في أغلب الأوقات من الممكن أن تؤدي متلازمة توقف التنفس أثناء النوم خاصة إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها في الوقت المناسب إلى حدوث الكثير من المضاعفات الصحية الخطيرة مثل احتشاء عضلة القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب والسكتة الدماغية وما إلى ذلك. الجدير بالذكر أن هناك بعض الفئات التي قد تتعرض بنسبة كبيرة إلى أزمة توقف التنفس أثناء النوم وفيما يلي سنقوم بالتعرف عليهم بشكل موضح.
أهم الفئات المعرضة لمخاطر الإصابة بتوقف التنفس أثناء النوم
أهم الفئات المعرضة لمخاطر الإصابة بتوقف التنفس أثناء النوم
بوجه عام، من الممكن أن تحدث أزمة توقف التنفس أثناء النوم في أي مرحلة عمرية، ولكنه أكثرها شيوعا يكون في منتصف العمر حيث يكون عدد الذكور أكثر من الإناث.
على سبيل التوضيح ، فالأشخاص المعرضون لمخاطر الإصابة بانقطاع النفس النومي هم:
- الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة حيث يعدون أكثر عرضة 3 مرات للتوقف عن التنفس عند النوم.
- الأشخاص الذين يعانون من تشوهات في بنية الجهاز التنفسي العلوي مثل (تضخم اللوزتين – VA – الفك الصغير- الفك الخلفي – اللسان الكبير جدا – انسداد الأنف).
- مدمنو المشروبات الكحولية والمهدئات والمواد المسببة للإدمان.
- التاريخ العائلي حيث معاناة أحد أفراد الأسرة من انقطاع النفس النومي.
- الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات المرضية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وقصور الغدة الدرقية وفشل القلب وأمراض الأوعية الدموية الدماغية.
كيفية التعرف على شخص مصاب بانقطاع النفس النومي
كيفية التعرف على شخص مصاب بانقطاع النفس النومي
عادة، وعند النوم الخلود في النوم العميق، فتحدث حالة من استرخاء عضلات الجسم بالكامل، بما في ذلك الأنسجة الرخوة في اللسان والحلق، ولكن لا يصل الأمر لدرجة ملء الشعب الهوائية، فمن الهام معرفة أنه إذا كان الفرد يعاني من متلازمة انقطاع النفس الانسدادي النومي، فسوف ينهار مجرى الهواء عدة مرات أثناء الليل، وستحرم الرئتان من الأكسجين، وسيشعر المريض بالاختناق.
في ذلك الوقت، سيكتشف الدماغ الأمر ويرسل إشارة لفتح مجرى الهواء حيث يتجلى ذلك في الشخير الصاخب، بالإضافة إلى أنه قد يستيقظ المريض عدة مرات أثناء الليل للتنفس مرة أخرى، فالجدير بالذكر أن حالة الاستيقاظ هذه عادة ما تكون قصيرة جدا ولا يدرك المريض ذلك.
لذلك، فلا يزال بإمكان الأشخاص المصابين بانقطاع النفس النومي الحصول على وقت نوم طبيعي، ولكن نوعية النوم هنا تكون مزعجة جدا مع حدوث المعاناة من إنقطاع النوم نتيجة الإستيقاظ. بالإضافة إلى ذلك، فغالبا ما يحرم الجسم من الأكسجين أثناء النوم.
علامات منبهة دالة على المعاناة من انقطاع النفس النومي
علامات منبهة دالة على المعاناة من انقطاع النفس النومي
1) التعب والإجهاد طوال اليوم
غالبا ما يشكو الأشخاص المصابون بانقطاع النفس النومي من التعب والإرهاق، ويجدون صعوبة في التركيز نحو العمل، ويعانون من ضعف في الذاكرة، وأحيانا يتغيرون في المزاج، ويكونون سريعي الانفعال بسهولة.
أما فيما يخص الأطفال، فغالبا ما يمارسون مهامهم الدراسية بشكل سيئ، أو يشكو معلميهم من قلة تركيزهم أو تقصيرهم الدراسي.
