عند حدوث الإصابة ببعض أمراض المثانة يقوم دائما الطبيب بتقديم روتين علاجي لكي نستطيع التغلب على هذه الأمراض بشكل صحي وآمن خالي من الشعور بالآلام والتوجع، ومن هنا يأتي نمط أعادة تأهيل المثانة العلاجي من أهم الأنماط العلاجية المستخدمة للتعامل مع هذا الأمر لأتمام الشفاء في أفضل صورة، ولكن هل جميعنا يعلم ماذا نعني بأعادة تأهيل المثانة وما هي خطواته؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم بمزيد من التفصيل.
متى يجب اللجوء إلى إجراء إعادة تأهيل المثانة؟
يعد إعادة تأهيل المثانة شكل هام من أشكال علاج مشاكل المثانه الصحية مثل سلس البول. فالجدير بالذكر أن الغرض من هذه الطريقة العلاجية هذه هو زيادة كمية السوائل التي يمكن أن تحملها المثانة، وتقليل الحاجة إلى تفريغها وبالتالي تقليل وتيرة التبول وخلق الراحة للمريض، فيجب العلم أيضا أن هذا النمط العلاجي لدية القدرة الفعالة على التقليل من الشعور بالإلحاح للتبول.
تتضمن بعض الظروف التي يجب أن يتم فيها تنفيذ هذه الطريقة العلاجية ما يلي:
- فرط نشاط المثانة.
- سلس البول وفقدان السيطرة على المسالك البولية.
- التبول المفاجئ بشكل لا يمكن تأخيره حيث يظهر ذلك من خلال الزيارات المتكررة إلى المرحاض أكثر من المعتاد
- التبول الليلي حيث الاستيقاظ أكثر من مرة أو مرتين للتبول في الليل.
فعند المعاناه من الحالات المذكورة أعلاه، يجب على الفور القيام بزيارة الطبيب للفحص وتلقى التشخيص المناسب، ومن ثم بداية الطرق العلاجية مع العمل نحو تأهيل المثانة.
كيف تتم عملية إعادة تأهيل المثانة؟
تتم عملية إعادة التأهيل عن طريق القيام ببعض التعديل في أنماط الحياة اليومية والسلوكية والعلاجية وهذا لتحسين حالة المثانة حيث يتم ذلك عن طريق ما يلي:
أولا: الذهاب إلى المرحاض في أوقات محددة
يجب الذهاب إلى المرحاض بانتظام من خلال الإلتزام بأوقات محددة يقوم الطبيب بإعطائها، خاصة في الصباح وبعد الاستيقاظ مباشرة. فالجدير بالذكر أن طريقة تأهيل المثانة هذه تتطلب اتباع جدول زمني ثابت للتبول للعمل على إفراغ المثانة في الوقت المحدد سواء وجدت رغبة في التبول أم لا.
يتم السير على نهج الجدول هذا في خلال فترات النهار فقط أما بالنسبة لفترات الليل فيجب الذهاب إلى المرحاض عند الإستيقاظ من النوم.
ثانيا: قمع الشعور والرغبة في التبول
في حالة الرغبة في التبول قبل الوقت المخصص، وهذا وفقا للجدول الزمني المحدد، فيجب العمل على تجربة تقنية ضبط النفس، مثل العمل على تشتيت الإنتباه عن طريق العد التنازلي من1 إلى 100 أو التركيز على إرخاء جميع العضلات والجلوس والتنفس بعمق حتى يتوقف الشعور بالتبول.
بعد مرور أحساس الشعور بالتبول يجب الإستمرار في الإلتزام بجدول زمني للذهاب إلى المرحاض من خلال الأوقات المحددة التي قد تم وضعها من قبل.
أثناء القيام بعملية إعادة تأهيل المثانة، يجب على زيادة الوقت تدريجيا بين كل مرة يتم فيها التبول حيث قد يستغرق هذا الأمر من 15 إلى 30 دقيقة في البداية، ثم يمتد تدريجيا حتى يستمر من 3 إلى 4 ساعات دون الحاجة إلى الذهاب إلى المرحاض بعد ذلك.
ثالثا: الاسترخاء بعد القيام بعملية التبول
بعد القيام بعملية التبول مباشرة يجب العمل على الإنحناء إلى الأمام والتأرجح برفق ذهابا وإيابا مع الحفاظ على استرخاء عضلات قاع الحوض. فالجدير بالذكر أنه عند القيام بذلك سوف تتم مساعدة المثانة في عملية التفريغ بشكل أفضل.
رابعا: تناول ما يكفي من السوائل
يجب العمل دائما على محاولة الإلتزام بتناول مقدار 1.5 – 2 لتر من السوائل يوميا للجسم حيث يتم هذا ما بين المياه والمشروبات الطبيعية الخالية من المواد الحافظة، ومن الهام أيضا الإلتزام بضرورة الحد من استهلاك المشروبات الغازية والكافيين.
