تعتبر الدهون الثلاثية من العناصر الأساسية في جسم الإنسان، حيث تعمل على تزويد الجسم بالطاقة اللازمة لأداء الوظائف الحيوية. ومع ذلك، إذا ارتفعت مستويات هذه الدهون في الدم فوق المعدلات الطبيعية، فإنها يمكن أن تؤدي إلى حدوث مشاكل صحية كثيرة. في العموم هيا نتعرف على مشكلة إرتفاع الدهون الثلاثية في الدم بمزيد من التفصيل وكيف نستطيع التغلب عليها قدر الإمكان؟
ما هي الدهون الثلاثية المتواجدة في الدم؟
تعد الدهون الثلاثية التي تعرف أيضا بالليبيدات واحدة من أهم الدهون العيارية (fatty acids) التي تنتج في الكبد والأمعاء الدقيقة وتخزن في الأنسجة الدهنية. فيجب العلم أنها تتكون من جزيئتين من الأحماض الدهنية مرتبطة بجزيء الجليسرول، وهي تمثل الطريقة الأساسية التي يتم بها تخزين الطاقة في داخل الجسم.
من الهام معرفة أنه عندما يتناول الإنسان الطاقة اللاإحيائية (السعرات الحرارية) الزائدة عن احتياجاته، فتتحول هذه السعرات إلى دهون ثلاثية وتخزن في الخلايا الدهنية كمخزون للطاقة التي يمكن استخدامها في وقت لاحق عند الحاجة.
ما هي مستويات الدهون الثلاثية الطبيعية في الدم؟
تقاس مستويات الدهون الثلاثية في الدم عن طريق إستخدام وحدة التريغليسيريد، وفحص دم يسمى “فحص المليتاني” الذي يقيس كمية الدهون الثلاثية الموجودة في البلازما.
أما عن المعدل الطبيعي لمستويات الدهون الثلاثية في الدم لدى البالغين فيجب أن يكون 150 ملغ / ديسيلتر (1.7 ملمول / لتر) أو أقل من ذلك، ولكن في حالة القيمة التي تتجاوز 500 ملغ / ديسيلتر (5.7 ملمول / لتر) فهنا يعتبر المستوى عالي جدا وضار على الجسم بنسبة كبيرة.
ما هي أهم أسباب إرتفاع الدهون الثلاثية في الدم؟
ترتبط ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم بعوامل عديدة، ومن أبرز الأسباب المحتملة لهذا الارتفاع:
– العوامل الوراثية
يمكن أن تكون هناك تأثيرات وراثية تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم عن ذويهم من الأفراد الآخرين.
– العادات الغذائية
يعتبر أمر تناول الأطعمة الزائدة عن الحاجة الغذائية، والغنية بالسعرات الحرارية، والسكريات، والدهون المشبعة، والدهون المتحولة، واحدة من أهم الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى حدوث إرتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم.
فيجب العلم أن تناول الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية، والحلويات بكميات كبيرة يمكن أن يعزز من ارتفاع مستويات الدهون الثلاثي بصورة مرضية في الجسم.
– إرتفاع نسبة الوزن الزائد
عند حدوث الإصابة بالبدانة فإنها تعزز من ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم. إذ تساهم الدهون المتراكمة في الأنسجة الدهنية في زيادة إنتاج الدهون الثلاثية وصعوبة تخليص الجسم منها حتي يتحول الأمر إلى حالة مرضية.
– نقص الحركة الجسدية
يعتبر قلة النشاط البدني والحياة الساكنة الخالية من الأنشطة الحركية من أهم الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى غرتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم حيث تعمل الحركة الجسدية على تعزيز النشاط الأيضي وتحسين التوازن الهرموني وضبط عملية التمثيل الغذائي، مما يقلل هذا من احتمال تراكم الدهون الثلاثية في الدم قدر الإمكان.
– الأمراض المزمنة
عند حدوث المعاناه من بعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في وظائف الغدة الدرقية، فمن الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى زيادة احتمالية ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم.
– تناول بعض أنواع الأدوية
يمكن أن تزيد بعض أنواع من الأدوية مثل الكورتيكوستيرويد، والمثبطات البيتا، والإستروجين، والبروجيسترون، من مستويات الدهون الثلاثية المتواجدة في الدم.
ما هي طرق علاج إرتفاع الدهون الثلاثية في الدم؟
لعلاج ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم، يتعين على المريض أن يقوم بإتباع خطة علاجية شاملة تتضمن التغييرات في نمط الحياة وتناول العلاج الدوائي إن لزم الأمر. وفيما يلي سنقوم بذكر بعض الطرق الفعالة التي تساعد في علاج ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم:
-
التغييرات في الأنماط الغذائية
في بداية الأمر ينبغي أن يتم تحسين نمط الحياة الغذائي وهذا للحصول على توازن صحي بين السعرات الحرارية المتناولة والمستهلكة. فالجدير بالذكر أنه يتم تحقيق ذلك عن طريق الحد من استهلاك الدهون المشبعة والكولسترول الغذائي وزيادة استهلاك الألياف الغذائية والأطعمة المعتدلة في الدهون الجيدة مثل الأسماك وزيت الزيتون.
-
ممارسة الرياضة بشكل منتظم
يجب العمل دائما على ممارسة النشاط البدني بانتظام، على الأقل 30 دقيقة في اليوم وهذا لمدة5 أيام في الأسبوع. فيجب معرفة أن الرياضة تساعد في خفض مستويات الدهون الثلاثية في الدم وتعزيز من صحة القلب والأوعية الدموية.
-
الحفاظ على الوزن الصحي
يجب أن نحافظ دائما على الوزن الخاص بنا في صورته الصحية، والقضاء على الوزن الزائد حيث يؤدي فقدان الوزن إلى تحسين مستويات الدهون في الدم وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بارتفاع الدهون الثلاثية.
-
البعد عن التدخين نهائيا
يجب أن يتوقف مريض إرتفاع الدهون الثلاثية عن التدخين تماما، وهذا لأن هذه العادة السيئة تعزز من ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم وزيادة خطر الأمراض القلبية.
-
الإلتزام بتناول الأدوية الموصوفة
قد يحتاج بعض المرضى إلى تناول أدوية موصوفة من قبل الطبيب المعالج والمتابع للحالة الصحية وهذا لتنظيم مستويات الدهون الثلاثية، خاصة في الحالات الشديدة التي يترتب عليها الكثير من المضاعفات الخطيرة.
على الرغم من أن هذه الخطوات قد تساعد في تحسين مستويات الدهون الثلاثية في الدم، إلا أنه من الضروري أن نلتزم بتلك الخطوات على المدى الطويل لتجنب أي مشاكل صحية محتمل حدوثها في المستقبل. إلى جانب العمل على مراجعة الطبيب بشكل منتظم للتأكد من عدم حدوث تغيرات في مستويات الدهون الثلاثية في الدم وما يترتب عليه بعد ذلك من تبعيات سلبية.