2) النعاس المفرط أثناء فترات النهار
تعد هذه العلامة هي واحدة من العلامات المميزة لمتلازمة توقف التنفس أثناء النوم وهذا بسبب سوء جودة فترات النوم التي تم الحصول عليها ليلا.
يجب العلم أن من أهم عواقب النعاس أثناء فترات النهار هي حدوث حالة من انخفاض جودة العمل، وسهولة التسبب في حوادث المرور، والحوادث المهنية، وما إلى ذلك.
3) الشخير
بصورة شاملة، فغالبا ما يقوم الأشخاص الأصحاء بالشخير من حين لآخر، ولكن ليس بشكل متكرر، ولكن وعلى الجانب الآخر الذي يتعلق بمرضى توقف التنفس أثناء النوم، فيكون أمر الشخير هذا دائم حيث يبدو صوت الشخير صاخب للغاية، ويشعر المريض بالاختناق، وأحيانا يذهل عند الاستيقاظ ، وسيلاحظ الأشخاص الذين ينامون معا أنه في بعض الأحيان يتوقف المريض عن التنفس من خلال عدم تموج الصدر والبطن معا.
4) صداع عند الاستيقاظ
يعاني مرضى توقف الانفس النومي من حدوث الإصابة بالصداع المتكرر حيث من الوارد أن ينتج هذا الأمر عن التغير في مستويات الأكسجين بالدماغ أثناء الليل.
من هنا يمكننا القول بأن متلازمة توقف التنفس أثناء النوم خطيرة للغاية، وهذا بسبب إمكانية تعرض أصحابها لمخاطر الإصابة بحالات مرضية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، وعدم القدرة في السيطرة على ضغط الدم إن وجد حتى بعد الجمع بين العديد من الأدوية، وحدوث الخلل في سكر الدم الذي لا يمكن السيطرة عليه، وتفاقم الربو، والشكوى من مرض الانسداد الرئوي المزمن، وضعف القدرة الجنسية ، واحتشاء عضلة القلب، وعدم انتظام ضربات القلب والسكتات الدماغية.
لذلك، فإن متلازمة توقف التنفس أثناء النوم هي شكل من أشكال علم الأمراض الذي يحتاج إلى تشخيص وعلاج جدي للتغلب عليه وتجنب حدوث الكثير من مضاعفاته الخطيرة.
التعامل الأمثل مع متلازمة توقف التنفس أثناء النوم
التعامل الأمثل مع متلازمة توقف التنفس أثناء النوم
يعتمد علاج توقف التنفس أثناء النوم على مبدأ إبقاء مجرى الهواء مفتوحا أثناء النوم، فالجدير بالذكر أنه يمكننا تحقيق هذا الأمر عن طريق إتباع بعض الطرق والتي قد تتمثل في ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP)، والتنفس بالضغط الإيجابي (BPAP)، والتهوية المساعدة (ASV)، والأكسجين الإضافي ، والأدوية.
في بعض حالات الانسداد يحدث هذا الأمر بسبب هياكل الفك أو الأنف أو الحلق، وهنا قد يتم وصف عملية جراحية لإزالة العوائق وتوسيع الشعب الهوائية.
بوجه عام، يمكننا أن نقوم بذكر بعض النصائح للمرضى المصابين بانقطاع النفس النومي والتي تتمثل فيما يلي:
- الحفاظ على الوزن الصحي عن طريق تناول الطعام السليم وممارسة الرياضة بانتظام.
- إتباع أنظمة فقدان الوزن خاصة عند المعاناة من زيادة الوزن والسمنة.
- تجنب التدخين وشرب المشروبات الكحولية واستخدام المهدئات، بما في ذلك الحبوب المنومة.
- زيارة الطبيب على الفور خاصة عند ظهور بعض الأعراض المرضية مثل الشخير بصوت عال، ونوبات توقف التنفس أثناء النوم، والاستيقاظ المفاجئ المصحوب بضيق في التنفس، فالجدير بالذكر أنه من الممكن أن يؤدي العلاج في الوقت المناسب إلى تجنب مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة أخرى ويساعد في تحسين حياتنا بشكل رئيسي.