من أهم الحالات المرضية التي تؤدي إلى حدوث الكثير من المضاعفات الصحية الخطيرة وتؤثر على حياة المريض يمكننا أن نقوم بالحديث عن التهاب البنكرياس المزمن، الجدير بالذكر أن هذه الحالة تحدث نتيجة التعرض لبعض المسببات. بوجه عام سنتعرف اليوم من خلال سطور مقالنا القادمة على أهم أسباب إصابة البنكرياس بالالتهابات المزمنة، وكيف يتم التعامل معها بشكل علاجي سليم؟.
ما المقصود بالتهاب البنكرياس المزمن؟
يعد التهاب البنكرياس المزمن من أهم الأمراض الالتهابية المزمنة طويلة الأمد، والتي يمكن أن تؤدي إلى حدوث التليف التدريجي للبنكرياس، ومن ثم يصبح غير قادرا على إنتاج الإنزيمات الهضمية.
يجب العلم أن هذه الحالة تؤدي إلى فقدان القدرة على هضم وامتصاص الدهون أي حدوث ما يسمى بقصور البنكرياس الخارجي، وفي الوقت نفسه يؤدي التليف طويل الأمد هذا إلى حدوث انخفاض في إنتاج هرمون الأنسولين، ومن ثم يعاني المريض من ضعف أو فقدان وظيفة البنكرياس بشكل كامل.
إقرأ أيضا: التهاب المرارة المزمن وأهم المضاعفات الخطيرة المترتبة عليه
ما هي أهم أسباب حدوث الإصابة بالتهابات البنكرياس؟
قبل أي شيء يعد التهاب البنكرياس الحاد من أهم الأسباب المؤدية إلى معاناة البنكرياس من الالتهابات المزمنة، فالجدير بالذكر أنه إذا لم يتم علاجه جيدا، وبشكل صحيح أو في حالة توقف المريض عن تناول الدواء … إلخ، فسوف يؤدي هذا الأمر إلى تفاقم الحالة الصحية بصورة كبيرة.
من أهم الأسباب الأخرى لحدوث المعاناة أيضا من التهاب البنكرياس المزمن، يمكننا أن نقوم بذكر العناصر التالية:
1) تناول المشروبات الكحولية: يعد هذا هو السبب الرئيسي لالتهاب البنكرياس ويمثل حوالي 80-90 ٪ من الحالات المرضية، فعلى سبيل التوضيح يؤدي روتين تناول المشروبات الكحولية إلى تدمير خلايا البنكرياس والتسبب في تليفها، مما يؤدي هذا الأمر إلى الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن.
2) مرضى حصوات البنكرياس: تؤدي نسبة 80-90٪ من حالات حصوات البنكرياس إلى حدوث الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن.
3) بسبب الاضطرابات الأيضية: بوجه عام يمكن أن تحدث الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن بسبب التعرض للاضطرابات الأيضية، وخاصة نقص α1-antitrypsin، مما يسبب هذا الأمر التعرض لبعض أنواع العدوى حيث إلحاق الكثير من الأضرار بالبنكرياس، والإصابة بإلتهاباته المزمنة.
4) التعرض لبعض المواد الكيميائية: تعد بعض المواد الكيميائية المتواجدة في السجائر أو البيئات المعيشية، والأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم ، وما إلى ذلك من أهم أسباب الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن.
5) تناول الكثير من الحديد: في كثير من الأوقات يعاني الأشخاص الذين يتناولون عنصرالحديد أكثر من اللازم من مشكلة الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن.
6) العوامل الوراثية: تحدث المعاناة من أزمة التهاب البنكرياس بسبب بعض العوامل الوراثية، وعادة ما تبدأ عند الأطفال ولكن قد لا يتم اكتشافها لسنوات عديدة.
7) التليف الكيسي: يمكن أن تحدث المعاناة من التهابات البنكرياس المزمنة بسبب حدوث الإصابة بالتليف الكيسي.
8) فرط كالسيوم الدم: عند زيادة مستويات الكالسيوم في الدم، فمن الوارد أن ينتج على هذا الأمر حدوث الإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن.
يمكننا القول أن العديد من حالات التهاب البنكرياس المزمن هي عبارة عن مضاعفات العيوب الوراثية أو أمراض المناعة الذاتية حيث أنه مع بعض الحالات لا يمكن تحديد سبب المرض. إلى جانب هذا فإن هذه النوعية المرضية غير معدية على الإطلاق، وأكثر شيوعا لدى الرجال منه لدى النساء وعادة ما يحدث بين سن الـ 30 و 40.
ما هي أعراض الإصابة بالتهابات البنكرياس المزمنة؟
من أهم الاعراض الدالة على حدوث الإصابة بالتهابات البنكرياس المزمنة يمكننا أن نقوم بذكر العناصر التالية:
— الشعور ببعض آلام البطن في الجزء العلوي من البطن، ومن ثم يقوم بالإنتقال إلى الظهر.
— فقدان الوزن غير المبرر، وهذا نظرا لأن البنكرياس يفقد قدرته على إفراز الإنزيمات الهاضمة بشكل فعال حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الوزن غير المسبب على الإطلاق.
— الشكوى من الإسهال الدهني، وهذا بسبب عدم قدرة البنكرياس على إنتاج ما يكفي من الإنزيمات الهاضمة، مما يؤدي إلى عدم هضم الدهون بشكل صحيح.
— الشعور بالغثيان والقيء
— الإصابة بمرض السكري نتيجة تلف الخلايا التي تقوم بإنتاج الأنسولين في البنكرياس.
— الشعور بالإعياء والتعب بسبب سوء التغذية وضعف عملية الهضم.
— المعاناة من اليرقان حيث اصفرار الجلد والعينين بسبب انسداد القنوات الصفراوية.
كيف يتم التعامل مع التهابات البنكرياس المزمنة؟
في وقتنا الحالي لا يوجد علاج كامل لالتهاب البنكرياس المزمن، فالجدير بالذكر أن جميع الطرق العلاجية تهدف إلى محاولة تخفيف الألم وإدارة الأعراض والمضاعفات، بالإضافة إلى أهمية العمل على تحسين نوعية حياة المرضى.
بصورة عامة تشمل العلاجات الحالية لالتهاب البنكرياس المزمن ما يلي:
– العلاج الطبي أو العلاج الجراحي وهذا في حالة المرض الشديد أو ارتفاع مخاطر حدوث العديد والكثير من المضاعفات.
– العمل على تعديل النظام الغذائي للمرضى الذين يعانون من التهاب البنكرياس المزمن حيث يتم هذا وفقا للنظام الغذائي الصحي الذي يتم عن طريق تقسيم وجبات الطعام إلى أجزاء صغيرة والحد من محتوى الدهون.
– يجب أن يبتعد المرضى عن تناول المشروبات الكحولية ويحظر عليهم استخدام الأدوية والمنشطات مثل الكافيين.
– من الضروري تناول الكثير من الخضروات وتناول المزيد من الفواكه وشرب كمية كافية من الماء.
بوجه عام يجب عند حدوث المعاناة من أعراض التهاب البنكرياس المزمن أن نقوم بالذهاب وبشكل فوري إلى أقرب منشأة طبية لفحص ووصف العلاج الجذري لتجنب المضاعفات الوارد حدوثها والغير مرغوب فيها.