غالبا ما يفترض الكثير من الأشخاص أن حدوث الإصابة بداء السكري هو ناتج عن زيادة الوزن أو التعرض للسمنة أو وجود تاريخ عائلي للمرض. ولكن قد أظهرت العديد من الدراسات أن نمط حياة الفرد وما يقوم به من عادات خاطئة من الممكن أن تكون عامل خطر محتمل لحدوث الإصابة بمرض السكري. لذا قررنا اليوم أن نقوم بتسليط الضوء على أهم العادات الخاطئة والغير صحية والتي تزيد من خطر الإصابة بداء السكري وهذا لكي نقوم بالعمل على تجنبها والوقاية منها قدر الإمكان
ما هي أهم العادات الخاطئة التي تؤدي لحدوث الإصابة بمرض السكري؟
أولا: تخطي وجبة الإفطار
يعد أمر تخطي وجبة الإفطار أحد الأنماط الحياتية لكثير من الأفراد حيث أنهم قد إعتادو على هذا الوضع ويقومون بالتعامل معه بشكل طبيعي، ولكن يجب العلم أنه في حالة عدم تناول وجبة الإفطار فإنه تحدث حالة من تعطل عمل هرمون الأنسولين في الجسم.
الجدير بالذكر أن هذا التعطل يمكن أن يتسبب في حدوث تذبذب بمستويات السكر في الدم وبشكل متقطع حيث يمكن أن تسبب النتيجة حدوث انخفاضا في وظيفة خلايا بيتا في البنكرياس، مما يزيد هذا من خطر الإصابة بمرض السكري.
يجب ملاحظة أنه عند القيام بتخطي وجبة الإفطار فإن هذا الأمر يجعلنا في حالة بدنية سيئة حيث نصبح أكثر ميلا إلى الانغماس في المزيد من الأطعمة الغنية بالسكر للتغلب على آلام الجوع التي قد تظهر نتيجة القيام بإتباع هذا السلوك الصحي الغير سليم.
على صعيد الأبحاث العلمية فقد أثبتت العديد من الدراسات أنه عند القيام بتخطي وجبة الإفطار لفترة زمنية تتراوح من 4 إلى 5 أيام في الأسبوع فإن هذا الأمر يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 55%. فطبقا لتصريحات بعض الخبراء فإن سلوك تخطي العشاء أفضل بكثير من تخطي وجبة الإفطار الذي يحمل وراءه العديد من المشاكل الصحية والمتاعب.
ثانيا: عدم شرب الكمية الكافية من الماء
من الضروري علينا جميعا أن نقوم بالتعود على تناول يوميا ما يكفينا من الماء والذي يجب ألا يقل عن 2 لتر حيث أن هذا الأمر له الكثير والعديد من الفوائد. فالجدير بالذكر أن واحد من أهم هذه الفوائد هو الحد من خطر ارتفاع نسبة السكر في الدم. فإذا كنا نقوم بشرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميا، فسوف يعمل هذا الأمر على التقليل من خطر الإصابة بارتفاع السكر في الدم بنسبة 21٪.
يعد الماء عنصر مهم جدا لوظائف الكبد والكلى وهذا للعمل على طرد السموم. فيجب العلم أنه إذا لم يتم تزويد الجسم بما يكفي من الماء، فلن تتمكن الأعضاء من العمل بشكل طبيعي، ومن ثم قد ينتج على ذلك إرتفاع مستويات السكر في الدم.
يعتقد بعض الخبراء أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ويفتقرون إلى الطاقة هم أقل عرضة للرطوبة مما ينتج على ذلك زيادة خطر الإصابة بمرض السكري. والأسوأ من ذلك، إذا كان نفس هؤلاء الأشخاص يحبون تناول المشروبات السكرية، فهنا سوف يحصل الجسم على سعرات حرارية بدون قيمة غذائية حيث أنها لا تقوم بفعل أي شيء سوى رفع مستويات الجلوكوز في الدم.
إقرأ أيضا: مقدمات السكري.. أسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها
ثالثا: قلة الحركة والجلوس لساعات طويلة
الكثير من الناس يعتقدون أن ممارسة التمارين الرياضية مرة واحدة في اليوم لوقت قليل من الأمور الكافية. لكن الحقيقة هي أنه في حالة ممارسة الرياضة لمدة 20 دقيقة فقط في الصباح ثم الإعتياد على قضاء معظم اليوم في حالة جلوس سواء كان هذا لممارسة الأعمال المكتبية أو إلتصاقا بالأجهزة الذكية، فسوف يكون هذا الأمر سيئا جدا وبصورة كبيرة على الصحة.
لذا يجب العمل على التحرك خلال فترات النهار لتجنب التعرض لخطر الإصابة بمرض السكري. فمن الناحية المثالية يجب العمل على ممارسة الرياضة بالإضافة إلى التنقل اليومي وهذا لتحسين إدارة نسبة السكر في الدم.
فإذا لم يكن الفرد نشيطا لكي يستطيع القيام بذلك، فيجب العمل على تحريك الجسم كل 30 دقيقة من الجلوس، والابتعاد عن الجلوس على المكتب لفترات طويلة، والتجول لبضع دقائق قبل العودة إلى العمل. بأي شكل من الأشكال، يجب التأكد من إتباع جميع سبل النشاط البدني وهذا لتقليل العدد الإجمالي للساعات التي نقوم بقضائها في الجلوس كثيرا للوقاية من مرض السكري.
رابعا: التعرض للأجهزة الإلكترونية قبل النوم والسهر
من أهم مسببات حدوث الإصابة بمرض السكري هو البقاء في حالة إستيقاظ حتي أوقات متأخرة من الليل، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يمكن أن يؤدي أيضا إلى حدوث الإصابة بمرض السكري.
أثبتت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يعملون في وقت متأخر من الليل هم أكثر عرضة للوقوع في عادات غير صحية، مثل تناول وجبة متأخرة أو خفيفة في منتصف الليل، إلى جانب القيام بتدخين السجائر للبقاء في حالة إستيقاظ وغالبا ما يكونون كسالى عند القيام بمحاولة ممارسة التمارين الرياضية.
يجب العلم أيضا أن أمر البقاء في حالة إستيقاظ حتى أوقات متأخرة في الليل من الأمور التي قد ينتج عنها اللجوء إلى التعرض للضوء الاصطناعي الصادر من أجهزة الكمبيوتر وأجهزة التلفزيون والأجهزة الذكية مثل أجهزة الـ iPad أو الهواتف حيث يحذر العديد من الأطباء من أن التعرض العالي للضوء الاصطناعي هذا يمكن أن يؤثر على عادات النوم الصحية ويزعج إيقاع الساعة البيولوجية في الجسم ويؤدي إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات السكر في الدم.
يمكن أن يساهم البقاء مستيقظا لوقت متأخر عن المعتاد أيضا في حدوث الإصابة بعادات النوم السيئة، مما يؤدي ذلك إلى الحرمان من النوم أو المعاناة من قلته. فيجب العلم أنه عندما نكون في حالة حرمان من النوم يحدث تعطل في التمثيل الغذائي بالجسم، مما يؤثر هذا أيضا على مدى كفاءة إنتاج الجسم للأنسولين واستخدامه، ويزيد في النهاية من خطر الإصابة بمرض السكري.