تحتاج أجسامنا إلى تناول الكربوهيدرات بشكل يومي ومتوازن وهذا حتى يتم الحصول على الطاقة اللازمة. ولكن يجب العلم أن الكمية التي يحتاجها الأشخاص كل يوم من هذا العنصر يمكن أن تختلف من فرد لآخر، خاصة عندما يتعلق الأمر بمرض السكري ومرضاه. لهذا الأمر قررنا أن نتحدث اليوم عن كمية الكربوهيدرات المناسب تناولها مع مرض السكري لكي نتجنب حدوث أي مضاعفات صحية ضارة.
الكربوهيدرات والسكر في الدم
تعد الكربوهيدرات هي أحد العناصر الهامة للجسم التي تعتبر الوقود للحفاظ على أداء الجسم. الجدير بالذكر أنه بعد تناول الطعام، يقوم الجسم بالعمل على تكسير الكربوهيدرات إلى جلوكوز لتوفير الطاقة للخلايا حيث أنه يتم نقل الجلوكوز إلى مجرى الدم ومن ثم ترتفع مستويات السكر في الدم.
من هنا يقوم البنكرياس بالعمل على إفراز هرمون الأنسولين الذي يحتاجه الجسم لإدخال الجلوكوز إلى الخلايا. أما بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري الذين يعانون من مشاكل مع الأنسولين، فسوف يتسبب هذا الأمر في حدوث إستحالة إستخدام الجسم للجلوكوز، مما يتسبب هذا في ارتفاعه بالدم.
الكربوهيدرات ومرضى السكري
إلى جانب تناول الأدوية، يحتاج مرضى السكري إلى ضرورة الانتباه لأمر تناول الكربوهيدرات و العمل على استهلاكها بشكل مناسب والتحكم في تناولها حيث أنها تؤثر بشكل مباشر على مستويات السكر في الدم.
تعد عملية تحديد كمية ونوع الكربوهيدرات التي يجب تناولها هو مفتاح إدارة نسبة السكر في الدم، وهذا لأنه من الممكن أن يؤدي موازنة الكربوهيدرات مع العناصر الغذائية الأخرى مثل البروتين إلى تقليل التأثير على نسبة السكر في الدم.
إقرأ أيضا: مدى آمان تناول فاكهة العنب مع مرض السكري
كمية الكربوهيدرات المناسبة لمرضى السكري
اعتمادا على الحالة المرضية المحددة، يجب فحص الأشخاص المصابين بداء السكري وتقديم الإستشارة الطبية المناسبة لهم لتحديد عدد الكربوهيدرات التي يجب تناولها يوميا. فمن الهام معرفة أن معظم مرضى السكري يحصلون على حوالي 50٪ من السعرات الحرارية اليومية من الكربوهيدرات. مما يعني هذا أن الشخص الذي يأكل 1,600 سعرة حرارية في اليوم سيأكل حوالي 800 سعرة حرارية من الكربوهيدرات، فنظرا لأن الكربوهيدرات توفر 4 سعرات حرارية لكل جرام، فسوف يتم تقسيم كمية الكربوهيدرات هذه إلى 200 جرام يوميا.
بصورة عامة لا توجد نسبة مئوية دقيقة من السعرات الحرارية التي يتم الحصول عليها من الكربوهيدرات والبروتين والدهون التي يحتاجها مرضى السكري لتناول الطعام، ولكن إحدى الطرق للعثور على الكمية المثالية من الكربوهيدرات هي القيام بفحص نسبة السكر في الدم قبل وبعد تناول الطعام. فإذا كان سكر الدم ضمن النطاق المستهدف بعد ساعتين من تناول الطعام ذو نسب مرتفعة، فهنا قد يحتاج الشخص إلى العمل على تعديل خطة وجباته الغذائية التي يتم تناولها بصورة يومية.
أنواع الكربوهيدرات لمرضى السكري
تأتي الكربوهيدرات في ثلاثة أشكال ألا وهما السكر والنشا والألياف. ومع ذلك، فإن تأثير الكربوهيدرات ليس هو نفسه في جميع هذه الأنواع حيث يجب على مرضى السكري اختيار الكربوهيدرات المعقدة بدلا من الكربوهيدرات المكررة البسيطة التي تمت معالجتها وتجريدها من العناصر الغذائية.
تتمثل الكربوهيدرات المكررة في الخبز الأبيض والكعك والبسكويت والمعكرونة أما بالنسبة للكربوهيدرات المعقدة التي تعد هي نشويات أبطأ احتراقا وتحتوي على العديد من المغذيات والألياف لخلق شعور الشبع لفترات طويلة، فإنها تتمثل في الحبوب الكاملة والأرز البني والشوفان والكينوا والشعير والخضروات والفواكه.
مؤشر نسبة السكر في الدم
يعد مؤشر نسبة السكر في الدم (Gl) هو نظام تصنيف غذائي يعتمد على تصفيف الغذاء على أساس مدى سرعة تأثيره على مستويات السكر في الدم حيث أنه يتم امتصاص الأطعمة عالية GI مثل الكربوهيدرات المكررة عند تناولها من قبل الجسم من قبل الجهاز الهضمي بسرعة كبيرة، مما يؤدي هذا الأمر إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل أسرع من الأطعمة منخفضة GI والتي تتمثل في الكربوهيدرات المعقدة.
يجب العلم أن الأطعمة الشائعة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض (GI<55) تشمل ما يلي الحبوب الكاملة والبطاطس والخضروات غير النشوية والفواكه مثل التفاح والموز والجريب فروت والخوخ والكمثرى والكيوي والجوافة.
وجبة الإفطار منخفضة الكربوهيدرات
أظهرت العديد من الدراسات أن تناول وجبة فطور صحية يمكن أن تعمل على خفض مستويات السكر في الدم ومن ثم منع حدوث ارتفاع لنسب السكر، يكون من خلال وجبة منخفضة الكربوهيدرات مما يساهم هذا في تحسين الوزن وسكر الدم.
الجدير بالذكر أن أفضل وجبة إفطار يستطيع مرضى السكر القيام بتناولها هي وجبة منخفضة النشا وغنية بالبروتين والألياف والدهون الصحية.
بوجه عام يعد أمر تناول وجبة إفطار منخفضة الكربوهيدرات من الأمور الرئيسية التي تعمل على التقليل من استجابة الجلوكوز وتساعد في الحفاظ على توازن نسبة السكر في الدم طوال اليوم. فيجب معرفة أن البروتين والدهون تبقينا ممتلئين لفترة طويلة، مما يؤدي هذا الأمر بدوره إلى تناول سعرات حرارية أقل على مدار اليوم بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالألياف أيضا التي تعمل على إبطاء استجابة الجلوكوز بعد الوجبات ومن ثم توازن مستويات السكر في الدم، وهو أمر جيد جدا لمرضى السكر.