عند الحديث عن فيتامين K، فيجب العلم أنه عبارة عن مجموعة من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، والتي تتشابه هيكليا وتلعب دورا مهما في تنظيم عملية تخثر الدم، وهو أمر ضروري للحفاظ على صحة الجسم، بالإضافة إلى دوره الفعال في تدعيم استقلاب العظام والكالسيوم في نظام الأوعية الدموية ومن هنا تكمن أهميته التي لا يمكن أن يتغافل عنها أحد وخاصة فيما يتعلق بالأطفال. لذا قررنا اليوم وبشكل توضيحي أن نتعرف على عواقب نقص فيتامين K على صحة الأطفال وكيف يتم التعامل مع هذا الأمر بشكل سليم وصحي؟
ما هي أنواع فيتامين K؟
ما هي أنواع فيتامين K؟
يتواجد فيتامين K في نوعان ألا وهما:
–فيتامين K1: يتواجد هذا الفيتامين في الكثير من الخضروات الخضراء مثل البروكلي والسبانخ، والزيوت النباتية مثل زيت فول الصويا، والفواكه مثل فاكهة الأفوكادو، والكيوي، والعنب. ومع ذلك، يتم امتصاص من 5-10 ٪ فقط من فيتامين K1 في الجهاز الهضمي من مصادر الغذاء حيث أنه يلعب دورا رائعا في تنشيط عوامل تخثر الدم في الكبد.
–فيتامين K2: يتم إنتاج هذا الفيتامين من البكتيريا المفيدة في الأمعاء للعمل على تعزيز وظيفة الخلايا البطانية الوعائية، ومكافحة تصلب الشرايين، والتغلب على انسداد الأوعية الدموية، وتجنب احتشاء عضلة القلب، والذبحة الصدرية.
إقرأ أيضا: 7 مشكلات صحية شائعة لدى حديثي الولادة
ما هي أسباب نقص فيتامين K عند الأطفال؟
ما هي أسباب نقص فيتامين K عند الأطفال؟
تعد أسباب نقص فيتامين K لدى الأطفال الصغار كثيرة ومتعددة حيث أنها تتمثل في الآتي:
– عدم تناول الأطفال فيما فوق العام الأطعمة التي تحتوي على فيتامين K.
– عدم قدرة الرضيع في الحصول على ما يكفي من احتياطيات فيتامين K، لأن كمية هذا الفيتامين المنقولة من الأم عبر الخضروات إلى الجنين صغيرة جدا، وكمية هذا الفيتامين في حليب الثدي هي فقط من 2 إلى 15 ميكروغرام / لتر.
– الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية، وخاصة الأطفال الخدج حيث يكون لديهم معدل نزيف أعلى بسبب نقص فيتامين K.
– كما ذكرنا من قبل أنه يتم تصنيع فيتامين K كثيرا من البكتيريا المعوية، ومن هنا يمكن القول بأن البكتيريا المعوية في كثير من الاوقات تصبح غير مكتملة عند الرضع والأطفال الصغار بسبب تناول الكثير من المضادات الحيوية واسعة الطيف حيث تعد هي أيضا أحد أسباب نقص فيتامين K الداخلي.
– المعاناة من بعض المشاكل المرضية مثل سوء عملية الامتصاص عند الاطفال، والإسهال لفترات طويلة، وانسداد القنوات الصفراوية، وتليف كيس البنكرياس، ونزيف الجهاز الهضمي ، إلخ. فالجدير بالذكر أن كل هذه الحالات كلها تقلل من امتصاص فيتامين K.
– يمكن للأمهات اللائي يتناولن بعض الأدوية ذات التأثيرات المضادة للتخثر والاختلاج مثل الفينيتوين والبريميدون والفينوباربيتال أن يسبب هذا الأمر لهن نقص بروثونومينين ومن ثم تقليل عوامل التخثر السابع والتاسع والعاشر في بلازما الرضيع.
ما هي عواقب نقص فيتامين K عند الأطفال؟
ما هي عواقب نقص فيتامين K عند الأطفال؟
عند نقص هذا الفيتامين في أجسام الأطفال والرضع، فمن الوارد أن تحدث الإصابة بالعديد من المشاكل المرضية والتي من الوارد أن تتمثل فيما يلي:
- معاناة الرضع من النزيف الدماغي بسبب نقص فيتامين K، والذي يحدث عادة في 30-40 يوما من العمر، والذي يسببه بشكل مباشر نقص فيتامين K.
- زيادة معدلات الوفيات مع الأطفال الذين يعانون من النزيف الدماغي، على الرغم من تلقي العلاج.
- الضمور الدماغي.
- استسقاء الرأس.
- الدماغ الصغير.
- الصرع.
- الشلل الدماغي.
- عيوب النمو النفسي الحركي.
الجدير بالذكر أيضا أنه اعتمادا على سبب نقص فيتامين K، فمن الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى مظاهر سريرية مختلفة مثل:
- مرض النزيف المبكر عند الرضع (0 – 24 ساعة) حيث يتمثل في النزيف الرئوي، والنزيف داخل الجمجمة، والنزيف المعدي المعوي.
- مرض النزف الوليدي الكلاسيكي (1-7 أيام) حيث نزيف الجهاز الهضمي، ونزيف تحت الجلد.
- مرض النزف المتأخر (في الأطفال الصغار 7 أيام – 3 أشهر) حيث الإصابة بالنزيف داخل الجمجمة، والنزيف تحت الجلد، والنزيف المعوي.
كيف يتم تشخيص وعلاج نقص فيتامين K عند الأطفال؟
كيف يتم تشخيص وعلاج نقص فيتامين K عند الأطفال؟
يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه إذا كان الطفل يعاني من بعض المظاهر السريرية مثل التالي ذكرها:
- التوقف الرضع عن الرضاعة الطبيعية.
- الخمول أو التهيج.
- البكاء في نوبات.
- النزيف تحت الجلد.
- نزيف السرة.
- الجلد الأزرق.
- الشحوب.
- الانتفاخ.
فيجب على الفور التعامل مع هذا الأمر بشكل جاد وإصطحاب الطفل للفحص حيث سيطلب الطبيب ضرورة إجراء اختبار تخثر الدم، ومن هنا، يتم تحديد تشخيص نقص فيتامين K.
اعتمادا على الحالة، سوف يقوم الطبيب بوصف الطرق العلاجية المناسبة والتي من الوارد أن تكون حقن فيتامين K في الحالات التي يكون فيها الأطفال ببساطة يعانون من نقص هذا الفيتامين. بالإضافة إلى إمتداد الأمر إلى عمليات نقل البلازما الطازجة المجمدة في الحالات الشديدة أو الأطفال الذين يحتاجون إلى جراحة والذين يعانون من اضطرابات تخثر الدم المرضية المسببة للكثير من المشاكل الصحية.