يعد العطس من ردود الفعل الجسمانية التي تساعد على تنظيف المهيجات والفيروسات والبكتيريا والأجسام الغريبة إلى خارج الجهاز التنفسي. ولكن مع بعض الحالات، يمكن أن تسبب الرغبة في العطس دون القدرة على القيام بذلك بعض المشاعر الغير مريحة. إذن، ما هو مرض عدم العطس؟ ولما يتعرض الأفراد له؟ وكيف نستطيع التعامل معه بحكمة قدر الإمكان؟
ما هو منعكس العطس؟
قبل أن نقوم بمعرفة ما هو مرض العطس فيجب علينا أن نعلم في الأساس ما هو منعكس العطس، فالجدير بالذكر أن هذا المنعكس يحتوي على مرحلتين، بما في ذلك مرحلة الاستنشاق التشنجي الأولي ومرحلة الزفير الأنفي والفموي.
يجب العلم أن العطس يتطلب أحاسيس إدخال (إحساس دغدغة في الأنف) لإثارة نوبة العطس. ومن ثم يتصل هذا الإحساس بالأعصاب التي تبدأ مرحلة التنفس السريع من خلال الأنف والفم لإنهاء نوبة العطس.
عادة، عندما يتم تشغيل منعكس العطس، سيتم حدوث المرحلة اللاحقة تلقائيا، ولكن من الوارد مع بعض الناس عدم إمكانية إتمام فعل العطس وهذا ما يحدث معنا جميعا في كثير من الأوقات.
ما هو مرض عدم العطس؟
مرض عدم العطس (Achoo syndrome) يعد أحد الحالات الطبية التي تصيب الأفراد وتجعلهم غير قادرين على العطس حيث يعتبر هذا المرض نادر الحدوث وغالبا ما يكون مرتبطاً بأمراض جينية وراثية.
من الوارد مع هذه الحالة المرضية أن يحدث خلل في الجهاز العصبي يقوم بمنع الجسم من القيام بالعطس بالطريقة الطبيعية. وبالتالي، يمكن أن يؤدي هذا إلى تراكم المهيج داخل الأنف والجهاز التنفسي، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالتهيجات والالتهابات.
ما هي أهم الحالات الطبيبة التي تسبب الإصابة بمرض عدم العطس؟
عند التعرض لهذه الحالة المرضية، فيجب علينا معرفة أن هذا الأمر يحدث بسبب الإصابة ببعض الأزمات والمتلازمات المرضية التي تتمثل فيما يلي:
أولا: متلازمة والنبرغ
تعد متلازمة والنبرغ أو ما تعرف أيضا بأسم اعتلال النخاع الجانبي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإصابة بمرض عدم العطس، فالجدير بالذكر أن هذه المتلازمة يمكن أن تكون ناتجة عن توريث جين من الوالدين أو من تحور جين خلال عملية الخلق. وبما أنها حالة وراثية فإن الاختلافات في الأعراق والثقافات قد تؤثر على مدى انتشارها.
يجب العلم أنه إلى وقتنا هذا لا يوجد علاج نهائي لمتلازمة والنبرغ، ويتم التعامل مع حالاته عن طريق التركيز على علاج الأعراض وتقديم الدعم اللازم للمرضى حيث يهدف العلاج إلى تحسين جودة حياة للمصابين وتقليل العجز الناتج عن تأثيراته الواقعة على العين والجسم ومن ثم الإصابة بحالة عدم العطس.
ثانيا: متلازمة هورنر الجزئية
تعد هذه المتلازمة من الحالات التي تتلف فيها الأعصاب التي تنتقل من الدماغ إلى العينين والوجه حيث قد يعاني الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة من تدلي الجفون وتقلص حدقة العين وانخفاض التعرق بسبب الخلل الوظيفي .
إلى جانب موضوع مقالنا اليوم حيث تسبب هذه المتلازمة المعاناة من عدم القدرة على العطس وهذا بسبب تأثر أعصاب الدماغ بهذا الأمر.
ثالثا: مرض المايلوما
يعد المايلوما من الأمراض النادرة التي تحدث عندما يضغط الورم على الحبل الشوكي وجذور الأعصاب في القناة الشوكية والمكونات الأخرى ذات الصلة. ففي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي الكيس الموجود في البصلي إلى تعطيل قوس منعكس العطس، مما يجعل الشخص يرغب في العطس دون أن يكون قادرا على فعل ذلك الأمر.
