تعد مشكلات الغدة الدرقية واحدة من ضمن المشكلات الصحية التي يعاني منها العديد من الأشخاص في دلالة إلى وجود نوعا من الخلل في وظيفة الغدة الدرقية الأساسية المتمثلة في تنظيم عملية التمثيل الغذائي, وفيما بين أوجه الخلل والقصور وفرط النشاط سوف تقترن كل حالة صحية ببروز عدد من الأعراض التي تترك تأثيرها على الصحة العامة للشخص ولقياس مستويات الغدة الدرقية يمكن أن ينصح الطبيب بإجراء اختبار هرمون الغدة الدرقية الذي سنتعرف عليه من خلال مقالنا التالي .
ما هي الغدة الدرقية؟
هناك في الجزء الأمامي من الرقبة حيث موقع وجود الدرقية التي تتخذ شكل فراشة والتي ماإم أصابها خلل يمكن أن تتورم وتصبح منتفخة بشكل واضح وهنا يمكننا القول أن الشخص يعاني من مشكلة في الغدة الدرقية وتتولى الغدة النخامية دور المتحكم الرئيسي في الغدة الدرقية التي بدورها تقوم بإنتاج وتصنيع ثلاثة أنواع من الهرمونات الرئيسية
الغدة الدرقية هي غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في الجزء الأمامي من الرقبة. يتم التحكم في الغدة الدرقية عن طريق غدة مهمة تسمى الغدة النخامية، والتي تنتج ثلاثة هرمونات رئيسية وهما :ثلاثي يودوثيرونين (T3)، هرمون الغدة الدرقية (T4) والكالسيتونين.
وبما أن الغدة الدرقية تتولى زمام كثيرا من العمليات الوظيفية الموجودة في الجسم ويشمل ذلك عملية الأيض بالإضافة إلى تطور ونمو الجسم ويرجع ذلك إلى إطلاقها لتلك الهرمونات المنظمة
ولنقدم نبذة بسيطة عن تلك الهرمونات حيث يشير هرمون الغدة الدرقية الذي يعرف بالهرمون المنبه TSH، إلى الهرمون المحوري للغدة النخامية والذي تقوم آلية عمله على نقل الإشارات إلى الغدة الدرقية ففي الحالات التي تستشعر فيها الغدة النخامية وجود انخفاض مستويات من هرمون الغدة الدرقية في الدم، فإنها سوف تتجه فورا إلى تصنيع وإنتاج كميات أكبر من هرمون TSH، وهذا يتصل بقيام الغدة الدرقية بإفراز المزيد من هرمون الغدة الدرقية.
ومن الجانب الآخر المتصل بإستكشاف الغدة النخامية وجود كميات مفرطة من هرمون الغدة الدرقية , فإنها تتجه بشكل طبيعي إلى تقليل إنتاجها من مستويات هرمون TSH، وبالتالي تتولى الغدة الدرقية تخفيض إنتاج هرمون الغدة الدرقية ويمكننا القول أن كلا من الغدة النخامية والدرقية يشتركان ويتحدان معا بما يضمن عملية إنتاج هرمون الغدة الدرقية بكميات مناسبة وتلك العملية تسير وفقا لقواعد منظمة لذلك فمن المؤكد أن أي خلل يصيب تلك المنظومة ويتسبب في تعطيل النظام من شأنه حدوث فرط في إنتاج الغدة الدرقية من الهرمون أو حتى إفرازه لكميات ضئيلة تعبيرا عن القصور وهذا مانشير إليه بحدوث اضطرابات الغدة
ما هو اختبار هرمون الغدة الدرقية؟
يمكن أن يصف الطبيب المعالج لحالتك بعد الإشتباه في معاناتك من اضطرابات الغدة الدرقية وهو نوع من الإختبارات التي تعرف باسم TSH. ويستهدف قياس مستويات الهرمون المنشط والمنبه للغدة الدرقية ولعل السبب الرئيسي القائم وراء إجراء الفحوصات هو تحديد المستويات غير العادية والطبيعية من هرمون الغدة الدرقية . علاوة على ذلك ، فإن للإختبار أيضا دور تقييمي فعال حول الآداء الوظيفي للغدة الدرقية سواء كان نشاطها خاملا أو مفرطا
الحالات التي تحتاج إلى إجراء اختبار هرمون الغدة الدرقية
عند البحث عن أكثر الحالات الصحية عرضة لهذا الإختبار الضروري سوف يتبادر إلى أذهاننا سؤال متي نحتاج إلى اختبار هرمون الغدة الدرقية؟ حيث يجد الطبيب أن هناك حاجة ضرورية للخضوع لهذا الإختبار في حالة ملاحظة أيا من الأعراض الدالة على اضطراب الغدة الدرقية ، وتشمل :
- وجود علامات تحذيرية تعد بمثابة مؤشرات لفرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية
- تضخم واضح على الغدة الدرقية بشكل ملحوظ وهذا يظهر وجود مشكلة غير طبيعية
- بروز تكتلات صغيرة الحجم أو ماتعرف بعقيدات الغدة الدرقية مما يجعلها أكثر تصلبا أو تحتوي بداخلها على كيس مملوء بالسوائل
- علاوة على ذلك يمكن أن ينصح الطبيب مرضى الغدة الدرقية بضرورة إجراء الإختبار ضمن الخطة العلاجية لمشكلات الغدة
هل يمثل اختبار الغدة الدرقية أي خطورة ؟
سوف يتبنى الطبيب إجراءات محددة كخطوات لإجراء الإختبار حيث يتجه أولا إلى سحب عينة دم من المريض ويصنف من ضمن الإجراءات الشائعة والآمنة في آن واحد والتي يخضع لها معظم الأشخاص ويمكن أن يشعر المريض ببعض الألم في موقع سحب العينة بالإضافة إلى توقعات بشأن النزيف والكدمات الزرقاء ولكن ذلك يعد أمرا نادر الحدوث ولكن في بعض الأحيان يمكن مواجهة بعض الأعراض :
- فقدان الوعي والتعرض للإغماء في بعض الأحيان
- مضاعفات فقدان كثيرا من الدماء
- الشعور بالتشتت
- الإلتهابات الجلدية
- الالتهاب الوريدي
طريقة تنفيذ إجراء الإختبار
لاتوجد إجراءات تحضيرية بعينها يجب أن تتم أثناء إجراء اختبار الهرمون المحفز للغدة الدرقية ولكن قد يكون هناك أهمية أن يركز المريض على إخبار الطبيب بشأن مايقوموا بتناوله فعليا من أدوية علاجية لحالات صحية لديهم حيث أن بعض أنواع الأدوية قد تترك تأثيرها على دقة نتائج الإختبار وتشمل قائمة الأدوية الشائعة مايلي :
- أميودارون
- الدوبامين
- الليثيوم
- بريدنيزون
- يود البوتاسيوم
انتبهي جيدا قبل استعدادك لإجراء الإختبار بالإمتناع عن تلك الأنواع من الأدوية ولكن إذا وافق الطبيب وأوصى بالإستمرار في تناوله فلامانع من ذلك مادام بناءا على مشورة طبية .
سواء تولى الطبيب أو الممرضة أو أخصائي المعمل القيام بعملية سحب الدم من المريض وإخضاعها للفحص في المختبر ومن أكثر المواقع التي يقوم الأطباء في العادة بسحب الدم منها هي ماتتمثل في الوريد الموجود في المرفق الداخلي للمريض . ويتشابه هذا الإجراء مع الحصول على عينة دموية بشكل منتظم
بعد التنفيذ
إن الأمر لن يطول نهائيا بل أن الإجراء بأكمله وبكافة خطواته لن يستغرق سوى دقائق ثم تكون الخطوة التالية عي ماتنطوي على إرسال العينة لتحليلها في المختبر ثم يتجه الطبيب إلى تقديم شرح مفصل للمريض حول ماتسفر عنه النتائج
نتائج الاختبار
علام تدل نتائج اختبار هرمون الغدة الدرقية؟
من الجدير بالذكر أن تعلمي أنه لكي يكون الهرمون المحفز للغدة الدرقية في مستويات آمنة فإن مؤشراته الطبيعية تصل إلى مايتراوح بين 0.4 – 4.0 ميكرو وحدة / لتر. وفي حالة القيام بعلاج المريض من مشكلات الغدة الدرقية ، فإن المؤشر الطبيعي هو 0.5 – 3.0 ملي وحدة دولية / لتر.
اقرأ أبضا تحليل مستويات التروبونين ..اختبار فعال للكشف عن الأزمات القلبية
ارتفاع مؤشر هرمون الغدة الدرقية
يحدث هذا الإرتفاع الكبير في مؤشرات هرمون الغدة الدرقية كنتيجة مترتبة على عدم إنتاج الغدة الدرقية كفايتها من الهرمونات ، الأمر الذي يؤدي إلى إنتاج الغدة النخامية معدلات كبيرة من الهرمونات المحفزة للغدة الدرقية. إذا أظهرت نتائج الاختبار قراءة أعلى من النطاق الطبيعي، فقد يكون ذلك علامة على:
- عند البحث في العوامل المسببة الرئيسية لمعاناة الأشخاص من قصور الغدة الدرقية سنجد أن السبب الأكثر شيوعا هو ماينطوي على الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو.
- الأشخاص المصابون بالفعل من قصور الغدة الدرقية أو الذين خضعوا لإجراء جراحي لإستئصال الغدة الدرقية يمكن أن يصف لهم الطبيب أقل كمية ممكنة من الأدوية العلاجية التي تشكل بدائل لهرمون الغدة الدرقية ومن المحتمل أن يكونوا في حاجى لإجراء تعديل على الجرعات وبالمثل سوف يحدث هذا بالنسبة لفئات الأشخاص الذين لديهم حالة فرط نشاط الغدة الدرقية وفي الوقت نفسه يحرصون على تناول العديد من أنواع الأدوية المثبطة للغدة الدرقية.
- إصابة الغدة النخامية ببعض المشكلات والإضطرابات، مثل وجود ورم ينتج مستويات غير منضبطة من هرمون TSH.
- لديك اضطراب وراثي نادر و/أو فشل استجابة الغدة النخامية بشكل طبيعي لهرمونات الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الهرمون المحفز للغدة النخامية على الرغم من وظيفة الغدة الدرقية الطبيعية عند الفحص البدني.
انخفاض مؤشر هرمون الغدة الدرقية
عندما تنتج الغدة الدرقية كمية كبيرة من الهرمون، تفرز الغدة النخامية كمية أقل من الهرمون المحفز للغدة الدرقية. فالقراءة الأقل من المعدل الطبيعي قد تكون علامة على:
- فرط نشاط الغدة الدرقية والذي يعد مرض جريفز (باسيدو) هو السبب الأكثر شيوعًا له
- الأشخاص الذين يعالجون من قصور الغدة الدرقية أو الذين تمت إزالة الغدة الدرقية لديهم يستخدمون أدوية هرمون الغدة الدرقية بشكل مفرط
- يؤدي تلف الغدة النخامية إلى منعها من إنتاج كميات كافية من الهرمون المحفز للغدة الدرقية
- يمكن علاج الأشخاص المصابين بسرطان الغدة الدرقية بأدوية من شأنها المنع النهائي لهرمونات الغدة الدرقية، لذلك قد تكون مستويات الهرمون المحفز للغدة الدرقية منخفضة.