من الإصابات المرضية التي تشكل خطرا كبيرا على كبار السن يمكننا أن نقوم بذكر السكتة الدماغية التي من الوارد أن يتم التعرض لها خلال فصل الصيف، ومن ثم يساعد روتين التعرف المبكر على الأعراض في إحتواء هذه الأزمة وحماية الحالة الصحية قدر الإمكان. بناء على هذا، فقد قررنا أن نتحدث الآن على أزمة إصابة كبار السن بالسكتة الدماغية خاصة خلال فصل الصيف وكيف يتم التعامل مع هذا الوضع المرضي؟.
السكتة الدماغية
السكتة الدماغية
تعد أزمة السكتة الدماغية أو كما تُعرف لدى البعض بحادث الأوعية الدموية الدماغية هي أحد أهم الأسباب الرئيسية للوفاة والعجز لدى كبار السن خاصة خلال فصل الصيف، فعندما يكون الطقس حارا للغاية، فسوف تزداد مخاطر الإصابة بهذه الحالة المرضية الخطيرة بسبب العديد من العوامل الفسيولوجية والبيئية.
بوجه عام، يمكن أن تساعد آلية التعرف المبكر على المرض والوقاية منه وتلقي العلاج في الوقت المناسب في إنقاذ الكثير من الأفراد وتقليل العواقب الصحية الخطيرة طويلة المدى.
مخاطر إصابة كبار السن بالسكتة الدماغية خلال فصل الصيف
مخاطر إصابة كبار السن بالسكتة الدماغية خلال فصل الصيف
مع قدوم فصل الصيف وإرتفاع درجات الحرارة، فمن الوارد أن تتعرض أجسام كبار السن للجفاف بكل سهولة والشكوى من اضطرابات المنحل بالكهرباء ومن ثم التأثير بشكل سلبي على صحة القلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي.
الجدير بالذكر، أنه عندما يصاب الجسم بالجفاف بسبب التعرق الشديد، فسوف يصبح الدم أكثر تركيزا، مما يزيد هذا من الدورة الدموية، وبناء عليه تتشكل مخاطر تكوين جلطات دموية، والتي يمكن أن تتسبب بكل سهولة في انسداد الأوعية الدموية الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن تتسبب التغيرات المفاجئة في البيئة مثل الانتقال من الهواء الطلق الحار إلى غرفة مكيفة الهواء البارد في حدوث حالة من تمدد الأوعية الدموية بشكل غير منتظم، مما يزيد هذا الأمر من خطر تمزق الأوعية الدموية الدماغية.
يبدو هذا الأمر واضحا من خلال اعتياد كبار السن على النوم في غرفة مكيفة ذات درجة حرارة منخفضة جدا أو الاستحمام مباشرة بعد القدوم من الخارج والتعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر، مما يؤدي ذلك عن غير قصد إلى حدوث تغير مفاجئ في درجة حرارة الجسم وهو العامل يزيد من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن غالبية كبار السن يعانون من بعض الأمراض الكامنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وعسر شحميات الدم والرجفان الأذيني، فمن الهام معرفة أن جميع هذه الحالات المرضية من الممكن أن تؤدي إلى حدوث السكتة الدماغية، وخاصة عندما لا يتم التحكم فيها بشكل جيد خلال فصل الصيف.
إقرأ أيضا: ما هي أهم الاختبارات المعنية بتشخيص السكتة الدماغية؟
العلامات التي لا ينبغي تجاهلها للتعرف المبكر على السكتة الدماغية عند كبار السن
العلامات التي لا ينبغي تجاهلها للتعرف المبكر على السكتة الدماغية عند كبار السن
في هذه الآونة، يعد الوقت هو العامل الحاسم للبقاء على قيد الحياة وتحسين نوعية الحياة بعد السكتة الدماغية. لذلك، فينصح الخبراء بأهمية التعرف المبكر على العلامات التحذيرية التي تعد مهمة للغاية خاصة مع كبار السن.
تتمثل العلامات التحذيرية فيما يلي:
- حدوث بعض التشوهات في الوجه والفم خاصة عند الابتسام أو التحدث.
- المعاناة من الضعف أو الشلل في ذراع أو ساق واحدة والتي يصاحبها الكثير من مشاعر عدم القدرة على الحركة بشكل طبيعي.
