سواء كان ما نعانيه صداعا أو آلاما مزمنة بسبب التهاب المفاصل أو العديد والكثير من الأوجاع البدنية، فيجب العلم أنه عند اللجوء إلى مسكنات الألم فسوف يساعدنا هذا الأمر على التخلص من هذه المشاعر السلبية المزعجة، فعلى الرغم من أن هذه النوعية الدوائية تعمل على توفير تسكين مؤقت للألم، إلا أن هذا الدواء ينطوي أيضا على العديد من المخاطر المحتملة ويحتاج إلى استخدامه بشكل مناسب وصحيح. لذا، قررنا أن نقوم اليوم بالتعرف على أنواع مسكنات الألم وأهم المعايير التي يجب أن تتم مراعاتها بشكل رئيسي عند القيام باختيارها.
الآلية المثالية لعمل المسكنات
الآلية المثالية لعمل المسكنات
عادة ما تتضمن آلية عمل المسكنات بشكل سليم هذ حدوث حالة من التداخل مع مسار إشارات الألم، فعلى سبيل المثال، تعمل الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) على تقليل الالتهابات والكثير من مشاعر الألم عن طريق تثبيط إنزيم الأكسدة الحلقية (COX).
أما فيما يتعلق بمسكنات المواد الأفيونية فهي ترتبط بمستقبلات هذه المواد في الجهاز العصبي المركزي وتعمل على تنشيط نظام المسكنات الذاتية لتخفيف الآلام.
بوجه عام، يجب معرفة أن مقياس تصنيف الألم العددي (PRS) هو عبارة عن أداة لتقييم الألم تستخدم على نطاق واسع في الممارسة السريرية ويمكنها تقييم مستوى ألم المريض بدقة أكبر. إلى جانب هذا، فتنقسم معايير التسجيل بشكل أساسي من 0 إلى 10 نقاط على أن يكون المقياس 0 نقطة غير مؤلمة أما 1-3 نقاط يتمثل في الألم الخفيف ، و4-6 نقاط ألم معتدل ولكنه يتطلب تدخلا و 7-10 نقاط ألم شديد يتطلب تدخلا طارئا وفوريا.
يجب العلم أن طريقة التسجيل هذه هي أداة بسيطة وفعالة وقابلة للتطبيق عالميا لتقييم الألم، فالجدير بالذكر أنها لا تساعد الطاقم الطبي على تقييم مستوى ألم المريض بدقة فقط، بل تعمل أيضا على توفير قيمة مرجعية مهمة في علاج المريض وإدارته الذاتية.
تصنيف مسكنات الألم
أولا: مسكنات الألم الخفيفة والمتوسطة
مسكنات الألم الخفيفة والمتوسطة
تتمثل هذه النوعية من المسكنات في الباراسيتامول حيث أنه يعد دواء هام يستخدم على نطاق واسع لتخفيف الآلام الخفيفة إلى المتوسطة ويلجأ الكثير إلى تناوله بدون وصفة طبية وغالبا ما يستخدم لبعض الآلام مثل الصداع وآلام العضلات وما إلى ذلك. الجرعة المعتادة من هذا الدواء تبلغ 500 مجم إلى 1 جرام كل 4-6 ساعات، بحد أقصى 4 جرام /يوميا.
أما فيما يتعلق بالأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين، فهي أيضا فئة شائعة من الأدوية المستخدمة لتخفيف الألم الخفيف والمتوسط والألم الالتهابي وآلام العظام غير المصحوبة بحالات طوارئ أو وضعيات صحية خطيرة.
بالرغم من ذلك، فيجب الآخذ في عين الإعتبار أنه من الممكن أن يسبب الباراسيتامول تلفا خطيرا في الكبد خاصة إذا تم تناوله بجرعات زائدة أما بالنسبة للأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، فمن الواجب تناولها مع الطعام أو بعد الوجبات حيث يحتاج المرضى هنا إلى ضرورة قراءة تعليمات الاستخدام بعناية قبل الاستخدام لفهم المعلومات حول الدواء لاستخدامه بشكل صحيح خاصة إذا كان هذا الأمر يتم بشكل ذاتي.
تعالج هذه النوعية من المسكنات الألم المعتدل أي الألم بدرجة NRS من 4 إلى 6 نقاط مثل آلام العضلات والعظام، وتقلصات الدورة الشهرية، وآلام الأسنان، والآلام بعد إجراءات الأسنان، وما إلى ذلك.
إلى جانب هذا، فمن الممكن أن تساعد الأدوية التي تجمع بين الباراسيتامول والكودين أيضا في تخفيف الألم بشكل فعال ولكن مع حالات الألم ذات الأنماط المعتدلة.
ثانيا: مسكنات الألم الشديدة (المواد الأفيونية القوية)
مسكنات الألم الشديدة (المواد الأفيونية القوية)
تتمثل الأدوية النموذجية لمسكنات الألم الشديدة في الفنتانيل والسوفنتانيل والمورفين، فالجدير بالذكر أن جميع هذه الأنواع مناسبة للألم الشديد (درجة NRS 6 أو أعلى) حيث العمل على تخفيف الآلام بعد الجراحة، وآلام السرطان وعلاج الكثير من الآلام الشديدة والمزمنة.
على الرغم من أن هذه النوعية الدوائية فعالة جدا في إدارة الألم، إلا أنها من الممكن أن تسبب العديد من ردود الفعل السلبية والآثار الجانبية الخطيرة خاصة إذا تم استخدامها بشكل غير صحيح أو بجرعات زائدة.
على سبيل الوضيح أكثر، يمكن أن يؤثر مسكن الفنتانيل على الجهاز التنفسي مما يسبب ضيق التنفس أو العضدية أو توقف التنفس، ومن ثم يترتب على هذا الآثر الجانبي الخطير زيادة مخاطر التعرض للسكتات القلبية خاصة إذا لم يتم التعامل معه بشكل فوري.
لذلك، يتطلب استخدام هذه الأنواع إشرافا دقيقا من قبل الطبيب والالتزام الصارم بالجرعات وتعليمات الاستخدام لتقليل مخاطر الآثار الجانبية الخطيرة التي يظهر تأثيرها السلبي واضحا على الصحة بشكل ملحوظ.
الخلاصة، يجب عند استخدام مسكنات الألم ضرورة مراعاة إيجابيات وسلبيات الأدوية المتناولة حيث يمكن أن يؤدي الاستخدام طويل الأمد أو المفرط إلى الاعتماد وزيادة مخاطر بعض المشاكل الصحية، بالإضافة إلى أهمية معرفة سبب الألم بدلا من الاعتماد فقط على مسكنات.
الجدير بالذكر، أن مسكنات الألم هذه تعتبر آمنة بشكل عام عند استخدامها باعتدال لتخفيف الآلام البسيطة، ولكن بالرغم من ذلك يجب استشارة الطبيب والبعد عن ممارسة روتين الإعتماد الذاتي هنا.