أثناء الحمل، يحدث لجسم المرأة العديد من التغيرات مما يؤدي هذا إلى تعرضها لمواجهة اضطرابات تخثر الدم. فالجدير بالذكر أنه عادة ما تقع متلازمة اضطرابات تخثر الدم في آخر 3 أشهر من الحمل، ولكن هل تعد هذه المتلازمة خطرة على النساء الحوامل أثناء الحمل؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم من خلال سطور مقالنا التالية.
ما هي أسباب حدوث اضطرابات تخثر الدم أثناء الحمل؟
يعد السبب الرئيسي في حدوث تخثر الدم هو تعرض المرأة الحامل للكثير من التغيرات الجسمانية والهرمونية مما يؤدي هذا إلى جعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة، فيجب العلم أن هذه الحالة في شكلها الإيجابي هي ضمانة ضد فقدان الدم المفرط أثناء عملية المخاض والولادة.
وعلى الجانب الآخر فمن الوارد ظهور جلطات الدم في الأوردة العميقة للساقين مثل الفخذين، ومنطقة الحوض بسبب الإصابة بهذه المتلازمة بما يعرف بتجلط الأوردة العميقة (DVT) الذي يمكن أن يعمل على تقييد تدفق الدم عبر الأوردة، مما يسبب هذا الكثير من التورم والألم في المواقع الوريدية.
ما هي علامات الإصابة بإضطرابات تخثر الدم خلال فترة الحمل؟
تتضمن علامات وأعراض اضطراب تخثر الدم أثناء الحمل ما يلي:
- تورم الأوردة.
- ألم أو وجع في موقع الوريد بدون حدوث أي إصابة له.
- الجلد دافئ الملمس، أو متغير إلى اللون الأحمر.
في بعض الحالات، يمكن أن تنفصل جلطات الدم وتنتقل إلى الرئتين حيث تسمى هذه حالة الانسداد الرئوي (PE) التي تتضمن بعض العلامات والأعراض التالية:
- ضيق في التنفس.
- تفاقم آلام الصدر بسبب التنفس العميق أو السعال.
- السعال الدموي.
- ضربات القلب بشكل أسرع من المعتاد أو غير المنتظمة.
يجب الإنتباه.. فإذا واجهت النساء الحوامل هذه العلامات فمن الضروري عليهن طلب العناية الطبية على الفور حيث سيقوم الأطباء بالفحص ووصف العلاج المناسب خلال هذه الفترة.
من هن النساء الحوامل المعرضات لخطر الإصابة بإضطرابات تخثر الدم؟
يجب العلم أن أي امرأة حامل معرضة لخطر الإصابة بهذا النوع من الإضطرابات حيث أنها قد تعاني من وصول كمية قليلة جدا من الدم إلى الأطراف وبالأخص الأرجل. فالجدير بالذكر أن الأوعية الدموية حول الحوض مضغوطة بصورة كبيرة، وهذا لأن الجنين ينمو كل يوم ويزداد حجمه.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تزيد أيضا من خطر الإصابة بإضطرابات تخثر الدم أثناء الحمل ، بما في ذلك:
- التاريخ العائلي أو الشخصي لاضطرابات تخثر الدم.
- الولادة القيصرية.
- قلة الحركة والخمول لفترة طويلة.
- سكري الحمل.
- السمنة وزيادة الوزن بصورة كبيرة.
- أمراض القلب والأوعية الدموية أو الرئة.
هل حدوث الإصابة بإضطرابات تخثر الدم أثناء الحمل يعد أمر خطيرة؟
تعاني النساء الحوامل في بعض الأوقات من اضطرابات تخثر الدم التي في حالة عدم تلقي العلاج المناسب لها في الوقت الصحيح فيمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى مضاعفات صحية خطيرة. فالجدير بالذكر أنه من الوارد حدوث أنفصال في جلطات الدم وإنتقالها إلى الرئتين حيث يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى الوفاة إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب.
بالإضافة إلى ذلك، فمن المرجح أن تؤدي اضطرابات تخثر الدم أثناء الحمل إلى حدوث مضاعفات خطيرة للحوامل والأجنة ، بما في ذلك:
- إنتقال الجلطة الدموية إلى المشيمة مما يسبب هذا منع وصول الدم لحصول الطفل على تغذيته في شكلها السليم..
