واجه الكثير من الأشخاص بعد نجاح عملية فقدان الوزن حدوث حالة من الانتكاس ومعاودة زيادة الوزن مرة أخرى في حالة من الصدمة المصحوبة بالإندهاش من مخاطر الرجوع إلى نقطة الصفر وزيادة معدلات الوزن مرة أخرى بشكل غير مرغوب فيه. لذا، فقد كان من الواجب علينا أن نقوم بالتعرف على أهم أسباب فشل الكثير من الناس في الحفاظ على نتائج إنقاص الوزن وهذا ما سنتعرف عليه من خلال مقالنا التالي.
صعوبة الحفاظ على نتائج إنقاص الوزن
صعوبة الحفاظ على نتائج إنقاص الوزن
بجميع مراحلها، لم تكن عملية فقدان الوزن من الأمور السهلة على الإطلاق، بل والأصعب من ذلك هي عملية الحفاظ على الوزن المفقود هذا لفترة زمنية طويلة حيث قد واجه الكثير من الناس بعد فقدان الوزن بنجاح زيادة الوزن مرة أخرى.
بمزيد من التوضيح، فقد أظهرت الدراسات المعنية بهذا الأمر أن غالبية الأشخاص الذين يقومون بفقدان معدلات وزن كبيرة يميلون إلى استعادة بعض أو كل الوزن الذي فقدوه في غضون بضع سنوات حيث غالبا ما تؤدي تدخلات السمنة إلى فقدان الوزن بسرعة في المراحل المبكرة وبعد ذلك يميل الوزن إلى الاستقرار واستعادة معدلاته تدريجيا.
أسباب فشل الكثير في الحفاظ على نتائج انقاص الوزن
ترجع صعوبة الحفاظ على ما تم فقدانه من وزن إلى حدوث حالة من التفاعل بين 3 عوامل آلا وهما علم الأحياء وعلم النفس وبيئتنا المعيشية. بمزيد من التوضيح، سنتعرف فيما يلي على هذه العوامل:
أولا: العوامل البيولوجية
العوامل البيولوجية
– آليات الدفاع عن النفس في الجسم: بوجه عام، تميل أجسامنا إلى الحفاظ على مستوى معين من الوزن، وفي حال فقدان الوزن والتخلص من معدلاته الزائدة، فسوف يكون رد الفعل هنا عن طريق زيادة مشاعر الجوع والتقليل من أحاسيس الشبع لمحاولة إعادة الوزن إلى مستواه الأصلي.
– صعوبة التلاؤم: عند خفض السعرات الحرارية داخل الجسم، فسوف تتباطأ عملية التمثيل الغذائي في الجسم لتوفير الطاقة، مما يجعل هذا من الصعب علينا إنقاص الوزن أكثر بل والأصعب من ذلك أن الجسم قد يقوم باكتساب الوزن الزائد مرة أخرى.
– التغيرات الهرمونية: تؤدي عملية فقدان الوزن إلى محاولة ضبط مستويات الهرمونات وخاصة هرموني اللبتين (إشارة إلى الشبع) والجريلين (تحفيز الجوع).
على وجه التحديد، سوف يقوم الجسم بالتقليل من اللبتين ويزيد من إفراز الجريلين، مما يجعل الناس يميلون إلى تناول المزيد من الطعام، مما يؤدي إلى تناول السعرات الحرارية الزائدة.
– العوامل الوراثية: يمكن أن تلعب الوراثة دورا مهما في تسهيل زيادة الوزن أو دعم عملية إنقاص الوزن.
ثانيا: العوامل النفسية
العوامل النفسية
بعد تحقيق الوزن المطلوب، فغالبا ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من فقدان الوزن عقلية ذاتية حيث يتوقفون عن ممارسةعادات الأكل الصحية ويعملون على أداء الأنشطة البدنية والرياضية، ولكن في حال عودتهم إلى روتينهم القديم، وتناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية وأداء النشاط البدني بصورة أقل، فسوف يقومون بإكتساف الوزن المفقود بشكل سريع.
