يعتقد الكثير منا أن أزمة النقرس هي الحالة المرضية الوحيدة الناتجة عن حدوث ارتفاع في مستويات حمض اليوريك في الجسم، ولكن ما يجب علينا معرفته أن هذا الأمر لا يقتصر على هذه الحالة المرضية فقط بل يمتد إلى العديد والكثير من المشاكل الصحية. لذا، فقد قررنا أن نقوم الآن ومن خلال سطورنا القادمة بالتعرف على ما هي المشاكل الصحية الخطيرة المترتبة الحدوث على أزمة ارتفاع حمض اليوريك داخل الجسم؟.. فهيا بنا
كيف تؤثر مستويات حمض اليوريك المرتفعة على الصحة؟
كيف تؤثر مستويات حمض اليوريك المرتفعة على الصحة؟
في بداية الأمر، يجب علينا معرفة أن حمض اليوريك يتشكل في الجسم كمنتج نفايات يتم انتاجه أثناء تكسير المواد الكيميائية التي تسمى البيورينات، والتي توجد بشكل طبيعي في الجسم، والعديد من الأطعمة المختلفة.
على سبيل التوضيح أكثر، يقوم الغشاء المخاطي للكبد والأمعاء بالعمل على إفراز معظم هذا المركب، ومن ثم تقوم الكلى بالقضاء على نسبة الـ 2/3 ومن بعده يعالج الجهاز الهضمي نسبة الـ 1/3 المتبقية.
في الأشخاص الأصحاء، يذوب حمض اليوريك في الدم ويمر عبر الكلى إلى البول، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه في حال انتاج الجسم للكثير من هذا الحمض أو لم يتم التخلص منه بشكل كاف، فسوف يترتب على هذا الامر تشكل بلورات حادة في المفاصل والأنسجة المحيطة والعديد من المشاكل المرضية الخطيرة.
ما هي المشاكل الصحية الخطيرة الناتجة عن ارتفاع حمض اليوريك؟
من الهام معرفة، أن آثار ارتفاع مستويات حمض اليوريك لا تقتصر على مشاكل المفاصل فقط بل أظهرت العديد من الأبحاث وجود صلة قوية بين ارتفاع مستويات حمض اليوريك وعدد من الحالات المرضية الأخرى.
الجدير بالذكر أن هذه الحالات تتمثل في الآتي:
أولا: أمراض القلب
أمراض القلب
أظهرت بعض الدراسات والأبحاث أن ارتفاع مستويات حمض اليوريك من الأمور التي يمكن أن تساهم في تفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية حيث يمكن أنتؤدي حالة الإرتفاع هذه إلى تعزيز الالتهابات داخل الجسم وتلف الأوعية الدموية، مما يزيد هذا من خطر تكوين لويحات تصلب الشرايين في الشرايين، وعرقلة الدورة الدموية وزيادة الضغط على القلب.
بناء على هذا الأمر، فيمكننا القول بأن الأشخاص المصابون بأزمة فرط يوريك الدم معرضون بشكل متزايد لمخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية والمضاعفات الأخرى، فعلى الرغم من أن السبب الدقيق لم يتم تحديده بوضوح، إلا أن بعض العلماء يعتقدون أن أزمة الإرتفاع هذه تعد من الأمور السلبية التي يمكن أن تسبب خللا في البطانة، وتقلل من إنتاج أكسيد النيتريك مما يؤدي هذا إلى زيادة فرص تلف القلب، والمعاناة من الالتهابات المطولة والتي ينتج عنها تباعا المعاناة من قصور القلب.
إقرأ أيضا: مشروبات طبيعية تساهم في التقليل من حمض اليوريك بالدم
ثانيا: حصوات الكلى
حصوات الكلى
عندما تحدث حالة من تراكم حمض اليوريك في الجسم، فمن المتوقع أن ينتج على هذا الأمر تبلور وتشكل حصوات في الكلى.
الجدير بالذكر، أنه من الممكن أن تسبب حصوات حمض اليوريك هذه الكثير من مشاعر الألم الشديد في الظهر أو منطقة أسفل البطن حيث قد يكون هذا الوضع المرضي مصحوبا بالغثيان والتبول الدموي والرغبة في كثرة التبول.
يجب العلم، أنه هذه الحالة المرضية إذا تركت دون علاج، فمن الممكن أن تسبب حصوات الكلى تلفا في الكلى أو انسدادا لتدفق البول، مما يتطلب هذا الأمر تدخلا طبيا طارئا.
ثالثا: النقرس
النقرس
تعد أزمة النقرس هي الحالة الأكثر شيوعا المرتبطة بارتفاع مستويات حمض اليوريك، فعلى سبيل التوضيح يحدث هذا المرض عندما يشكل حمض اليوريك الزائد بلورات حادة في المفاصل، مما يؤدي هذا إلى المعاناة من آلام مفاجئة وشديدة، بالإضافة إلى الشكوى من الإحمرار والتورم خاصة في إصبع القدم الكبير.
يجب الآخذ في عين الإعتبار، إمكانية ظهور نوبات النقرس هذه دون سابق إنذار وغالبا ما تتكرر إذا ظلت مستويات حمض اليوريك مرتفعة.
رابعا: مرض الكلى المزمن (CKD)
مرض الكلى المزمن (CKD)
يمكن أن تؤدي مستويات حمض اليوريك المرتفعة باستمرار إلى إضعاف وظائف الكلى خاصة مع مرور الوقت. يحدث هذا الأمر، بسبب أن الكلى هي العضو المسئول عن تصفية حمض اليوريك من الدم، ولكن عند التحميل الزائد، فمن الممكن أن يساهم حمض اليوريك الزائد هذا في التهاب وتندب أنسجة الكلى.
بوجه عام، يمكن أن يؤدي هذا الضرر التدريجي إلى مرض الكلى بشكل مزمن، مما يزيد هذا الوضع من خطر الإصابة بالفشل الكلوي خاصة إذا لم يتم السيطرة عليه بشكل صحيح.
خامسا: ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم
ترتبط أزمة ارتفاع مستويات حمض اليوريك داخل الجسم بزيادة مخاطر المعاناة من ارتفاع ضغط الدم، فعلى الرغم من أن الآلية الدقيقة لحدوث هذه الأزمة من الأمور الغير مفهومة جيدا، إلا أن ارتفاع هذا الحمض داخل الجسم يمكن أن يتسبب في تلف الأوعية الدموية وانخفاض مستويات أكسيد النيتريك، مما يترتب على ذلك عدم إمكانية السيطرة على ضغط الدم في معدلاته الصحية.
الجدير بالذكر، أنه مع مرور الوقت، فمن الممكن أن يؤدي هذا الوضع إلى تصلب الشرايين وزيادة ضغط الدم أو بمعنى أصح زيادة المخاطر الصحية متوقعة الحدوث.