- يمكن أن يؤدي حدوث التعرض للنوبة القلبية إلى الإصابة بتلف القلب والأوعية الدموية أو الوفاة.
- حدوث تطور للجنين بشكل سيئ في الرحم.
- الإجهاض قبل الأسبوع الـ 20 من الحمل.
- حدوث قصور في المشيمة بسبب تلقي الطفل كمية أقل من الطعام والأكسجين.
- الإصابة بمقدمات الارتعاج بعد الأسبوع الـ 20 أو بعد فترة وجيزة من الحمل.
- الولادة المبكرة قبل الـ 37 أسبوعا من الحمل.
- يتسبب هذا الأمر في حدوث السكتة الدماغية، وبالتالي التعرض لأضرارا طويلة الأمد للجسم أو حتى الموت.
- حدوث تجلط الدم عندما تتشكل جلطة دموية في وعاء دموي وتمنع تدفق الدم.
- تجلط الأوردة الدماغية (CVT) عندما تتكون جلطة دموية في الوريد بداخل الدماغ الذي يمكن أن يؤدي إلى السكتة الدماغية.
- تجلط الأوردة العميقة (DVT) عندما تتشكل جلطة دموية في الوريد العميق بالجسم الذي يحدث عادة في أسفل الساقين أو الفخذين.
- تجلط الدم الوريدي (VTE) عندما تنفصل جلطة دموية وتنتقل مع الدم إلى الأعضاء الحيوية مثل الدماغ أو الرئتين أو القلب، ومن هنا تحدث السكتة الدماغية أو النوبة القلبية.
ما هي طرق العلاج المُثلى للتعامل مع إضطرابات تخثر الدم؟
عندما تعاني النساء الحوامل من اضطرابات تخثر الدم، لن يقوم الطبيب بوصف لهن مضادات التخثر التي يتم تناولها على شكل أقراص. لأن هذه الأدوية تقوم بالعمل مع الحمض في داخل المعدة وتعبر المشيمة، ومن ثم تؤثر سلبا على الجنين في داخل رحم الأم.
يجب العلم انه بالنسبة للنساء الحوامل واللائي ولدن فسوف يقوم الطبيب بوصف العلاج الدوائي على هيئة الحقن ويتمثل في نوعين ألا وهما الهيبارين العادي والهيبارين منخفض الوزن الجزيئي حيث يتم إستخدامهم عن طريق الحقن في طبقة الأنسجة الدهنية تحت الجلد. لذلك، فلا يتم عبورهم المشيمة للجنين، حيث توفر عنصر الأمان خلال هذه الفترة.
ما هي أهمية إجراء اختبار تخثر الدم قبل الحمل؟
في العادة لا تحتاج النساء الحوامل إلى إجراء اختبارات جينية لتخثر الدم قبل حدوث حملها، ولكن إذا كنتِ عزيزتي تنتمي إلى من يحتمل إصابتهن بهذا النوع من الإضطراب فيجب على الفور وتحت إشراف طبي القيام بإجراء هذه الاختبارات قبل الحمل.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أيضا إجراء هذا الإختبار للنساء اللائي تعرضن لثلاث حالات إجهاض أو أكثر حيث من الممكن أن تكون المرأة تعاني آنذاك الوقت من متلازمة الفوسفوليبيد وهي على غير علم بهذا الامر. فالجدير بالذكر أن هذه المتلازمة تزيد من خطر حدوث الإجهاض، وولادة جنين ضعيف النمو والإصابة بتسمم الحمل.
من الهام معرفة أنه من الممكن أن تؤدي الإصابة بإضطرابات تخثر الدم أثناء الحمل إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب وبشكل صحيح، إلى حدوث العديد من المخاطر. لذا فيجب على المرأة الحامل عند التعرف على علامات هذا الإضطرابات التواصل بشكل فوري مع الطبيب المعالج المختص أو التوجه إلى اقرب منشأة طبية للفحص وتلقلى العلاج.