خلال طقوس سبوع المولود الجديد وفقا للمعتقدات الشائعة والتي تم ترسيخها في الأذهان كمعتقد قديم بأن وضع الطفل في الغربال والقيام بهزه سوف يعمل بجانب باقي الطقوس كدق الهون وترديد عبارات اسمع كلام أمك , اسمع كلام أبوك على منع الأرواح الشريرة من الإقتراب من الرضيع ولكن القيام بهز الطفل لايقتصر على هذا الموقف فقط بل يمكن أن تجأ الأم لهز الطفل من أجل تهدئته وتبالغ في الأمر دون أن تدري العواقب الوخيمة المترتبة على ذلك وسنقدم لكي من خلال مقالنا التالي ماهي متلازمة هز الرضيع ؟ وماهي أبرز أعراضها ؟
ما هي متلازمة هز الرضيع ؟
سواء أطلق عليها متلازمة هز الرضيع أو الرضيع المهزوز فهي ناتجة عن إصابة مؤذية لرأس المولود وما ينتج عنها من احتمالية حدوث تلف في الدماغ كما تتعدد المسميات ذات الصلة بتلك المتلازمة فبعض الناس يعرفونها بإصابة الرأس المؤذية , إصابة الدماغ المؤلمة ، أو متلازمة المصع وكلها تعبرعن إصابة شديدة الخطورة ناجمة في الأساس عن فعل الهز .
من خلال حديثنا عن النتائج المترتبة على هز الطفل والتي ربما لانتوقعها فمن شأن قيام الأمهات بفعل ذلك بقوة دون أن تدري فإنها بذلك سوف تؤثر على خلايا الدماغ وربما تدمرها نهائيا بالإضافة إلى إعاقة وصول كمية كافية من الأكسجين إلى دماغ الطفل ويمكن أن تتطور ملازمة الرضيع المهزوز والتي تشكل دلالة على العنف الممارس ضد الطفل إلى مضاعفات تلف الدماغ الدائم وصولا لتهديد حياة الطفل .
مدى شيوع متلازمة هز الرضيع عند الأطفال
يعد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين والذي يتم تصنيفهم في قائمة الأطفال الرضع أكثر عرضة للتعرض لمتلازمة هز الرضيع ولكن هذا لايعني أن تأثيرها سوف يمتد إلى الأطفال فيما فوق هذا العمر وحتى سن 5 سنوات ولكن من الشائع حدوثها على وجه الخصوص في الفئات العمرية التي تتراوح بين 6 إلى 8 أسابيع،والذي يشكل التوقيت الذي تتزايد فيه نوبات بكاء الأطفال أكثر مما في مراحل العمر اللاحقة
الأعراض الشائعة لمتلازمة هز الرضيع
تشمل العلامات الشائعة والدالة على متلازمة الطفل المهزوز هي:
- ظهور علامات التهيج الشديد
- مواجهة صعوبات في بقاء الطفل مستيقظا
- صعوبات تنفسية شديدة
- شعور بالإزعاج عند تناول الطعام أو عدم تناول الطعام بشكل صحيح
- حالات القيء
- شحوب البشرة
- نوبات من التشنج
- شلل
- فقدن الوعي او تعرض الطفل لغيبوبة
بالإضافة إلى ماتم ذكره من أعراض تطرأ على الطفل كعلامات على متلازمة هز الرضيع إلا أنه توجد بعض الأعراض الجسدية الواضحة للعيان والتي يمكن ملاحظتها بسهولة وتتمثل في مايمكن رؤيته من إصابات على جسم الطفل من الخارج والتي تظهر في صورة كدمات على الوجه وهذا فيما يتعلق بالإصابات الواضحة ومن جانب آخر توجد إصابات من الصعوبة أن يتم إكتشافها ومن أمثلتها أعراض النزيف سواء في الدماغ أو العينين ، وتلف الحبل الشوكي، جنبا إلى جنب مع كسور في الأضلاع ، والجمجمة، وعظام الساق، وعظام أخرى.
من الجدير بالذكر أن نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال المصابين بمتلازمة هز الرضيع يعانون من الأعراض والعلامات الناجمة عن الهز ويجب أن تعلمي أن الطفل سيظهر للوهلة الأولى طبيعيا جراء التعرض لصدمة شديدة وهذا مايحدث في الحالات الخفيفة فقط من متلازمة هز الرضيع ولكن فيما بعد سوف يتم اكتشاف إصابته بمشكلات صحية وسلوكية
في بعض الأحيان قد يواجه الأطفال عدة أعراض أخرى لم يتم ذكرها وهنا سوف يستدعي الأمر اللجوء الفوري للطبيب
اقرأ أيضا متلازمة شفط العقي أثناء الولادة .. تعرفي على المخاطر المحتملة
حان وقت الطبيب
في الحالات الشديدة ذات الصلة بظهور أعراض غير طبيعية على الطفل فسيكون من الأفضل اصطحابه إلى غرفة الطوارىء حتى لو لاحظتي بعض الأعراض الطفيفة وأصابك شك حول أن الهز العنيف هو السبب حيث تفيد الرعاية الطبية العاجلة في تلك الحالة في إنقاذ الطفل ودرء أي مضاعفات صحية خطيرة.
