول الحيض بكميات قليلة.
إقرأ أيضا: بطانة الرحم الرقيقة وعلاقتها بتأخر عملية الإنجاب
ما هي العلاقة بين الحيض المؤلم والتهاب بطانة الرحم؟
تقوم الحالة المرضية المعروفة بالتهاب بطانة الرحم بالعمل على إصابة الجسم بالإلتهابات، مما يؤدي هذا إلى العديد من التشوهات والاضطرابات الهرمونية حيث يظهر هذا من خلال تشكل الأنسجة الندبية والالتصاقات والتي تسبب المعاناة من آلام الحوض وآلام أسفل الظهر والألم أثناء ممارسة الجنس والتشنجات والألم عند التبول أو التغوط.
بالإضافة إلى ذلك، فهناك أيضا العديد من الحالات ذات المظاهر غير الواضحة، والتي قد تظهر فقط كألم بطيء في الحوض، أو في صورة آلام بالظهر أو الألم أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، وانتفاخ البطن، والإسهال، ونزيف الحيض المفرط، والجلطات الدموية، ودورات الحيض غير المنتظمة.
من الهام معرفة أنه من الممكن أن يحدث هذا الشعور غير السار في أي وقت من الشهر وهو أكثر شيوعا خلال فترات الحيض حيث أن النساء المصابات بالتهابات الرحم لديهم أعراض الألم وعدم الراحة حيث تكون هذه الآلام في حالتها الأكثر حدة أثناء الدورة الشهرية.
يجب العلم أنه إذا طال أمد هذه الإلتهابات دون تدخل علاجي مناسب، فإن آلام البطن ستصبح في حالتها الأسوأ، مصحوبة ببعض الأعراض مثل الغثيان والقيء والإسهال ومن ثم التأثير بصورة سلبية كبيرة على معيشة ونوعية حياة المريضات.
كيف نستطيع التعامل مع آلام التهابات بطانة الرحم أثناء الدورة الشهرية؟
كما ذكرنا من قبل أن الألم الناجم عن التهاب بطانة الرحم أثناء الحيض يؤثر بشكل كبير على المعيشة ونوعية الحياة ، مما يسبب هذا الأمر الإجهاد البدني والعقلي. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر لا يقتصر على هذا فقط ولكن في حالة إستمراره فمن الممكن أن يؤثر على الخصوبة بسبب المرض الذي يسبب تلفا للمبيض، ومن ثم المعاناة من التصاق قناتي فالوب، وإعاقة إطلاق المبايض، وسد أنبوب الرحم.
يمكن أحيانا الخلط بين أعراض التهاب بطانة الرحم وبعض الأمراض الأخرى التي تسبب أعراض آلام الحوض مثل التهاب الحوض وأورام المبيض ومتلازمة القولون العصبي.
لذلك، عندما تكون هناك علامات على الاشتباه في حدوث التهاب بطانة الرحم، فيجب العمل على التوجه إلى الطبيب مبكرا للحصول على تشخيص دقيق وأخذ العلاج المناسب. فيجب عليكي سيدتي عدم التخاذل تجاه هذا الامر حتي لا تنتشر آفات بطانة الرحم الغازية في الأعضاء الأخرى، ومن ثم يصبح الأمر العلاجي في أصعب أحواله.
يجب على المرأة بوجه عام ملاحظة أنه في حالات ظهور أي علامات تدل على عسر الطمث، فمن الضروري البعد تماما عن تناول مسكنات الألم بشكل ذاتي، بل يفضل الذهاب إلى الطبيب للعثور على السبب الرئيسي لحدوث ذلك والعمل على تلقي العلاج.
من الهام معرفة أن أمر استخدام المسكنات يقوم بعلاج الأعراض فقط حيث لا يتم التعامل مع المرض بصورة علاجية ومن ثم ينتج عن هذا المعاناة من بعض الآثار الجانبية حتى يصل الامر إلى التأثير على الخصوبة بوجه عام.