صحة جلد الأطفال هي واحدة من أهم أولويات الرعاية الصحية التي تشغل بال معظم الأمهات حيث أنه في بعض الأوقات من الوارد تعرض الطفل لبعض الأمراض الجلدية التي غالبا ما تظهر عندهم في الأيام الحارة والرطبة أو أثناء تغير الفصول، وهذا لأن الجهاز المناعي في هذه المرحلة العمرية يعد غير ناضج حتى يستطيع مقاومة آثار البيئة من حوله. لذلك، فأنتِ تحتاجي عزيزتي الأم التعرف أكثر على الأمراض الجلدية الشائع حدوثها عند الأطفال وهذا من أجل الوقاية وتلقي طرق العلاج الفورية لمنع تطور الأمر بشكل سلبي.
ما هي أهم 9 أمراض جلدية وارد أن يتعرض الأطفال للإصابة بها؟
-
جدري الماء
جدري الماء من الأمراض الجلدية الناتجة عن عدوى يسببها فيروس الحماق النطاقي. فالجدير بالذكر أن أعراض هذا المرض تظهر في صورة الطفح الجلدي والبثور والحكة الناجمة عن هذا المرض بعد فترة زمنية تتراوح من 10 إلى 21 يوما من وقت التعرض للفيروس وعادة ما تستمر من 5 إلى 10 أيام.
يجب العلم ان جدري الماء من المعتاد أن يكون عدوى شائعة عند الأطفال الصغار، ولكنه اليوم أقل شيوعا بفضل برامج التطعيم التي يوصى بضرورة حصول الطفل عليها.
-
القوباء
مرض القوباء هو عبارة عن عدوى جلدية شائعة سهلة الحدوث تسببها بعض أنواع البكتيريا مثل المكورات العنقودية الذهبية، أو العقدية المقيحة التي تصيب الطبقات الخارجية من الجلد المتمثلة في البشرة حيث منطقة الوجه والذراعين والساقين.
تزدهر بكتيريا القوباء في الظروف الحارة والرطبة ويمكن أن تظهر في أي مرحلة عمرية، ولكنها عادة ما تصيب الأطفال بشكل رئيسي خاصة أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 2 و 5 سنوات.
-
الطفح الحراري
يعد الطفح الحراري من الامراض الجلدية التي غالبا ما تصيب الاطفال وبالأخص خلال فترات الطقس الحار وإرتفاع نسبة الرطوبة فالجدير بالذكر ان هذا المرض يحدث بسبب التعرض لإنسداد المسام والعرق الذي لا يمكن خروجه من الجسم بالإضافة إلى الإحتكاكات الشديدة على سطح الجلد.
غالبا ما يعاني الأطفال الصغار من طفح جلدي حراري في الرقبة، ولكن من الممكن أن يتطور أيضا في مناطق طيات الجلد مثل الإبطين والمرفقين والفخذين. لذا فيوصى دائما بضرورة إرتداء الأطفال الملابس القطنية الباردة وبالأخص في أوقات الطقس الحار.
-
إلتهابات اليد والقدم والفم
تظهر مشكلة الإصابة بإلتهابات اليد والقدم والفم نتيجة التعرض لفيروس كوكساكي حيث تعد هذه أحد أنواع العدوى الشائعة عند الأطفال الصغار وخاصة خلال فصل الصيف وأوائل الخريف. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة تبدأ عادة بالحمى، ثم تتطور إلى طفح جلدي لا يصاحبه حكة في الجسم، بما في ذلك اليدين والقدمين.
يجب العلم أن هذه النوعية من المرض من الممكن ان تتسبب في حدوث تقرحات مؤلمة بالفم مما يؤثر هذا الأمر بشكل مباشر على قدرة الطفل تجاه تناول الطعام إلى جانب إنتشاره بسهولة عن طريق الاتصال المباشر والسعال والعطس، ومن الممكن أن يختفي من تلقاء نفسه في غضون أسبوع من وقت حدوثه.
-
الثآليل
تعد الثآليل من الأمراض الجلدية الشائعة عند الأطفال التي يتسبب في حدوث الإصابة بها فيروس الورم الحليمي البشري. فيجب العلم أنها تظهر عندما يدخل هذا الفيروس الجلد من خلال الخدوش والجروح الخارجية حيث يقوم بالعمل على تشكل كتلا حميدة صغيرة ذات سطح خشن.
يحدث هذا المرض عادة عند الأطفال والمراهقين بسبب أجهزة المناعة الضعيفة، بالإضافة إلى إعتياد بعض الأطفال السير حفاة القدمين على الأسطح الرطبة مثل الحمامات وبيئات المعيشة غير النظيفة. بالإضافة إلى القيام بإستخدام بعض الأدوات الشخصية مع المرضى المصابين بهذه المشكلة الصحية.
تعد معظم حالات الإصابة بالثآليل حميدة ويمكن أن تختفي من تلقاء نفسها مع مرور الوقت. ولكن يجب علينا ايضا أن نقوم بدور فعال في الوقاية منها عن طريق الحفاظ على نظافة المنزل وتجنب استخدام العناصر الشخصية لأكثر من فرد وإذا لزم الأمر يجب العمل على تعقيمها بصورة جيدة.