أسباب متلازمة الرضيع المهزوز
طفلك الصغير مازال حساسا لأبسط الأشياء التي يمكن أن تسبب له الضرر فعظامه مازالت رقيقة كما أن رأسه الصغير قد لايحتمل مقدار الهز وربما تنفعل بعض الأمهات الغاضبات على الطفل أثناء تهدئته وتقوم بهزه بعنف وتستمر في فعل ذلك في ظل عدم توقفه عن البكاء مما يزيد من احتمالية تلف دماغ الطفل .
يمتلك الطفل المولود حديثا قرابة أسبوع أو أسبوعين عضلات عنق شديدة الضعف مما يجعلها غير قادرة على دعم الرأس بشكل جيد وعند قيامك بهز الرضيع يمينا ويسارا بقوة فإن رأسه سوف يتحرك على نحو مثير لقلقك حيث لايمكنك السيطرة عليه حيث تتسبب تلك الحركات العنيفة التي يتم تكرارها على نحو متتابع في جعل الدماغ يرتد داخل الجمجمة ويظهر ذلك على هيئة كدمات وتورمات ونزيفا داخليا .
ما هي عوامل الخطر التي تزيد من خطر متلازمة هز الرضيع؟
هناك العديد من عوامل الخطر لمتلازمة هز الرضيع مثل:
- بناء توقعات غير واقعية بالنسبة لحديثي الولادة
- صغر سن الوالدين وعدم معرفتهما بأساليب العناية الجيدة بطفل صغير
- تزايد معدلات الضغط والتوتر في العائلة
- العنف المنزلي
- تعاطي الكحول أو المخدرات
- عدم استقرار الوضع العائلي
- سيطرة الإكتئاب الحاد
- لديه تاريخ من سوء المعاملة في مرحلة الطفولة
ما هي التقنيات الطبية المستخدمة لتشخيص متلازمة هز الرضيع؟
من أجل تشخيص جيد سوف يتجه الطبيب إلى إجراءات تشخيصية كلها دلالات تشير إلى متلازمة هز الطفل وغالبا مايبحث عن 3 حالات ذات صلة بمتلازمة الرضيع المهزوز وتشمل :
- اعتلال الدماغ أو الوذمة الدماغية
- نزيف تحت الجافية أو نزيف في الدماغ
- نزيف الشبكية أو نزيف جزء من العين يسمى الشبكية
من أكثر الإجراءات التشخيصية من أجل التحقق الفعال من علامات تلف الدماغ بما يساهم في التأكد من دقة التشخيص وتشمل قائمة الإختبارات :
- التصوير بالرنين المغناطيسي: هو إجراء يقوم به الطبيب يستهدف إنشاء صور تفصيلية لدماغ الطفل من خلال الجمع بين المجال المغناطيسي القوي وموجات الراديو الترددية
- التصوير المقطعي: هو التصوير القائم على عملية إنشاء صور مقطعية مفصلة للدماغ
- الأشعة السينية للعظام: يمكن الإستعانة به للبحث عن أي كسور في العظام مثل العمود الفقري والأضلاع والجمجمة
- اختبارات فحص العيون من أجل مزيد من التحقق الدقيق من وجود إصابات ونزيف في العين
تظهر الحاجة إلى قيام الطبيب بإختبار فحص الدم كخطوة أولية في التشخيص ويفيد ذلك في استبعاد أي أسباب أو حالات مرضية أخرى يمكن أن تكون مسئولة عن أعراض الطفل تجنبا للخلط بين متلازمة هز الرضيع والمشكلات الصحية الأخرى التي يمكن أن تواجه الطفل نظرا لأوجه التشابه بين الأعراض المصاحبة لمتلازمة الرضيع المهزوز مع حالات طبية أخرى ومن أمثلتها اضطرابات النزيف وبعض الاضطرابات الوراثية مثل مرض هشاشة العظام. وسوف تنجح اختبارات الدم في إثبات عما إذا كانت هذه الحالات تندرج ضمن مسببات أعراض طفلك أم لا
ما هي الطرق المستخدمة لعلاج متلازمة هز الرضيع؟
في حال أصاب طفلك ضيقا في التنفس أثناء الهز العنيف فهنا ينبغي التوجه فورا لأقرب مستشفى وإذا حدث الأمر فجائيا خلال وجودك في المنزل سوف سكون فعالا اعتمادك على الإنعاش القلبي الرئوي حفاظا على تنفس طفلك خلال انتظار وصول سيارة الإسعاف.
خطوات إجراء التنفس الصناعي
- تتمثل الخطوة الأولى في قيامك بوضع طفلك على ظهره برفق وإذا كان لديك ولو مجرد شك طفيف حول تعرض طفلك لإصابة في العمود الفقري فهنا ينبغي الحصول على دعم أحد أفراد أسرتك بأن يتولى شخصان معا عملية تحريك رأس الطفل ورقبته بعناية حتى لاينقلب على رأسه .
- بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة سوف يكون فعالا قيامك بوضع إصبعين على منتصف عظمة القص أما فيما يتعلق بالأطفال فيما فوق سنة واحدة ينبغي أن تستخدمي إحدى يديك بوضعهما على عظمة القص بينما يكون موضع اليد الأخرى على جبهة الطفل وغي نفس الوقت إبقاء الرأس مائلاً إلى الخلف.
- إذا كان لديكي حدس داخلي بإصابة العمود الفقري للطفل ، عندئذ اتجهي لسحب الفك في اتجاه الأمام بدلاً من الإتجاه لإمالة الرأس مع الحرص على إبقاء فم الطفل مفتوحًا.
- تلجأ بعض الأمهات إلي طريقة ضغطات الصدر المتتالية ويجب ألا تكون شديدة وأن تتحكمي فيها نوعا ما حيث يمكنك الضغط لأسفل على عظمة القص تزامنا مع الدفع إلى منتصف الصدر. وقد يفيدك كثيرا إجراء مايصل إلى 30 ضغطة على الصدر دون أن تتوقفي مع العد بصوت عالي
- حاولي إستعادة أنفاسك وخلال تلك المرحلة وبعد الإنتهاء من الضغطات على صدر طفلك يجب عليكي عدم تجاهل أمر هام متمثل في التحقق من تنفس الطفل وفي حالة عدم إيجاد أي علامات تدل على أن تنفسه سليما قومي فورا بتغطية فم الطفل وأنفه بأنفك.
- من الضروري أن تحرصي على التحقق جيدا من أن مجرى التنفس لدى الطفل مفتوح مع مراعاة أخذ نفسين .على أن يستمر كل نفس حوالي ثانية واحدة بما يدعم قدرة الصدر على الارتفاع.
- يجب أن تظل المتابعة الدقيقة للإنعاش القلبي الرئوي مفعلة مع الإستمرار في دورة 30 ضغطة ونفسين إنقاذيين حتى وصول المساعدة الطارئة.
قد يدفع الهز العنيف طفلك إلى التقيؤ لكل ماتناوله وحتى تتجنبي خطر اختناق الطفل قومي بتحريكه على جانبه بلطف ومن أكثر التدابير التي ينبغي إتخاذها التأكد من اللف المحكم لجسد الطفل بأكمله ويفيد ذلك في السيطرة على إصابات الحبل الشوكي فضلا أنها من الطرق المتبعة لتقليل مخاطر حدوث المزيد من الضرر في العمود الفقري. لا تساعد الطفل على النهوض ولا تعطي الطفل الطعام أو الماء.
على الرغم من عدم وجود دواء علاجي ينصح بتناوله للطفل الذي يعاني من متلازمة هز الرضيع. إلا أنه في الحالات الشديدة، قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لعلاج النزيف في الدماغ. قد يتضمن ذلك وضع تحويلة أو أنبوب رفيع لتخفيف الضغط أو تصريف الدم والسوائل الزائدة. قد تكون جراحة العين ضرورية أيضًا لإزالة الدم قبل أن يؤثر بشكل دائم على الرؤية.
ما هي عادات نمط الحياة التي تساعدك على إدارة متلازمة الطفل المهزوز؟
يمكنك لتغيير أنماط الحياة جنبا إلى جني مع العلاجات المنزلية التالية الوقاية من الآثار المترتبة عن هز الطفل الرضيع :
- من خلال إنضمامك إلى فصول تعليم الوالدين أساليب الرعاية الجيدة لأطفالهن بما يساعدهم على فهم مخاطر الهز العنيف بصورة أفضل فضلا عن تقديم برامج من شأنها عرض مجموعة نصائح حول تهدئة بكاء الأطفال وتقليل مستويات التوتر وإدارته جيدا .
- من المهم أن تتجنبي التعامل العنيف مع طفلك .
- في حال مواجهة مشكلة في التحكم في عواطفك أو ضغوط الأبوة والأمومة، فمن الأفضل أن تحصلي على المساعدة. وقد يحيلك طبيبك إلى مستشار أو أي خدمة أخرى للصحة العقلية