من منا لم يختبر مشاعر عديدة أثرت على عواطفه بل كل كيانه ووجد في الطعام فرصة لإفراغ تلك الأحاسيس المتغيرة , وقد ينظر البعض للأمر لكونه شيئا باعثا للسخرية في الحقيقة هناك بالفعل مايعرف ( بمتلازمة الأكل العاطفي ) حيث أن معظم الأشخاص سواء كانوا يشعرون بالحزن أو الفرح قد يجدون في تناول الأطعمة وسيلة للهروب , حتى أن البعض يشعر بالغرابة من هذا التصرف فربما نجد أن شخص أن قد امتلأت عينيه بالدموع , يتجه إلى الثلاجة لتناول كميات كبيرة من الطعام .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي كل مايتعلق بمتلازمة الأكل العاطفي .
متلازمة الأكل العاطفي
نحن البشر تسيطر علينا العواطف , وتأثر فينا مختلف المواقف فلسنا بآلات أو روبوتات , لذلك تم رصد تلك العلاقة بين الشهية المفتوحة , والرغبة الجامحة في تناول الطعام في الأوقات الت تسود فيها مشاعر الحزن أو الفرح أو حتى في لحظات العصبية والإنفعال , أو تلك التي يتسرب فيها الملل أو الضجر بالإضافة إلى أنواع أخرى من المشاعر , وقد قام خبراء الصحة النفسية بصياغة تلك الأعراض في مصطلح شامل يصف الإضطراب بإسم ( متلازمة الأكل العاطفي)
وربما لايعلم كثيرون عن تلك المتلازمة شيئا لذلك سوف تكون مقالنا اليوم للحديث أسبابها وأعراضها الشائعة وكيف يمكن الوقاية من توابعها
ما هي متلازمة الأكل العاطفى؟
يتساءل البعض عن مفهوم الأكل العاطفي وهل يوجد ارتباط بين تناولنا للطعام والعواطف الداخلية ؟ حيث يشير هذا المصطلح إلى نوع من آليات التكيف الطبيعية الفيسيولوجية كشكل من أشكال الإستجابة أو كرد فعل يصدر إزاء حالات فرط المشاعر لذلك يسميه البعض كمعنى دارج الأكل بهدف الهروب , فهو أسلوب يتبناه البعض للسيطرة على فيض المشاعر الجياشة , وقد أكدت بعض الدراسات أن النسبة التي تصل إلى مايقدر 75٪ من حالات تناولنا للطعام تكون مدفوعة بشحنات عاطفية , فعلى الرغم أن الإحساس بالجوع هو المحرك الأساسي لتناول الطعام , إلا أن تغيرات الحالة النفسية أو المزاجية تقودنا أيضا للرغبة في تناول الطعام خاصة في أوقات الملل أو التوتر أو القلق.
من الناحية البيولوجية , تم رصد تلك العلاقة الوثيقة بين الجوع العاطفي وربطه بالمستويات العالية من التوتر , مما يشير إلى انطلاق الجسم في إنتاج هرمون التوتر والإجهاد الذي يعرف بهرمون الكورتيزول , عندما تطرأ عليكي مشاعر القلق والتوتر والأعصاب المشدودة , وتؤدي المستويات العالية من هذا الهرمون إلى تحفيز الشهية المفتوحة لإغراءات الأطعمة السكرية أو الدهنية الدسمة أو المالحة كالمخللات
اقرأ أيضا فقدان الشهية العصبي وطرق العلاج الفعالة معه
أسباب متلازمة الأكل العاطفي
تتعدد الأسباب التي تقف وراء حدوث اضطراب الجوع العاطفي لدى الأشخاص ومن ضمنها
1-فقدان القدرة على التمييز بين الجوع الجسدي والجوع العاطفي
من المهم أن نشير إلى وجود إشارات داخلية لإخبارك بأن جسمك بحاجة إلى تناول الطعام حيث توجد منظومة هرمونية هي المتحكم في تلك الرسائل وهنا لابد من الحديث عن هرمون الجريلين والذي يطلق عليه هرمون الجوع المحفز للشهية ويزيد من شعور الشخص بالجوع ومسئول أيضا عن وزن الجسم جنبا إلى جنب مع هرمون الليبتين , وهذا هو فيما يخص الجانب الداخلي أما الأشخاص الذين اعتدوا على تلقى أوامر خارجية من الأهل بتناول الطعام وإنهاء الطبق المقدم لهم فهنا أصبح الأمر خارج هذا النطاق الفيسيولوجي , وهنا قد يحدث خلط لدى بعض الأفراد بين احتياجات الجسم نفسه وبين الجوع للسيطرة على المشاعر فقط
2-اتباع ريجيم قاسي
بعض أنواع الحميات الغذائية القاسية يمكن أن تقود أيضا إلى حالة الجوع العاطفي , لأنه أثناء المحاولات التي يبذلها الشخص للتقليل من كميات الأطعمة غير الصحية فإن النسبة المستهلكة من الحصص اليومية سوف يقل مقدارها وسوف يتم التخلي عن بعض مفضلات الأطعمة المعتادة , وتلك القيود المفروضة على آلية تناول الطعام من أبرز العوامل المسببة للأكل العاطفي
3-ارتفاع مستويات القلق
يعتبر اضطراب القلق من المثيرات القوية للجوع العاطفي , ففي حين زيادة شهية البعض لتناول الطعام في ظل المواقف المثيرة للقلق , فمن جانب آخر سوف يتبنى آخرون اتجاه مخالف حيث يعانون من فقدان الشهية , حيث يصبح تأثير العواطف أقوى إلى الدرجة التي يتفوق فيها فيضان المشاعر على الشعور بالجوع ويحل محله , وقد يمثل هذا نوع من المشكلات فربما يساعدنا الطعام ولو قليلا على امتصاص شدة التوتر والقلق
4-الظروف المفاجئة
تلك الظروف التي يمكن أن تعترض الأشخاص بين الحين والآخر يمكن أن تجعلهم يعانون أيضا من تلك المتلازمة ونقصد هنا على سبيل المثال جائحة كورونا التي قد شكلت في الفترات السابقة حائلا أمام ممارسة الأشخاص للروتين اليومي وسببت في شيوع أعراض العزلة وتسرب الملل في النفوس , وتلك الظروف تعمل على تهيئة بيئة خصبة للجوع العاطفي
5-التغيرات الموسمية
تجلب فصول السنة العديد من التغيرا ت ذات الصلة بالتقلبات المناخية الموسمية والتي تتعدد صورها مابين انخفاض درجة الحرارة , وغروب الشمس المبكر , والحصول على أجازة نصف العام وهذا مايحفزنوبات الأكل العاطفي.
علامات الأكل العاطفي
- تظهر أعراض معينة يمكنها إخبارك بأن الشخص يعاني من الأكل العاطفي
- سيطرة الرغبة الملحة والسريعة في تناول الطعام فورا حيث تأتي نوبات الأكل العاطفي بشكل فجائي ويصاحبه نوعا من الإلحاح
- الأمر لايقتصر على الشهية المفتوحة المفاجئة فقط بل أن الرغبة تأتي محددة بأنواع معينة من الأطعمة
يمكن أن نستنتج في نهاية المطاف إلى أهمية ممارسة الأنشطة الرياضية لحسن إدارة التوتر والقلق على النحو الأمثل , وقد يفيدك أيضا تجربة تقنيات الإسترخاء , وتمارين التنفس العميق