توجد بعض الخرافات القديمة لكنها لاتستند إلى أي أساس علمي والتي ربطت بين رفة العين وبين الفأل السىء والتشاؤم من وقوع بعض الأحداث ذات البشارة السيئة , ولكن الأمر لايتخطى كونه معتقد خاطىء فمن الممكن أن يكون الشخص قد عانى مؤخرا من الإرهاق الشديد أو الحرمان من النوم إلى الدرجة التي لايستطيع معها التحكم في عضلات العين لينتج عن هذا الفعل الذي ينطلق في صورة تشنج لاإرادي , ومع رتم الحياة السريع والضغوطات النفسية الجسيمة الملقاة على عاتق الفرد فإنه من الطبيعي أن يعاني من الإجهاد والتوتر المزمن الذي يؤثر سلبا على العضلات ومن بينها عضلات الجفن وإذا كنت من عشاق مشروبات الكافيين بحيث يتم استهلاكها بشكل منتظم فإن الرعشة المتكررة من ضمن الآثار الجانبية المتوقعة
كما تضاف مشكلة الجفاف والتهيج الشديد للعين كأحد الأسباب أيضا المؤدية للرعشة , لكن كل ذلك يظهر جانب الأسباب الشائعة لكن في بعض الحالات نادرة الحدوث قد يكون للأمر أبعاد عصبية أو راجعا إلى نقص معادن أساسية مثل فيتامين د والكالسيوم …وسوف نجيب من خلال مقالنا على تساؤل متى تدل رعشة العين على مشكلة عصبية ؟
متى تدل رعشة العين على مشكلة عصبية ؟

متى تدل رعشة العين على مشكلة عصبية ؟
من الممكن أن يعاني كثيرون من تلك الحالة شائعة الإنتشار والتي تعرف طبيا بإسم تقلص العين العضلي أو ارتعاش العين فلا يمكن اعتباره عرض ضار أو يمثل خطورة في معظم الأحوال فربما كان لديك عادات خاطئة متبعة ضمن أنماط حياتك تحتاج منك إلى تفكير دقيق في محاولة لتغييرها مثل قلة الحصول على قسط كافي من النوم أو الإفراط في تناول القهوة , إلا أنه مع استمرار حدوث تلك الحالة بنمط متكرر وبشكل مستمر فإن الأمر قد يكون راجعا إلى اضطراب عصبي كامن يستدعي الإهتمام وليس مجرد حالة عابرة نابعة من ممارسة خاطئة
فربما يشكو الشخص من جفون متشنجة قد تؤثر على نصف الوجه كجزء لايتجزأ من أعراض الإضطرابات العصبية المعروفة مثل داء باركنسون أو التصلب اللويحي الذي تمثل حركة رفة العين اللاإرادية أو مايشبه الرعاش عرض أساسي مصاحب , ويعد تحديد مدى خطورة رعشة العين بإعتباره من الأمور الضرورية التي يتم الإعتماد عليها في إجراء التشخيص المبكر والدقيق الذي يبنى على أساسه استراتيجيات العلاج الفعالة لذلك من المهم الحصول على استشارة الطبيب من استمرار حدوثها على المدى الطويل أو ظهور أعراض أخرى مرافقة والتي تتضمن ضعف وتشنج عضلات الوجه , أو اضطرابات الرؤية , علاوة على صعوبات في القدرة على النطق , وسوف يساهم فهم كل تلك الدلالات على اتخاذ استراتيجيات التدخل العلاجي في الوقت المناسب تعزيزا للصحة العصبية
ماذا يعني ارتعاش عضلات الجفن؟

ماذا يعني ارتعاش عضلات الجفن؟
توصف تلك الحالة التي تعبر عن أحد مشكلات العيون لكونها تقلصات أو انقباضات لايمكن السيطرة عليها حيث تقع لاإراديا على نحو متكرر من لتبدو عضلات الجفن وقد أصابها الإهتزاز , ولاترتبط بوجود ضرر كامن
فمن خلال إلقاء نظرة أكثر شمولا على تلك الحالة سوف نجد أنها على الأغلب سوف تكون مستمرة بما يتراوح بين بضع ثواني وقد تمتد الرعشة لعدة أيام وهذا مايتفق مع الدراسة التي وصفت عضلات الجفن لكونها عبارة عن تقلصات دقيقة تحدث بشكل متواصلة وتؤثر سلبا على حركة الجفن السفلي , وقد تخضع لعوامل التحفيز ومن أبرزها التوتر والإرهاق والإستهلاك المفرط للكافيين
كما ذكرنا في السطور السابقة أنه بخلاف الأسباب العصبية فإنه يمكن أن يكون مصدر حدوث التشنجات العضلية اللاإرادية قد لايتعدى كونها حالة بسيطة قد تتلاشى دون تدخل طبي بسبب بعض المثيرات الشائعة مثل
- الضغوط الكثيفة
- التعب الشديد
- إجهاد العين الرقمي
- فرط التعرض للضوء الساطع
علامات تجعل رعشة العين مؤشرا على مشكلة عصبية
على الرغم من أن العلاقة بين حدوث رعشة في الجفون والإضطرابات العصبية تعد أقل شيوعا حيث تقاس بمدى شدتها أو معدل استمرارها إلا أن هناك أعراض معينة يمكن أن نستدل منها على أن وراء تلك المعاناة سبب عصبي
1-تشنج الجفن