-
التهاب الجلد التأتبي
التهاب الجلد التأتبي من الأمراض الجلدية التي تصيب الأطفال بنسبة كبيرة وتتسبب في تعرض جسم الطفل للطفح الجلدي والحكة. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية قد تطول فترتها الزمنية، ولها نوبات دورية منتظمة وقد تكون مصحوبة بالربو أو الحمى.
في وقتنا هذا لا يوجد علاج محدد لالتهاب الجلد التأتبي. ومع ذلك، يمكن لتدابير الرعاية الذاتية أن تعمل على التخفيف من الحكة وتمنع احتدام مشاكل التهاب الجلد التأتبي الأخرى. فعلى سبيل المثال ينصح دائما بالقيام بترطيب البشرة بانتظام، وتطبيق الكريمات أو المراهم على النحو الموصوف به من جانب أطباء أمراض الجلدية المتخصصين.
غالبا ما ترجع اسباب الإصابة بهذا المرض الجلدي إلى ضعف حماية الجلد الذي يتسبب في تلف العوامل البيئية للجلد. لذلك نحتاج دائما إلى الحفاظ على نظافة البيئة المعيشية بمنتجات التنظيف الطبيعية ، خاصة عندما يكون لدى المنزل أطفال صغار.
-
الشرى الناتج عن المهيجات
تحدث الإصابة بالمرض الجلدي الشرى عند الأطفال نتيجة التعرض لردود الفعل التحسسية، حيث تظهر هذه المشكلة على شكل حكة صغيرة أو نتوءات حمراء، والتي يمكن أن تكون مؤلمة بصورة ملحوظة. فالجدير بالذكر أن من أهم أسباب حدوث هذا المرض الجلدي هو التعرض لمسببات الحساسية المتواجدة في الطعام أو بعض انواع الأدوية.
على الرغم من أن مرض الشرى أو خلايا النحل ليس من الأمراض الجلدية الخطيرة، ولكن في حالة مصاحبته بمشاكل في التنفس مثل السعال والصفير، فقد يكون هذا الأمر علامة على رد فعل تحسسي خطير. لذا فيجب في هذه الحالة، اصطحاب الطفل لرؤية الطبيب والحصول على المشورة الطبية الصحيحة بشأن تناول الأدوية المضادة للحساسية.
-
الطفح الجلدي المُعدي أو “المرض الخامس”
يحدث الطفح الجلدي المعدي بسبب الإصابة بـ فيروس البارفو B19 حيث يعد هذا الأمر شائع جدا لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 5 إلى 15 عاما وعادة ما يتم مروره مرور الكرام من تلقاء نفسه دون علاج.
عادة ما يبدأ الطفح الجلدي المعدي بأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا حيث يظهر على هيئة طفح أحمر على الخدين وينتشر ببطء في جميع أنحاء الجسم وتستمر أعراض عادة فترة زمنية من أسبوع إلى 3 أسابيع.
-
التهاب الجلد التماسي
يعد التهاب الجلد التماسي من أهم الأمراض الجلدية التي تصيب الأطفال حيث يسبب هذا المرض إصابة الطفل بالطفح الجلدي ذو اللون الأحمر والمثير للحكة الناتج عن التلامس المباشر مع المواد الكيميائية أو رد فعل تحسسي. في العموم يعد الطفح الجلدي الناتج عن هذا المرض ليس معديا أو مهددا للحياة، ولكنه يسبب الكثير من مشاعر عدم الراحة عند الاطفال.
تشمل المنتجات التي يمكن أن تسبب التهاب الجلد التماسي الصابون ومستحضرات التجميل ومنتجات التنظيف والنباتات وما إلى ذلك. لذلك عند الرغبة في إتخاذ علاج فعال لالتهاب الجلد التماسي، فسوف نحتاج أولا إلى تحديد سبب التفاعل، ومن ثم العمل على إتباع طرق العلاج المناسبة لكل حالة.
من الضروري معرفة أنه في حالة التمكن من تجنب المواد التي تسبب حدوث التهاب الجلد، فسوف تختفي الأعراض المرضية عادة في غضون فترة زمنية من 2-4 أسابيع إلى جانب ضرورة العمل على تجربة تهدئة البشرة باستخدام الكمادات الباردة والكريمات المضادة للحكة.
بالنسبة للأطفال، فمن الممكن أن يسبب الجهاز المناعي غير الناضج حدوث الكثير من الاعراض السلبية المرضية، وهذا بسبب التعرض للمنتجات الكيميائية الضارة. لذلك، يجب عليكِ عزيزتي الأم أن تقومي بمساعدة طفلك على بناء نظام مناعي طبيعي عن طريق تنظيف المكان والملابس وأماكن المعيشة الخاصة به.
في النهاية نأمل أن نكون قد قدمنا المزيد من المعلومات الهامة عن أهم الأمراض الجلدية التي وارد تعرض الطفل لها في مراحل عمره الأولى وهذا لكي نستطيع بقدر الإمكان التغلب عليها والتقليل من اخطارها لحماية صحة الطفل.