ازدادت في الآونة الأخيرة نسبة الأشخاص الذين يعانون من الحالات المرضية المرتبطة بالمعدة حيث يرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى أنماط الحياة الحديث مع التعرض لضغط العمل وإتباع الأنظمة الغذائية الغير صحية والعديد والكثير من الأسباب التي تجعلنا أكثر عرضة لهذه النوعية من الآلام وفيما يلي سنتعرف عليها بمزيد من التوضيح.
آلام المعدة

آلام المعدة
هي عبارة عن حالة مرضية تتلف فيها صحة المعدة نتيجة التعرض لأسباب مختلفة أو بسبب اضطرابات الحركة وزيادة إفراز حمض المعدة.
الجدير بالذكر، أنه خلال هذه الآونة غالبا ما يشعر المرضى بألم خفيف أو حرقان أو ألم شرسوفي، والذي يمكن أن يكون عابرا ولكن في بعض الأحيان يكون طويل الأمد وشديدا وتباعا يعد من أهم العلامات التحذيرية الدالة على حدوث العديد من المشاكل الصحية الخطيرة.
إلى جانب هذا، فيجب أيضا معرفة أنه عند المعاناة من الإرهاق أو الإجهاد أو تقلبات المزاج، فغالبا ما تظهر هذه الآلام بل وتزداد سوءا مع مرور الوقت.
الأسباب الشائعة لآلام المعدة

الأسباب الشائعة لآلام المعدة
توجد العديد من المسببات التي تؤدي إلى حدوث المعاناة من آلام المعدة حيث تتمثل في الآتي:
- عدوى هيليكوباكتر بيلوري (HP): تعد هذه النوعية من العدوي هي السبب الأكثر شيوعا للشعور بآلام المعدة، وتباعا تحدث المعاناة من قرحة المعدة والاثني عشر.
- الإفراط في استخدام المسكنات ومضادات الالتهابات: يمكن أن تسبب مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أو الأسبرين حدوث تهيجا وتلف في بطانة المعدة.
- تعاطي الكحول والتبغ: يتسبب هذا الروتين السلبي في زيادة إفراز الحمض، والتقليل من المخاط الصحي المعني بحماية صحة المعدة.
- الإجهاد لفترات طويلة: عند التعرض للإجهاد يقوم الجسم بإفراز هرمونات الكورتيزول والأدرينالين، والتي تعمل على تعطيل حركات الأمعاء وتزيد من التقلصات وتسبب الألم وحرقة المعدة والانتفاخ.
- تناول الأنظمة الغذائية الغير صحية: عند القيام باتباع الأنماط الغذائية الغير صحية مثل تناول الطعام في الأوقات الغير محددة وبسرعة كبيرة، وتخطي بعض الوجبات الغذائية، بالإضافة إلى تناول الكثير من الأطعمة المقلية أو الساخنة أو الحامضة أو غير الصحية، فسوف تتسبب هذه العادات في المعاناة من سوء الهضم والشعور بالكثير من آلام المعدة.
- الحساسية الغذائية: يشكو بعض الناس من أزمة تحسسهم للحليب والفول السوداني وفول الصويا والبيض، ومن ثم تحدث المعاناة من الانتفاخ وعسر الهضم وآلام البطن.
- أمراض أخرى: تتسبب بعض الحالات المرضية مثل مرض كرون ومتلازمة زولينجر إليسون وسرطان المعدة خاصة عند الأشخاص في منتصف العمر أو المدخنين الذين يشربون الكثير من الكحول في حدوث الكثير من آلام المعدة.
إقرأ أيضا: آلام المعدة والبطن الناتجة عن الإجهاد والتوتر
العلامات السريرية الدالة على مشاكل وآلام المعدة

العلامات السريرية الدالة على مشاكل وآلام المعدة
يمكن التعرف على آلام المعدة من خلال الأعراض المميزة التالية:
- الألم الشرسوفي: يتمثل هذا الألم في الإحساس الحارق أو الضيق أو الحرقان في منتصف الجزء العلوي من البطن، وأحيانا ينتشر إلى الصدر.
- الغثيان والقيء: يحدث هذا العرض المرضي عندما تلتهب الأغشية المخاطية حيث تنقبض المعدة بشكل غير طبيعي، مما يسبب هذا الغثيان والكثير من مشاعر عدم الراحة.
- حرقة المعدة والتجشؤ: بسبب ارتجاع الحمض إلى المريء حيث تحدث هذه الأزمة عادة بعد تناول وجبة كاملة أو الاستلقاء مباشرة بعد الأكل.
- فقدان الشهية والانتفاخ: يحدث ذلك بسبب سوء هضم المعدة حيث يشعر المريض بمشاعر الإمتلاء سريعا ومن ثم لا يقوم بتناول الطعام جيدا، ويفقد الوزن بكل سهولة.
- نزيف الجهاز الهضمي: يعد هذا العرض من المضاعفات الشديدة لقرحة المعدة حيث يتجلى في القيء الدموي، وإخراج البراز الأسود، مما يتطلب هذا الأمر الرعاية الطارئة بشكل فوري.
من الهام معرفة، أنه في حال ظهور العلامات المذكورة أعلاه، فيجب على المرضى الذهاب إلى الطبيب مبكرا لإجراء التنظير الداخلي، وتحديد مدى الضرر والحصول على اتجاه علاجي مناسب مع ضرورة تجنب المضاعفات الخطيرة مثل القرحة أو الثقوب أو سرطان المعدة.
الإجهاد والشكوى من آلام المعدة

الإجهاد والشكوى من آلام المعدة
أظهرت العديد من الدراسات أن العلاقة بين علم النفس والمعدة من العلاقات القوية جدا، فعند الشكوى من الإجهاد، فسوف يعمل الجهاز العصبي المركزي على تحفيز المعدة تجاه إفراز حمض أكثر من المعتاد، بالإضافة إلى زيادة فرص حدوث اختلال بالبكتيريا المعوية، واضطرابات حركة الجهاز الهضمي ويسبب الألم، والانتفاخات، وحرقة المعدة.
لذا، فمن الوارد أن يتعرض الأشخاص الذين يعانون باستمرار من ضغط العمل أو قلة النوم أو القلق للإصابة بألم في المعدة بمقدار 2-3 مرات من الأشخاص الأصحاء.
طرق الوقاية من آلام المعدة

طرق الوقاية من آلام المعدة
على الرغم من أن آلام المعدة من الأمراض الشائعة في زمننا هذا، إلا أننا نستطيع الوقاية منها تماما من خلال أتباع أنماط الحياة الصحية وتعديل العادات الغذائية.
تتضمن بعض التدابير الفعالة تجاه هذا الأمر ما يلي:
- تناول الوجبات الصحية المناسبة في الوقت المحدد مع ضرورة تجنب الشعور بالجوع أو الإمتلاء التام.
- تناول الطعام ببطء، والعمل على مضغه جيدا، وتجنب تناوله أثناء العمل أو خلال استخدام الأجهزة الإلكترونية.
- ضرورة التقليل من الأطعمة التي تهيج المعدة مثل الأطعمة الحارة، والحامضة، والدهنية، ومشروبات الكافيين والإبتعاد تماما عن المشروبات الكحولية والتبغ.
- شرب كمية كافية من الماء كل يوم، مما يساعد هذا على تحييد الأحماض ويساعد على دعم عملية الهضم.
- إمداد العقل ببعض أوقات الراحة وتجنب التوتر حيث يتم تحقيق هذا من خلال ممارسة تمارين التأمل أو اليوجا أو المشي أو قراءة كتاب أو الاستماع إلى البرامج المفضلة.
- ممارسة الرياضة بانتظام حيث تساعد 30 دقيقة يوميا من الأنشطة البدنية على زيادة الدورة الدموية وتحسين وظيفة الجهاز الهضمي.
- تجنب تناول مسكنات الألم بمعدلات طويلة الأمد، وخاصة مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أو الأسبرين.
- ضرورة إجراء الفحوصات الصحية المنتظمة خاصة عندما تكون هناك أعراض متكررة لآلام البطن والغثيان وحرقة المعدة لفترة زمنية طويلة.