من أهم العوامل النفسية التي تؤدي إلى إكتساب الوزن المفقود مرة أخرى، يمكننا أن نقوم بذكر الآتي:
– الأكل العاطفي: كثير من الناس لديهم عادات الأكل وتناول الطعام عند التعامل مع مشاعر التوتر أو الحزن أو الاكتئاب أو بعض الأوضاع النفسية الأخرى، مما يعيق هذا الأمر من الجهود المبذولة المعنية بالحفاظ على معدلات الوزن، ومن ثم اكتساب الزائد منه.
– التوقعات الغير واقعية: في بعض الأوقات، يقوم الأفراد بتوقع معدلات محددة لإنقاص الوزن حيث تحديد وزن غير مناسب على الإطلاق وفي حال عدم الوصول إليه، فسوف يصبح هذا السبب رئيسيا للإحباط والاستسلام خاصة في مرحلة منتصف الطريق.
– قلة الدافع: تطلب آلية الحفاظ على تغييرات أنماط الحياة على المدى الطويل المزيد من عادات التشجيع والتحفيز لمن يرغبوا في الحفاظ على أوزانهم المفقودة في معدلاتها الصحية، وهو أمر ليس سهلا حقا لأنه يتطلب المزيد من المعاونة من المحيطين
– الإجهاد وقلة النوم: في أغلب الأوقات، وعند التعرض لمشاعر الإجهاد المفرط، فسوف يقوم الجسم بإفراز هرمون التوتر (الكورتيزول) الذي يجعل الجسم يعمل على تخزين المزيد من الدهون، مما يترتب على ذلك تعطيل الهرمونات التي تنظم الشهية والتمثيل الغذائي، ومن ثم صعوبة التحكم في الوزن المكتسب.
ثالثا: العوامل البيئية وأنماط الحياة
العوامل البيئية وأنماط الحياة
– بسبب تطبيق نظام غذائي شديد القسوة: قد يصعب على البعض تحقيق روتين الاستمرارية في اتباع الأنظمة الغذائية الصارمة على المدى الطويل، وهذا بسبب نقصان بعض العناصر الغذائية التي تؤدي إلى ظهور الكثير من مشاعر الارهاق والتعب.
من هنا، فقد يلجأ الكثير من الناس إلى تعويض هذا النقصان ومن ثم العمل على تناول الطعام بشكل مريح مرة أخرى، وغالبا ما يؤدي هذا الأمر إلى استهلاك كميات كبيرة من السعرات الحرارية في فترة زمنية قصيرة وحدوث زيادة في الوزن بشكل سريع.
– ممارسة أنماط الحياة المستقرة: يساهم العمل المكتبي وانخفاض النشاط البدني في صعوبة التخلص من السعرات الحرارية الزائدة داخل الجسم.
– التأثير الاجتماعي والثقافي: غالبا ما تدور التجمعات والعادات الثقافية حول الطعام التقليدي والذي من الوارد أن يكون في مضمونه غير صحي على الإطلاق حيث إحتواءه على الكثير من السعرات الحرارية ومن هنا تحدث أزمة زيادة الوزن المفقود.
– نقص الدعم: يمكن أن يؤدي نقص الدعم من العائلة والأصدقاء وخبراء التغذية إلى صعوبة بقاء الأفراد في حالة من الحماسة والالتزام بخطة إنقاص الوزن.
– صعوبة ممارسة التمارين الرياضية: قد تتسبب بعض العوامل مثل الحياة المزدحمة أو ضيق الوقت أو الطاقة في تخاذل البعض عن ممارسة التمارين والأنشطة الرياضية ومن هنا يتم اكتساب الكثير من الوزن الزائد سواء كان مفقود من قبل أو مكتسب بصورة زائدة عن سابق عهد.