تشنج الجفن
قد تطرأ حركات غير طبيعية على عضلات الجفن في دلالة على شكل من أشكال الإضطرابات العصبية ذات التأثيرعلى العضلات المحيطة بالعيون ليعاني الشخص على أثرها من رمش العين المتكرر والمستمر , بالإضافة إلى الإغلاق القسري للعين والذي على الأغلب يكون مرتبطا بسلسلة من الإضطرابات المعروفة بخلل العقد القاعدية والتي توثر على بعض المناطق الموجودة في الدماغ والمسئولة عن الحركة والسلوكيات والقدرات الإدراكية وهذا مايتداخل ليخلق صعوبات أمام ممارسة الأنشطة اليومية كما يسبب ذلك إنزعاجا بصريا
اقرأ أيضا هل تعبر رفة العين لدى الأطفال عن دلالة خطيرة ؟
2-تشنج نصف الوجه

تشنج نصف الوجه
والتي تصف تلك الحالة من الإنقباض المفاجىء لعضلات الوجه بشكل لاإرادي وخاصة مايكون منصبا على أحد جانبي الوجه ويتضمن ذلك أيضا الجفن ويرتبط حدوث تلك المشكلة بالضغط الوعائي المتزايد الذي يقع على العصب الوجهي أو العصب القحفي السابع المتحكم الأساسي في عضلات تعابير الوجه والذي يتفاقم بشكل أكثر سوءا مع ارتفاع مستويات القلق والتوتر
3-التصلب المتعدد

التصلب المتعدد
ويعد ضمن اضطرابات المناعة الذاتية والتي يهاجم فيها الجهاز المناعي خلايا وأنسجة الجسم عن طريق الخطأ ويترك تأثيره الأكبر على الجهاز العصبي المركزي مسببا تلف الأعصاب مع تضرر لطبقة الميالين البروتينية العازلة والمغلفة للأعصاب والتي تعمل على توفير الحماية لها وهذا مايرتبط بظهور عدة أعراض من بينها ارتعاش الجفن ويرافق ذلك ظهور أعراض عصبية أخرى مثل الوخز والتنميل بالإضافة إلى اضطرابات عدم وضوح الرؤية
4-داء باركنسون

داء باركنسون
بالإضافة إلى مشكلات تتعلق بتباطؤ وعدم تنسيق الحركة بالإضافة إلى التصلب العضلي ومشكلات التوازن الجسدي فإن الرعشة تعد من الإضطرابات العصبية التنكسية المزمنة وكل تلك الأعراض تنطبق على مرض باركنسون وهذا مايجعل المريض يعاني من حركات العيون اللاإرادية والتي تتطور إلى مضاعفات جسيمة بمرور الوقت
5-شلل بيل

شلل بيل
نوع شائع من شلل العصب الوجهي الذي ينطوي على ضعف مفاجىء في عضلات الوجه بسبب خلل وظيفي وعادة مايصيب جانب واحد من الوجه وعادة مايكون مجرد حالة مؤقتة تسبب تدلي وسقوط في أحد جانبي الوجه , وعادة مايتماثل المريض للتعافي والشفاء في غضون مايتراوح بين عدة أسابيع إلى أشهر، ومن الممكن أن تستمر نوبات الإرتعاش على مدى فترة زمنية طويلة
6-متلازمة آدي
نوع آخر من الإضطرابات التي تصيب الأعصاب التي تستهدف حدقة العين ومايحيط بها من عضلات وهذا مايؤدي إلى اتساعها وفرط الحساسية للضوء الساطع , بالإضافة لما يمكن أن يحدث من تباطؤ أو تأخير لمدى استجابة الحدقة لأشعة الضوء مما يؤدي إلى ضبابية الرؤية
أعراض تستدعي اللجوء الفوري للطبيب
سوف يكون من الضروري اللجوء إلى أخصائي المخ والأعصاب إذا كان إرتعاش العين مرافقا لأعراض أخرى ومن بينها :
- استمرار الشعور بالخدر والوخز والتنميل لما يتعدى أسبوع
- انتقال الرعشة للتأثير على مناطق أخرى بالوجه
