مع طبيعة الأفراد النباتيين الذين يقومون بتناول الأطعمة النباتية الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة والدهون الصحية إلا أنه من الوارد أن يترتب على هذا الأمر حدوث المعاناة من نقصان بعض العناصر الغذائية المهمة والتي يتطلب أن يتم تعويضها عن طريق تناول المكملات الغذائية. من هنا، فقد قررنا أن نتعرف اليوم على أفضل أنواع المكملات الغذائية التي يحتاج إليها النباتيون للتغلب على أزمة نقصان بعض العناصر الغذائية داخل الجسم.
ما هي أفضل أنواع المكملات الغذائية للأشخاص النباتيين؟
بمزيد من التوضيح، سنقوم فيما يلي بالعمل على ذكر بعض العناصر الغذائية (الفيتامينات والمعادن) التي غالبا ما تكون ناقصة عند النباتيين والتي تتمثل في الآتي:
1) فيتامين ب 12
مكملات فيتامين ب 12
يعد فيتامين ب 12 من أفضل أنواع الفيتامينات الهامة لتكوين خلايا الدم الحمراء والحفاظ على ظائف المخ وتخليق الحمض النووي، فالجدير بالذكر أن هذا الفيتامين يتواجد بشكل رئيسي في المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والبيض والحليب والأسماك، مما يعني هذا أن النباتيين معرضون لخطر النقص الحاد في هذه المغذيات.
عندما يحدث نقص في فيتامين ب 12، فمن الممكن أن يترتب على هذا الأمر الشعور بالتعب المزمن، وتقلب المزاج، وضباب الدماغ، والتعرض لبعض مشاكل في الذاكرة، وفي الحالات الشديدة قد يصل الأمر إلى تلف الأعصاب الذي لا رجعة فيه.
تأكيدا على هذا، وطبقا للعديد من الدراسات فقد تم إثبات أن ما يصل إلى 86٪ من النباتيين يعانون من نقص في فيتامين ب 12 وبناء على هذا فيوصى المختصون بأهمية تناول مكملات هذا الفيتامين بمقدار 2.4 ميكروغرام يوميا للبالغين كمعدل متوسط، على الرغم من أن بعض الخبراء يوصون بأهمية تناول المزيد بسبب امكانية التعرض لأزمة سوء الامتصاص.
2) فيتامين د
فيتامين د
يلعب فيتامين د دورا مهما في عملية امتصاص الكالسيوم وقوة العظام والحفاظ على الوظيفة المناعية وتنظيم الحالة المزاجية حيث يمكن أن يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى الشعور بآلام العظام ونزلات البرد المتكررة والمزاج المكتئب أو التعرض للاكتئاب الموسمي وزيادة مخاطر الإصابة بهشاشة العظام.
طبقا لبعض الأبحاث، فقد تم اثبات أن نقص فيتامين (د) هذا يؤثر على نسبة كبيرة من الأفراد في جميع أنحاء العالم ، وأن النباتيين معرضون لهذا الخطر بشكل خاص وبصورة كبيرة وهذا بسبب مصادر الغذاء المحدودة.من هنا، ينصح الخبراء بأهمية تناول من 1000 – 2000 وحدة دولية من فيتامين د3 يوميا على أن يتم هذا الأمر تحت إشراف طبي.
3) أحماض أوميغا 3 الدهنية
أحماض أوميغا 3 الدهنية
تعد أحماض أوميغا 3 من أهم الفيتامينات الضرورية للحفاظ على صحة القلب ونمو الدماغ والاستجابة المضادة للالتهابات والتوازن الهرموني، فمن الهام معرفة أنه على المدى الطويل قد تم ربط انخفاض تناول أوميغا 3 بضعف الوظيفة الإدراكية والاكتئاب والمشاكل المرتبطة بالالتهابات.
يجب العلم أن هذه الأحماض وفيرة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة وما إلى ذلك، بالإضافة إلى بذور الكتان وبذور الشيا والجوز أما فيما يتعلق بالأشخاص النباتيين فيمكن أن يتم تكملة هذا الفيتامين عن طريق المكملات الموصوفة من قبل المختصين.
4) الحديد
الحديد
تحتوي الأطعمة النباتية على عنصر الحديد، لكنه من نوعية الحديد غير الهيم، والذي يقوم الجسم بالعمل على امتصاصه بشكل أقل كفاءة بكثير من حديد الهيم الموجود في اللحوم.
من الهام معرفة، أن عنصر الحديد من هذه النوعية ضروري عند الرغبة في إنتاج الهيموجلوبين، وهو عبارة عن بروتين يقوم بنقل الأكسجين في الدم، وفي حال انخفاضه فسوف يترتب على هذا حدوث الاصابة بفقر الدم، ومن ثم الشكوى من التعب والضعف والارتباك.
إلى جانب هذا، وفيما يخص النساء والمراهقات النباتيات فمن الوارد تعرضهن لمخاطر نقص الحديد بمقدار الضعف مقارنة بغير النباتيين.
من هنا، وعند الرغبة في تعزيز امتصاص الحديد، فيمكننا تحقيق هذا الأمر عن طريق الجمع بين الأطعمة الغنية بالحديد (مثل العدس والسبانخ) مع فيتامين C (مثل الفلفل الحلو والبرتقال) وفي حال استمرار فقدان هذا العنصر فيمكن اللجوء إلى تناول مكملات الحديد بجرعة 18-27 مجم يوميا.
5) اليود
اليود
غالبا ما تحدث أزمة نقصان عنصر اليود دون أن يتم الشعور بهذا الأمر، ولكن هذا الوضع قد يكون مقلق في تبعياته وهذا لأن هذا العنصر هو المفتاح الرئيسي لوظيفة الغدة الدرقية وهذا لكي تعمل بشكل جيد، بالإضافة إلى دوره في تنظيم عملية التمثيل الغذائي، والحفاظ على مستويات الطاقة، وضبط التوازن الهرموني.
تعد منتجات الحليب والمأكولات البحرية من أهم المصادر الرئيسية لليود في أنظمتنا الغذائية. إلى جانب الملح المعالج باليود والذي يسهل الحصول عليه واستخدامه خاصة مع النباتين الذين يعانون من نقصان هذا العنصر الغذائي داخل أجسامهم.
يجب الآخذ في عين الإعتبار، أنه من الممكن أن يسبب نقص عنصر اليود في خلق الكثير من مشاعر التعب، وزيادة معدلات الوزن، والشكوى من الارتباك حتى قد يصل الأمر إلى تضخم الغدة الدرقية.
من هنا ينصح المختصون، بأهمية استخدام الملح المعالج باليود عند تجهيز الطعام في المنزل أما في حال القلق من نقصان هذا العنصر الغذائي فيمكن العمل على تناول 150 مكغ من اليود الملحق ويفضل أن يكون من عشب البحر أو يوديد البوتاسيوم.
بالرغم من ذلك، فينبغي عدم المبالغة في تناول الكثير من عنصر اليود الذي يمكن أن يتسبب في إلحاق الكثير من الأضرار بالغدة الدرقية.