يؤدي أمر فهم الطبيعة الدوائية وتناوله في الوقت المناسب إلى زيادة الفاعلية الأدائية والكفاءة العملية لهذه النوعية العلاجية، بالإضافة إلى التقليل من مخاطر الآثار الجانبية. لذا قررنا ان نعمل اليوم على طرح تساؤل هام والإجابة عنه من خلال مقالنا التالي والذي يتمثل في ما هي أهمية معرفـة التوقيت المناسب عند القيام بتناول المنتجات الدوائية؟
وقت تناول الدواء والطبيعة المرضية
في بداية حديثنا يجب العلم أن توقيت تناول الدواء من الأمور الهامة جدا في فاعلية العناصر العلاجية والتقليل أيضا من الآثار غير المرغوب فيها لبعض المنتجات الدوائية، فالجدير بالذكر أنه اعتمادا على نوع الدواء، فيمكننا أن نقوم بتناوله قبل الوجبات أو بعد الوجبات أو خلال أي وقت من أوقات اليوم.
على سبيل المثال، قد يتعين تناول الأدوية التي تتأثر بالطعام على معدة فارغة حيث يجب أن تؤخذ هذه الأدوية قبل 30-60 دقيقة من الوجبات أو قبل ساعتين من بعد تناول الوجبات أما فيما يتعلق بالأدوية التي لا تتأثر بالطعام المبتلع ولكن الطعام يزيد أيضا من تأثير الدواء مع الطعام فمن الممكن أن يتم تناولها أثناء الوجبات وبعدها مباشرة.
الجدير بالذكر أيضا أن بعض الدراسات والأبحاث قد أثبتت أن تناول أدوية ضغط الدم قبل النوم، وليس في الصباح يمكن أن تمنع إمكانية حدوث المزيد من النوبات القلبية والسكتات الدماغية حيث قد يكون السبب في ذلك هو أن معظم النوبات القلبية والسكتات الدماغية غالبا ما تحدث في الصباح الباكر. لذا، فيقوم المختصين دائما بتقدم نصيحة هامة للمرضى الأكبر سنا بضرورة تناول أدوية ضغط الدم في الصباح، لتجنب السقوط ليلا بسبب الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم.
أما بالنسبة لعقاقير الستاتين، والذي يعتبر علاج رئيسيا لارتفاع الكوليسترول بشكل عام، فيجب العلم أنه يكون أكثر فاعلية عند تناوله قبل النوم.
بالنسبة للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل، فإن التدهور التدريجي للغضروف الذي يحيط بنهايات العظام داخل المفصل يسبب الكثير من مشاعر الألم والوجع والتورم حول المفصل، ومن هنا فمن الوارد أن يعاني الناس من الألم في أوقات مختلفة من اليوم.
من هنا وعندما يتعلق الأمر باستخدام مسكنات الألم مثل نابروكسين وإيبوبروفين، وهي الأدوية الأكثر استخداما لالتهاب المفاصل العظمي، فمن الأفضل أن يتم تناول قبل 4 إلى 6 ساعات من شدة الألم، بحيث يصبح الدواء ساري المفعول في الوقت المناسب.
أما فيما يخص الألم الذي يحدث عادة في فترة ما بعد الظهيرة، فيجب على المريض تناول الدواء بين منتصف الصباح والظهر، وللألم في المساء، فيجب أن يتم تناول الدواء في منتصف فترة ما بعد الظهر وعند ذكرالآلام التي تظهر في الليل، فيجب على المريض تناول الدواء مع العشاء.
لهذا السبب ، يجب على المرضى التحدث إلى الطبيب أو الصيدلي قبل إجراء أي تغييرات على عاداتهم الدوائية وهذا للحصول على أفضل نتائج صحية نتيجة الفاعلية الدوائية.
أهمية تناول الدواء في أوقات محددة يوميا
بوجه عام يمكن أن يساعد أمر تناول الدواء في الوقاية من المرض أو علاجه والتغلب على حدوث أي مضاعفات له، فبغض النظر عن سبب تناول الدواء، إلا أنه في حال تواجد جدول زمني قوي للأدوية أمر مهم جدا، خاصة بالنسبة لكبار السن الذين يعانون غالبا من أمراض مزمنة تتطلب أدوية طويلة الأجل.
الجدير بالذكر أنه مع تقدمنا في العمر، يمكن أن تقوم بعض الأدوية بلعب دورا مهما في الحياة والمساهمة في الصحة العامة حيث يعد هذا هو السبب في أن وجود جدول زمني واضح للأدوية وتناول الدواء بانتظام في نفس الوقت كل يوم أمر مهم للغاية بالنسبة لجميع أنواع المرضى ويتضح من خلال العناصر التالية:
1-الاتساق: من الهام معرفة أن السبب الأول والأهم لتناول الدواء في نفس الوقت كل يوم هو السير على مبدأ الاتساق، فعلى سبيل التوضيح قد تم تصميم الدواء ليمر عبر الجهاز الهضمي لفترة محددة من الزمن، وعند القيام بتناول الدواء بشكل غير منتظم أو في أوقات مختلفة من اليوم، فهناك خطر من أن ينتهي الأمر بالكثير أو القليل جدا من الأدوية في الجسم، ومن ثم يمكن أن يؤدي هذا الأمر في بعض الأحيان إلى تفاقم الآثار الجانبية غير السارة.
2- تذكر تناول الدواء: عند القيام بإنشاء جدول زمني بأوقات محددة لتناول الدواء، فمن الهام معرفة أن هذا الأمر يساعد المريض على تذكر تناول الدواء بصورة فعالة أكثر، والإلتزام به قدر الإمكان.
3- إدارة الآثار الجانبية: إلى جانب تأثير الشفاء التي تقوم بعض العناصر الدوائية بفعله، إلا أن هذه المنتجات يمكن أن تسبب العديد من الآثار الجانبية الغير مرغوب فيها، ولكن من الممكن أن يساعد الأمر التنظيمي لمواعيد تناول العناصر الدوائية في الحد من آثارها الجانبية حيث يعد هذا الأمر هام جدا لكبار السن، الذين يتعين عليهم تناول أدوية متعددة في نفس الوقت.
اعتمادا على نوع الدواء، فقد تم تصميم بعض الأدوية للصباح، والبعض الآخر لليل وهذا لما تسببة من مشاعر الخمول والنعاس.