- مواجهة صعوبة في الكلام أو تداخل المفردات أو حتى فقدان مؤقت للقدرة اللغوية بشكل كامل.
- الدوخة وفقدان التوازن والسير بشكل غير مستقر.
- فقدان مفاجئ للرؤية مع عدم وضوح الرؤية على أحد الجانبين أو كلاهما.
- الشكوى من الصداع الشديد لأسباب غير مصحوبة حيث يكون هذا الأمر مصحوبا بالغثيان والقيء.
قاعدة “FAST” لتشخيص السكتات الدماغية عند كبار السن
قاعدة “FAST” لتشخيص السكتات الدماغية عند كبار السن
لمساعدة كبار السن على تشخيص أزمة السكتة الدماغية، فغالبا ما يستخدم المهنيون الطبيون قاعدة “FAST“، والتي تتمثل في الآتي:
- F (الوجه): الطلب من المريض أن يبتسم، وفي حالة رؤية وجهه مشوها فيجب الحذر والإهتمام.
- A (الذراعين): توجيه المريض نحو أهمية رفع كلتا اليدين وفي حالة عدم القدرة على رفع إحداهمها أو السقوط فقد يكون هناك تلف في الدماغ.
- S (الكلام): طلب تكرار جملة بسيطة، فإذا كان من الصعب أو المستحيل التحدث، فيجب عدم التهاون تجاه هذا الأمر والتحرك الطبي السريع.
- T (الوقت): الإتصال بالطوارئ على الفور، لأنه في هذه الآونة ومع كل دقيقة تأخير سوف يتم فقدان ملايين من خلايا الدماغ.
بوجه عام، يعد الوقت الذهبي لعلاج السكتة الدماغية الإقفارية هو في غضون 4-5 ساعات من ظهور الأعراض، بحيث يمكن للطبيب استخدام الأدوية المحللة للتخثر أو التدخلات الفعالة داخل الأوعية الدموية.
طرق وقاية كبار السن من السكتة الدماغية خلال فصل الصيف
طرق وقاية كبار السن من السكتة الدماغية خلال فصل الصيف
لا تزال سُبل الوقاية من الأمراض هي الحل الأمثل خاصة بالنسبة لكبار السن. وفيما يلي سنقوم بذكر بعض توصيات الخبراء الطبيين فيما يتعلق بإمكانية إصابة كبار السن بالسكتات الدماغية:
- ضرورة الإلتزام بشرب كمية كافية من الماء كل يوم بمعدل يتراوح من 1.5 إلى 2 لتر حيث يجب مراعاة أنه بالنسبة لهذه الفئة العمرية، فغالبا ما ينخفض الشعور بالعطش، لذلك فمن الضروري الحفاظ على عادة شرب الماء حتى لو تسيطر عليهم مشاعر الرغبة في تناول الماء.
- الحفاظ على ضغط الدم والجلوكوز ودهون الدم في معدلاتها الآمنة حيث يحتاج الأشخاص المصابون بأمراض كامنة إلى إعادة الفحوصات المتعلقة بهذه الأوضاع الصحية بشكل دوري، وتناول الأدوية على النحو الموصوف وعدم التوقف عن التناول بشكل ذاتي.
- زيادة أداء بعض التمارين اللطيفة مثل المشي، واليوغا والتأمل والاسترخاء للمساعدة على تحسين الدورة الدموية والتقليل من مخاطر الإصابة بالجلطات الدموية.
- تناول الأطعمة الصحية الخالية من الدهون المشبعة، والتقليل من الملح، وزيادة الإستعانة بالخضروات الخضراء والفاكهة والأسماك.
- تجنب أداء الأنشطة البدنية المكثفة في الفترة من الـ (10 صباحا – 4 مساء)، والبعد تماما عن آخذ حماما باردا فور القدوم من الخارج والتعرض لأشعة الشمس القاسية.
- استخدام مكيف الهواء بشكل صحيح، والحفاظ على درجة حرارة الغرفة بين الـ 26-28 درجة مئوية، وتجنب الهواء البارد خاصة مع منطقتي الرأس والرقبة.
- تجنب العادات السيئة مثل التدخين وتناول المشروبات الكحولية وهذا لما لها من تأثيرات مباشرة على زيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية.