يعد إضطراب الاكتناز من أهم المتلازمات النفسية التي يمكن أن تصيب الأفراد في أي عمر أو جنس، وقد تختلف درجتها من شخص لآخر ولكن في النهاية تأتي الاسباب والنتائج المترتبة على هذا الامر واحدة. لذا من الهام لدينا اليوم أن نتعرف على ما هو إضطراب الإكتناز؟ وكيف يتم التعامل معه بشكل سليم للوصول إلى مرحلة علاجية مرضية لمن يعانون منه؟
ما هو إضطراب الإكتناز؟
يعتبر اضطراب الاكتناز أحد أنواع الأمراض النفسية المزمنة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمشاكل النفسية للمصاب. فغالبا ما يكون الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتناز بحاجة ماسة لتخزين الأشياء، والعناصر المادية حتى قد يصل الامر إلى الحيوانات الأليفة. فالجدير بالذكر أن هذا الإقتناء يحدث بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وبكميات كبيرة على الرغم من عدم أهمية المقتنيات للاستخدام اليومي.
في نفوس مرضى هذا الإضطراب يصبح من الصعب لديهم للغاية التخلص من هذه العناصر المادية، مما قد يخلق هذا الامر بداخلهم شعورا بالتوتر الشديد وعدم الراحة النفسية مُطلقا. فيجب العلم أنه في بعض الحالات، لا يؤثر اضطراب الوسواس المكتنز على حياة المصاب كثيرا. ولكنه من الممكن أن يسبب بعض الإزعاج للمتعايش بوجه عام.
ما هي الإضطرابات النفسية التي تصاحب الإصابة بإضطراب الإكتناز؟
قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الاكتناز أيضا من بعض الاضطرابات العقلية الأخرى المتمثلة فيما يلي:
- الإكتئاب.
- اضطراب الوسواس القهري (OCD).
- اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
ما هي أسباب الإصابة باضطراب الاكتناز؟
عادة ما يظهر اضطراب الاكتناز في مراحل عمرية مبكرة ما بين الـ 11 و 15 عاما، ولكن على وجه الوضوح فيبدو لدى كبار السن ظاهرا بشكل لا يمكن الشك فيه حيث تتضمن بعض الأسباب الشائعة للإصابة بهذا النوع من الإضطراب ما يلي:
- العوامل الوراثية
- الضغط المفرط والإجهاد الذي يؤثر سلبا على وظائف المخ.
- بعض الأحداث الهامة التي لها تأثير نفسي قوي مثل فقدان الممتلكات، أو فقدان الأحباء.
ما هي أهم أعراض الإصابة بإضطراب الإكتناز؟
تتضمن بعض العلامات المنبهة لحدوث إضطراب الإكتناز ما يلي:
- التسوق أكثر من اللازم، وشراء الكثير من العناصر غير المستخدمة.
- قد يعلم الأشخاص المصابون باضطراب الاكتناز الخفيف أن ما يقومون بفعله من سلوكيات يدل على إصابتهم بهذا النوع من الإضطراب، ولكنهم يجدون صعوبة في التحكم فيما يفعلون. وفي الوقت نفسه قد يعتقد الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب بدرجة كبيرة أن اكتناز كل شيء أمر معقول تماما ولا يوجد ما يدعو للقلق بداخله.
- صعوبة إتخاذ قرار التخلص من أي شيء يتم إمتلاكه بغض النظر عما إذا كان مفيدا أو ذا قيمة.
- ترتيب جميع الأشياء بطريقة غير علمية مما يؤدي هذا إلى جعل مساحة المعيشة فوضوية.
- الميل دائما إلى المماطلة في التعامل مع بعض الامور.
- غالبا ما يظهر على أصحاب هذا الإضطراب صعوبة في التخطيط والتنظيم وإدارة الأمور.
ما هي أضرار الإصابة بإضطراب الاكتناز؟
من أهم السمات التي تميز مصابي اضطراب الاكتناز عن غيرهم هي أنهم يحتاجون دائما إلى تجميع عدد كبير من العناصر، والمعدات، والحيوانات الأليفة حتى لو كانت مساحة المعيشة لا تسمح بذلك الأمر. مما يؤدي ذلك إلى جعل كل شيء عرضة للفوضى والازدحام. ومن ثم يحدث الكثير من العواقب الخطيرة التي تتمثل في:
- الظروف المعيشية الأقل أمانا مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث الحرائق والإنفجارات.
