من الحالات المرضية التي من الوارد أن تصيب جميع الفئات العمرية، فيمكننا أن نقوم بالحديث عن سلائل المرارة. الجدير بالذكر، أن هذه الحالة المرضية غالبا ما يتم اكتشافها من خلال الفحوصات الصحية السنوية أو عن طريق الفحص العام للبطن بالموجات فوق الصوتية، وفي حال عدم حدوث هذا أو ذاك فستظل هذه الأزمة المرضية في حالة من عدم المعرفة وتباعا ستسبب العديد من المضاعفات والآثار السلبية على الصحة. لذا، فقد قررنا أن نتعرف اليوم على ما هي سلائل المرارة؟ ومتي تحتاج إلى تلقي العلاج المناسب والتدخل الطبي للتغلب على أي تبعيات من الوارد أن تنتج عنها؟.
ماذا نعني بسلائل المرارة؟
ماذا نعني بسلائل المرارة؟
تعد سلائل المرارة هي عبارة عن آفات مرضية شبيهة بالأورام الظاهرة تتواجد على سطح الغشاء المخاطي للمرارة، فمن الهام معرفة أن هذا المرض قد أصبح في الفترة الأخيرة أكثر شيوعا، ومؤدي بشكل رئيسي إلى حدوث أزمة استئصال المرارة.
يجب العلم أن الغالبية العظمى من سلائل المرارة تكون حميدة ونسبة بسيطه جدا هي التي تحمل بين طياتها بعض معالم الخطر لكونها خبيثة. إلى جانب هذا، فمن الهام معرفة أنه من الممكن أن تسبب هذه الأزمة المرضية حدوث التهاب المرارة، وتكون الحصوات بداخلها حيث يمكن أن يتطور الأمر إلى السرطان خاصة مع المرضى الأكبر سنا حيث تكون السلائل منفردة وكبيرة الحجم.
إقرأ أيضا: مضاعفات خطيرة تنتج عن تواجد الحصوات داخل المرارة
ما هي أهم أعراض سلائل المرارة؟ وكيف يتم تشخيص هذه الحالة؟
ما هي أهم أعراض سلائل المرارة؟ وكيف يتم تشخيص هذه الحالة؟
كما ذكرنا من قبل أن غالبية حالات سلائل المرارة ليس لها أي أعراض مرضية ويتم اكتشافها بالصدفة أثناء الفحوصات الروتينية أو الزيارات لأسباب أخرى، ولكن من الوارد أن يعاني نسبة بسيطة جدا من مرضى سلائل المرارة من أعراض، وأكثرها شيوعا هو الألم تحت الجهة اليمنى أو الألم في السرة العلوية أو الشكوى من الغثيان والقيء وبطء عملية الهضم وحدوث حالة من التصلب الطفيف في الجانب الأيمن السفلي خاصة عند تناول الأطعمة المقلية أو المحتواه على نسبة عالية من الدهون.
لذلك، فإن أمر اكتشاف سلائل المرارة يرجع أساسا إلى وسائل التصوير مثل الموجات فوق الصوتية والموجات فوق الصوتية بالمنظار والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي النووي.
متى تحتاج سلائل المرارة إلى العلاج؟
متى تحتاج سلائل المرارة إلى العلاج؟
في بداية تشخيص هذه الحالة المرضية، فسوف تحتاج غالبية حالات سلائل المرارة الحميدة فقط إلى المراقبة، ولا يلزم الأمر تلقي العلاج أما فيما يخص حالات الاورام الحميدة الكبيرة أو الاورام الحميدة المصحوبة بأعراض أو مخاطر الإصابة بسرطان المرارة فسوف يحتاج الأمر هنا إلى تلقي بعض سُبل العلاج للوقاية.
طبقا للعديد من الدراسات والأبحاث، فقد تم اثبات أن نسبة كبيرة جدا من حالات سلائل المرارة حميدة بطبيعتها، وقادر مرضاها على التعايش بسلام معها، لذلك لا يحتاج معظم المرضى إلى أي تدخل طبي أو جراحي.
من ناحية أخرى، فمن الواجب علينا معرفة أن المرارة هي هيكل رئيسي لنظام القناة الصفراوية، والذي يلعب دورا في تنظيم إفراز الصفراء وهضم الطعام، وتباعا سوف يصبح من المستحيل تماما إجراء الاستئصال بشكل تعسفي دون إعطاء الجسم أي إشارات مرضية مناسبة.
بالإضافة إلى ذلك، فتوصف غالبية أحجام السلائل بأنها أقل من 10 مم، وطبقا لهذا وخاصة إذا كانت سلائل المرارة أصغر من هذا الحجم في الموجات فوق الصوتية، فيجب معرفة أن معظمها حميد، ولكن فيما يتعلق بالمرضى الذين يعانون من 2-3 سلائل أو أكثر، أو الاورام الحميدة التي يزيد حجمها عن 10 مم أو تنمو بسرعة أو تزداد في العدد أثناء الفحوصات بالموجات فوق الصوتية بعد مرور 3-6 أشهر، فمن الضروري أن يتم الإتجاه نحو استئصال المرارة بالمنظار لتجنب التعرض لمخاطر الإصابة بسرطان المرارة المؤلم والمزعج.
استئصال سلائل المرارة
الجدير بالذكر أنه في حالة نمو سليلة المرارة تدريجيا إلى أكثر من 10 مم مع ظهور بعض الأعراض المرضية التي تظهر في آلام البطن والقيء والحمى المتكررة أو في حال وجود صور توحي بوجود ورم خبيث يمكن أن ينتشر أو يتزايد، فيجب وبشكل فوري أن يقوم الطبيب بتوجيه المريض نحو ضرورة إجراء اختبارات الدم، والفحوصات اللازمة لخوض تجربة الجراحة مبكرا قبل أن يتطور الوضع إلى سرطان حقيقي، وخاصة مع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ 50 عاما والذين يحتاجون أيضا إلى اتباع بعض الأنظمة العلاجية المصاحبة لهذا الروتين الجراحي الفاصل.
يجب وبشكل رئيسي العمل على مراقبة حالات سلائل المرارة الحميدة الغير مصحوبة بأي أعراض مرضية وهذا لمتابعتها والبحث عن تطورها لمدة زمنية تتراوح من 3-6 أشهر، ففي حال رؤية أن الورم يتضخم بسرعة أو أن جدران المرارة تتكاثف، فيجب وبشكل فوري أن يتم اللجوء إلى إجراء استئصال المرارة.
تعد عملية استئصال المرارة بالمنظار هي المعيار الذهبي الذي يعمل على توفير العديد من المزايا مثل الشفاء السريع بعد الجراحة، والآلام الأقل في المستقبل والحد من حدوث أي مضاعفات صحية كانت من الوارد حدوثها من قبل.