خامسا: ممارسة تمارين كيجل
تعد ممارسة تمارين كيجل لعضلات قاع الحوض من الأجزاء الهامة التي لا غنى عنها في عملية تأهيل وتحسين المثانة. فإذا كنا نشعر بالضيق عند القيام بالتبول قبل الوقت المحدد في الجدول المعتد به، فيجب العلم أن تمارين إعادة تأهيل المثانة هذه يمكن أن تكون مفيدة جدا أيضا. لذا يجب العمل على استشارة الطبيب حول هذه التمارين وكيف يتم القيام بها بشكل صحي وسليم.
يتم العمل على إجراء تمارين كيجل لإعادة تأهيل المثانة على النحو التالي:
- يجب العمل على تحديد عضلات قاع الحوض الصحيحة عن طريق تخيل أنك تتبول في منتصف الطريق ثم تتراجع. فيجب معرفة أن العضلات التي تساعد على القيام بذلك هي عضلات قاع الحوض.
- الحفاظ على استرخاء منطقة البطن والأرداف ومحاولة الضغط على هذه العضلات مع الاستمرار لمدة 5 ثوان إلى جانب التنفس ثم الاسترخاء.
- يجب العمل على تكرار هذه الحركة 10 مرات متتالية، والقيام بأدائها من خلال 3 مجموعات على مدار اليوم.
سادسا: ممارسة العلاج الطبيعي
يعد هذا النوع العلاجي التأهيلي من اهم أشكال علاج مشاكل المثانة المتخصصة الذي يقوم بضبط عضلات قاع الحوض وعادات المثانة، مع تحسين الإلحاح وتقليل وتيرة التبول وسلس البول. بالإضافة لذلك فقد يكون العلاج الطبيعي للحوض مفيدا أيضا للأشخاص الذين يعانون من آلام الحوض والإمساك وصعوبة إفراغ المثانة لذلك يجب القيام بمراجعة الطبيب وإستشارته نحو الرغبة في إتمام ذلك النمط العلاجي بشكل صحي ومثالي.
سابعا: الأدوية
قد يقوم الطبيب المعالج بوصف بعض أنواع من الأدوية المضادة للكولين، وهذا لكي يتم إستخدامها أثناء إعادة تأهيل المثانة حيث يمكن أن تساعد هذه الأدوية في تخفيف تقلصات المثانة التي تسبب الرغبة الدائمة في التبول، أو تقليل تكرار التبول، أو تحسين سلس المثانة، أو زيادة تخزين المثانة، أو إفراغ المثانة.
يجب العلم أنه بخصوص النساء اللائي يعانين من سلس البول يمكن القيام بوصف هرمون الاستروجين المهبلي الموضعي للحد من تفاقم هذه المشكلة الصحية.
ثامنا: تحفيز العصب عن طريق الجلد
إذا لم تكن هذه التدابير السابق ذكرها فعالة لإعادة تأهيل المثانة، فقد نقوم هنا باللجوء إلى تحفيز العصب عن طريق الجلد حيث يعد هذا الأمر مفيدا.
يتم إجراء هذا التدخل الطبي عن طريق قيام الطبيب بإستخدام قطبا كهربائيا صغيرا متصلا مؤقتا بكاحل المريض ومتصلا أيضا بمحفز حيث يقوم هذا الجهاز بإرسال نبضات عبر عصب الساق لنقلها إلى الأعصاب مما ينتج عن هذا عملية تحفيزية للمثانة يتم من خلالها إبطاء الإشارات العصبية من وإلى المثانة مما يقلل من هذا الأمر من سلس البول.
تاسعا: الجراحة
أثناء القيام بعلاج بعض الحالات الشديدة التي تعاني من مشاكل المثانة، قد يقوم الطبيب باللجوء إلى إجراء حقن البوتوكس لإرخاء عضلات المثانة، أو جراحة زرع الجهاز العصبي في الأرداف، أو جراحة تعليق الشريط باستخدام طرق TVT و TOT.
في النهاية يجب العلم أن عملية إعادة تأهيل المثانة قد تستغرق فترة زمنية من 6 إلى 12 أسبوعا أو حتى فترة أطول حيث أنه في بداية الأمر سوف يجد المريض صعوبة بالغة بالتحكم في شعور ضبط التبول، ولكن من الهام عدم إثباط العزيمة، والإتزام بالجدول الزمني الموصوف وأعادة تدريب المثانة باستمرار وهذا لكي تتم ملاحظة التغيرات الإيجابية والعلاجية مع مرور الوقت.