يعد مرض الكلى المزمن من أهم الحالات المرضية التي تصيب الفرد بسبب المعاناة من ضعف وظائف الكلى. فالجدير بالذكر أنه إعتمادا على شدة هذا المرض، قد تكون وظائف الكلى ضعيفة جزئيا أو مفقودة تماما حيث يظهر هذا الأمر واضحا من خلال عدم القدرة على التخلص من المواد السامة والسوائل الزائدة المتواجدة في الدم. لذا قررنا اليوم من خلال مقالنا وسطوره التالية من التعرف على مرض الكلى المزمن وما هي أكثر الفئات المعرضة للتعرض لخطر الإصابة بهذا النوع من المرض؟
ما هي وظائف الكلى الأساسية؟
الكلى لديها 4 وظائف رئيسية حيث أنها تتمثل فيما يلي:
– الحفاظ على توازن السوائل في الجسم.
– الحفاظ على توازن المعادن التي يحتاجها الجسم للحفاظ على الأداء الطبيعي، وخاصة البوتاسيوم للسيطرة على نشاط الأعصاب والعضلات، والكثير أو القليل جدا من البوتاسيوم الذي يمكن أن يتسبب أيضا في حدوث ضعف العضلات ومشاكل في القلب.
– إزالة منتجات تحلل البروتين المتواجدة في الغذاء مثل اليوريا والكرياتينين.
– إطلاق بعض الهرمونات الأساسية في مجرى الدم مثل الرينين الذي يعمل على تنظيم ضغط الدم، ويساعد الإريثروبويتين (EPO) نخاع العظم على تكوين خلايا الدم الحمراء وينشط فيتامين د لامتصاص الكالسيوم والعمل على تقوية العظام.
متى يتم التعرف على الشخص المصاب بمرض الكلى المزمن؟
يعرف مرض الكلى المزمن بأنها حالة من التلف التي تستمر لأكثر من 3 أشهر، والذي يتم تحديده من خلال حدوث التشوهات الهيكلية ووظائف الكلى بدون انخفاض في الـ GFR، والذي يتضح في التشوهات المرضية أو ظهور علامات تلف الكلى، بما في ذلك التشوهات في اختبارات الدم (BUN ، الكرياتينين)، والبول (الألبومين، وكريات الدم الحمراء، والاسطوانات) أو نتائج التصوير (تشوهات الهياكل متني الكلوي).
ما هي أسباب الإصابة بمرض الكلى المزمن؟
مرض الكلى المزمن له العديد من الأسباب، بما في ذلك الأسباب الشائعة والتي تتمثل فيما يلي:
– وجود أمراض الكبيبات مثل التهاب كبيبات الكلى الحاد، والتهاب كبيبات الكلى المزمن، والمتلازمة الكلوية، والتهاب كبيبات الكلى بسبب الأمراض الجهازية.
– تاريخ الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم حيث يعد هذان أيضا سببان شائعان لتلف الكلى، مما يؤدي إلى حدوث الإصابة بالفشل الكلوي المزمن.
– الإصابة بمرض أنبوبي خلالي كلوي مزمن بسبب التعرض لعدوى بكتيرية أو غير بكتيرية.
– التسمم على المدى الطويل.
– استخدام بعض الأدوية لعلاج هذه الحالة المرضية ومن ثم يمكن أن تتسبب أيضا في حدوث تلف بالكلى.
– المعاناة من مرض الكلى الخلقي الوراثي.
– الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل تصلب الجلد والذئبة الحمامية.
– انخفاض تدفق الدم إلى الكلى لأي سبب مثل انسداد الشرايين الكلوية، وقصور القلب الاحتقاني، إلخ.
– التغذية غير السليمة مثل الإعتياد على تناول الطعام المالح المتكرر.
– تدخين السجائر وتناول المشروبات الكحولية والمنشطات.
إقرأ أيضا: إستسقاء الكلى وأهم المضاعفات الصحية المترتبة على ذلك
ما مظاهر مرض الكلى المزمن؟
تعد الحالة المرضية المزمنة للكلى هي عبارة عن انخفاض تدريجي طويل الأمد في وظائف الكلى حيث تتطور الأعراض ببطء شديد ومع الدخول في المراحل المتقدمة، فسوف يكون هناك بعض الأعراض التي تتمثل في:
- فقدان الشهية.
- الغثيان والقيء.
- التهاب الفم.
- اضطرابات الذوق.
- التبول الليلي.
- التعب والإرهاق.
- الضعف العقلي.
- الهزات والتشنجات العضلية.
- احتباس السوائل.
- سوء التغذية.
- الاعتلال العصبي المحيطي.
من هم أكثر الأشخاص عرضة لحدوث مخاطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة؟
يعد التعرض لخطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة هو مصدر قلق لكثير من الناس الذين يعانون من بعض الأمراض ذات الصلة بهذا الأمر حيث تشير الإحصاءات إلى أن بعض الأشخاص هم عرضة للإصابة بأمراض الكلى، وبالأخص إذا كانو ممن يعانون من:
- داء السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التهاب كبيبات الكلى.
- الأمراض الوراثية مثل الكلى المتعدد الكيسات.
- متلازمة ألبورت.
- الشكوى من الالتهابات البكتيرية أو العوائق.
- الأمراض الخلقية في المسالك البولية.
- أصحاب مرض الذئبة الحمامية الجهازية.
- مرضى تضخم وسرطان البروستاتا.
- مُستخدمي مسكنات الألم المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين والكيتوبروفين وبعض المضادات الحيوية.
عند حديثنا عن هذا الأمر، فيجب العلم أن هناك ما يثير القلق حيث أن أمراض الكلى غالبا ما لا تسبب أي أعراض مرضية حتى تتقدم الحالة المصابة. لذلك، يجب على الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض الكلى إجراء فحوصات طبية منتظمة.
في كثير من الحالات وبفضل التشخيص والعلاج المبكر تحدث حالة من تباطأ التقدم إلى مرض الكلى المزمن، ولكن في بعض الحالات الأخرى تستمر وظائف الكلى وتؤدي في النهاية إلى حدوث الفشل الكلوي.
في النهاية يمكننا القول بأن مرض الكلى المزمن هو مرض خطير للغاية لأن المراحل المبكرة فيه ليس لها مظاهر واضحة حيث يصعب التعرف عليها وعند اكتشافه، يكون المرض بالفعل في مرحلة متقدمة، ويتم بعدها تقريبا فقدان وظائف الكلى بالكامل، ويجب على المرضى آنذاك الوقت الخضوع لغسيل الكلى مدى الحياة أو اللجوء إلى زرع الكلى وبالأخص إذا كانوا يريدون الحفاظ على الحياة.
لذلك، عندما تكون هناك مظاهر مقلقة مثل فقدان وضعف الشهية والغثيان والقيء وصعوبة في النوم والأرق والتعب والضعف وفقدان الوزن غير المبرر والتبول غير طبيعي حيث تكون المعدلات أكثر أو أقل من المعتاد أو الشكوى من تشنجات عضلية وتورم في اليدين والقدمين والكاحلين، فيجب على الفور الذهاب إلى أقرب منشأة طبية للخضوع للفحص والحصول على المشورة العلاجية.