- ضيق المساحات المستخدمة بشكل كبير مما يتسبب هذا الامر في الفوضى الملحوظة.
- زيادة خطر النزاعات العائلية.
- الشعور بالوحدة وعدم الأمان.
- يمكن أن تسبب اضطرابات الاكتناز مزاجا سلبيا وتدني احترام الذات وضعف القدرة في المجالات الاجتماعية والتواصلية.
- تتأثر مساحة المعيشة بمشاكل النظافة مما يؤثر هذا الأمر بسهولة على الصحة العامة.
- إنخفاض أداء الحياة العملية والدراسية.
ما هي أهم طرق علاج إضطراب الاكتناز؟
في بداية الأمر قد يكون علاج اضطراب الاكتناز أمرا صعبا لأن هناك الكثير من الحالات المرضية التي تجهل إصابتها بهذا النوع من الإضطراب. ولكن عند الرغبة في مساعدة الأشخاص الذين يعانون منه، فيجب العمل على مساعدتهم لكي يتم تغيير تفكيرهم وسلوكهم بشكل جذري إلى جانب الإستعانة ببعض أنواع العلاجات التي يمكنك الرجوع إليها وتتمثل في:
أولا: العلاج السلوكي النفسي
تعد طريقة “السلوكية المعرفية” هي واحدة من طرق العلاج الأكثر شعبية وفعالية في علاج اضطراب الإكتناز، ففي حالة الشك ولو للحظات بحدوث الإصابة بهذا النوع من الإضطراب، فيجب على الفور القيام بالتواصل مع أخصائي الصحة العقلية للحصول على تشخيص وتقييم للمستوى المرضي ومن ثم إتخاذ طريقة العلاج المناسبة.
ثانيا: الاستخدام العلاجي للعقاقير الطبية
على وجه التحديد لم يصل الطب الحديث رسميا إلى دواء قادرا على علاج اضطرابات الاكتناز. فالجدير بالذكر بالذكر أن نسب حدوث هذا الإضطراب تزداد بصورة كبيرة مع الإصابة ببعض الاضطرابات الأخرى مثل اضطرابات القلق والاكتئاب.
بناء على هذا الأمر غالبا ما تستخدم مضادات الاكتئاب مثل SSRIs كعلاج لاضطراب الاكتناز حيث تعمل هذه الأدوية وفقا لآلية دعم توازن السيروتونين في الدماغ، مما يساعد هذا الأمر المرضى على تخفيف أعراض الاكتئاب وتحسين الصحة العقلية، ومن هنا يصبح المريض أكثر يقظة وتنبها وحسم.
ثالثا: العلاج بقوة الإرادة
قد يدرك الأشخاص المصابون باضطراب الاكتناز الخفيف أنهم يواجهون مشاكل في حاجتهم إلى إقتناء الأشياء بشكل مرضي مما يجعلهم هذا الأمر يتعلموا تحديد وإزالة الأفكار المرتبطة باكتناز العناصر بشكل مفرط. يجب العلم أنه في هذه المرحلة، يمكن للمرضى تطبيق الطرق التالية لعلاج اضطراب الاكتناز الخفيف من خلال:
- تعلم مقاومة الرغبة في امتلاك الكثير من العناصر والممتلكات
- التدرب على كيفية فرز وترتيب العناصر والاشياء بدقة.
- تحسين مهارات اتخاذ القرارات الحاسمة والمستقلة والمصيرية.
- المشاركة قدر الإمكان في الأنشطة الاجتماعية، والاتصال مع المزيد من الناس، وتجنب عزل النفس.
- بناء نمط حياة أخضر، والتمتع بنظام معيشة، وراحة معقول وصحي.
- القيام بتنظيف المنزل بشكل منتظم.
في النهاية يجب التعامل مع إضطراب الإكتناز بشكل جاد بعد فهم الكثير من أسبابه وضرورة العمل على تطبيق اقتراحات العلاج المذكورة أعلاه لمنع حدوث عواقب أكثر خطورة وضررا على المصاب ومن حوله.