رابعا: متعافي السكتة الدماغية
من المرجح أن تكون هذه الحالة المرضية عرضا مؤقتا لدى الأشخاص الذين يتعافون من السكتة الدماغية حيث قد يفقد هؤلاء الأشخاص القدرة مؤقتا على العطس بالرغم من الشعور بالرغبة الشديدة في العطس التي تبدو من خلال إحساس الدغدغة بداخل الأنف، ولكن المراحل اللاحقة من هجوم العطس لا تحدث.
في هذا الأمر يعتقد أن جميع المصابين بالسكتة الدماغية يتأثرون بالجانب الأيسر أو الأيمن من جذع الدماغ السفلي (ويسمى أيضا النخاع) حيث لا تؤثر هذه الحالة على عملية العطس، ولكنها تؤثر على اكتمال نوبة العطس التي تظهر من خلال إضعاف القدرة على ربط أحاسيس الدغدغة تلقائيا في الأنف بالمرحلة الأخيرة من العطس.
ما هي أهم التدابير الفعالة للتعامل مع عدم القدرة على العطس؟
في حالة عدم التمكن فجأة من العطس وكان هذا عرضا جديدا، فمن المحتمل هنا أن هذه الحالة لا تسبب أي مشاكل صحية، ولا يزال بإمكاننا القدرة على العطس في بعض الأحيان. ولكن، إذا كان يتخللنا الشك تجاه حدوث الإصابة بمشكلة تتعلق بالصحة العقلية، فيجب على الفور طلب العناية الطبية للتشخيص والعلاج.
بالإضافة إلى ذلك، في الحالات التي يكون فيها العطس غير طبيعي لا يتعلق بالمشاكل العصبية، يمكننا القيام بتطبيق بعض التدابير البسيطة التالية لتحفيز عملية العطس، مما يساعد هذا في تطهير الجهاز التنفسي:
-
النظر إلى مصدر الضوء القوي
يعطس بعض الناس فجأة عندما يقومون بالتعرض فجأة للضوء الساطع. وهذا ما يسمى منعكس العطس البصري، والذي يحدث لأن الضوء القوي قد حفز المنعكس العصبي.
ومع ذلك، فإن هذه الطريقة لا تعد فعالة مع الجميع بسبب إرتباطها بالعوامل الوراثية. أي إذا أعتاد أحد الوالدين العطس عند النظر إلى مصدر ضوء ساطع، فمن الممكن مع مريض عدم القدرة على العطس تطوير نفس المنعكس.
-
التعرض لرائحة التوابل القوية
تقوم رائحة التوابل مثل الفلفل والقرفة والفلفل الحار بالتسبب في حدوث العطس حيث تقوم هذه التوابل بالعمل على تحفيز النهايات العصبية الأنفية. وهذا ما يفسر لماذا يكون لدى معظم الناس منعكس العطس عند شم هذه التوابل. ومع ذلك، يجب الحذر عند الشم حتى لا تقوم بإستنشاق هذه التوابل بالفعل وتحدث حالة من التهيج والإلتهاب داخل الأنف.
-
الدغدغة داخل الأنف
عند الرغبة في العطس مع عدم إمكانية ذلك، فيمكننا القيام بمحاولة تمزيق أحد طرفي منديل ورقي وإدخاله في الأنف لمحاولة تحفيز رد فعل الدغدغة للأنف من الداخل. فالجدير بالذكر أن هذه الطريقة تساعد في تحفيز النهايات العصبية الأنفية وتسبب رد فعل سريع للعطس لدى معظم الناس. ومع ذلك، يجب ملاحظة عدم إدخال المنديل الورقي بشكل عميق جدا لتجنب حدوث أي مخاطر صحية في هذه المنطقة.
-
نتف شعر الأنف
تحفز عملية نتف شعر الأنف العصب الثلاثي التوائم الذي يعد جزء من الجهاز العصبي الذي يرسل أحاسيس الألم من الوجه إلى الدماغ، ومن هنا يمكن أن يسبب العطس. ولكن، يجب علينا القيام بهذه الطريقة فقط عندما نكون قد طبقنا جميع الطرق الأخرى بدون جدوى حيث يجب أن تجربها مرة واحدة فقط لأنها ستسبب ألما في الأنف.
-
نتف شعر الوجه
تعد هذه النصيحة مشابهة لإجراء نتف شعر الأنف حيث يمكن أن يؤدي نتف شعر الوجه، إلى تهيج العصب الثلاثي التوائم ومن هنا يحدث العطس السريع إلى حد ما لدى بعض الأشخاص.