تعد متلازمة القولون العصبي من أهم أمراض هذا العصر، والتي يتعرض لأزمة الإصابة بها أغلب الفئات العمرية وتظهر في صورة اضطرابات معوية تختلف من حيث الأعراض والشدة من مريض لآخر. عند الرغبة في التغلب على هذه الأزمة، فسوف يلجأ المريض إلى إجراء بعض التعديلات الحياتية مع أهمية الخضوع للفحص الطبي وتباعا سيقوم الطبيب بوصف عدد من الأدوية بناء على شدة الأعراض وعوامل أخرى تتعلق بمتلازمة القولون العصبي. إلى جانب هذا، ومن خلال الموازنة بين الفوائد والمخاطر طبقا لطبيعة كل مريض على حدة، فسوف يلجأ الطبيب إلى وصف المضادات الحيوية، وهذا ما سنتحدث عنه اليوم بشكل مفسر.
ما هي المضادات الحيوية المستخدمة في علاج متلازمة القولون العصبي؟
ما هي المضادات الحيوية المستخدمة في علاج متلازمة القولون العصبي؟
تحدث المعاناة من حالة القولون العصبي المرضية بسبب التعرض لأزمة فرط نمو بكتيريا الأمعاء حيث يعد هذا هو السبب الرئيسي في ظهور هذه المتلازمة المرضية المزعجة. بالإضافة إلى ذلك فيمكننا التعامل معها على أنها حالة سريرية تتميز بتواجد عدد كبير من البكتيريا الهوائية واللاهوائية التي تسبب العديد من الأعراض المرضية بما في ذلك آلام البطن والانتفاخ وتغير وظيفة الأمعاء.
بوجه عام، تقوم المضادات الحيوية بقتل البكتيريا بشكل فعال. لذا، ومن بين المضادات الحيوية جميعها، فيفضل في هذه الآونة أن يتم استخدام النوعيات الغير القابلة للامتصاص لتجنب الآثار الجانبية الجهازية.
من ضمن هذه المضادات نستطيع أن نقوم بذكر الـ (ريفاكسيمين) حيث يعتبر هذا هو المضاد الحيوي الوحيد المعتمد لعلاج متلازمة القولون العصبي، والذي يقلل بشكل كبير من بعض الأعراض المرضية المزعجة مثل آلام البطن والانتفاخ والإسهال لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي.
بشكل أكثر توضيحا، يعد مضاد الـ (ريفاكسمين) هو عبارة عن مشتق فموي شبه اصطناعي من ريفاميسين وله نشاط مضاد للميكروبات ضد البكتيريا الهوائية واللاهوائية ومن ثم العمل على محاربة الالتهابات البكتيرية في الأمعاء.
ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن أكثر ما يميز هذا النوع من المضادات عن المضادات الحيوية الأخرى هو أن مضاد الـ (ريفاكسيمين) يمكن أن ينتقل عبر المعدة مباشرة إلى الأمعاء دون امتصاصه في مجرى الدم.
إلى جانب هذا، فقد تكون المضادات الحيوية الأخرى مثل سيبروفلوكساسين وليفوفلوكساسين والنيومايسين والميترونيدازول فعالة في علاج أزمة القولون العصبي ولكن لم يتم اختبارها بالكامل للتأكد من هذا الأمر.
إقرأ أيضا: الأدوية العلاجية المعنية بالتعامل مع متلازمة القولون العصبي
ما هي أضرار استخدام مضاد حيوي الـ (ريفاكسيمين) على صحة الجسم؟
ما هي أضرار استخدام مضاد حيوي الـ (ريفاكسيمين) على صحة الجسم؟
نظرا لأن مضاد الـ (ريفاكسيمين) بالكاد يتم امتصاصه في الدورة الدموية بالجسم، فإن الآثار الجانبية الجهازية والتفاعلات مع الأدوية الأخرى تكاد لا تذكر. ومع ذلك فقد يواجه المرضى حدوث بعض الآثار الجانبية بما في ذلك آلام البطن، والإنتفاخات والغثيان.
بالإضافة إلى ذلك، فينبغي أيضا عدم استخدام دواء ريفاكسيمين في التعامل مع مرضى الإسهال الدموي، لتجنب حدوث أي مضاعفات صحية متوقعة الحدوث.
ما هي مزايا وعيوب استخدام المضادات الحيوية لعلاج متلازمة القولون العصبي؟
ما هي مزايا وعيوب استخدام المضادات الحيوية لعلاج متلازمة القولون العصبي؟
ميزة استخدام المضادات الحيوية في هذه الآونة تتمثل في أن النتائج سريعة والتأثيرات ظاهرة حتى بعد توقف المريض عن تناول العلاج.
أما فيما يتعلق بالجانب السلبي لاستخدام المضادات الحيوية مع هذه الحالة المرضية، فهو يتجلى في أن هذه الأدوية لديها القدرة على تغيير الميكروبيوم بطريقة يمكن أن تؤدي إلى نمو البكتيريا المقاومة حيث يشعر أغلب الأطباء بالقلق الشديد بشأن الاستخدام طويل الأمد للمضادات الحيوية بسبب زيادة مخاطر مقاومة الأدوية، لذلك يحاول المختصون غالبا بضرورة توخي الحذر الشديد عند استخدام هذه الأدوية.
يجب أيضا توخي الحذر عند استخدام المضادات الحيوية لفترات طويلة للتغلب على متلازمة القولون العصبي، لأنها تميل إلى أن تصبح حالة مزمنة ومتكررة، وفي حين أن بعض المرضى قد تحسنوا بعد دورة من المضادات الحيوية إلا أن البعض الآخر لم يتحسن بنسبة كبيرة.
لذلك، يعد من الصعب تحديد ما إذا كانت المضادات الحيوية علاجا مناسبا لجميع الحالات المرضية التي تعاني من هذه الأزمة الصحية أم لا.
ما هي أهم النصائح للتعامل مع متلازمة القولون العصبي؟
ما هي أهم النصائح للتعامل مع متلازمة القولون العصبي؟
يجب العلم، أن الهدف من علاج متلازمة القولون العصبي هو تقليل الأعراض ومنع تكرار هذه الحالة المرضية ولكن في حال عدم معالجة السبب الجذري للمشكلة فسوف تعد هذه المشكلة الصحية قائمة.
من هنا، يمكننا القول بأن العلاج الأكثر فاعلية للأعراض المرتبطة بمتلازمة القولون العصبي يتمثل في ضرورة استعادة توازن البكتيريا المفيدة التي تساعد في إرساء الأساس لصحة الأمعاء الجيدة حيث يتم تحقيق ذلك من خلال:
– عدم تناول بعض المنتجات الدوائية بشكل تعسفي مثل المضادات الحيوية والأدوية الأخرى.
– العمل على إجراء بعض التغييرات في النظام الغذائي وعادات الأكل حيث يمكن أن يكون لهذا الأمر تأثير كبير على هذه الحالة المرضية. تتمثل هذه التغيرات في ضرورة تناول الأطعمة قليلة الدسم، وشرب الكثير من الماء من 6 إلى 8 أكواب في اليوم، وعدم الإفراط في تناول الطعام، والمضغ الجيد، وتناول الطعام ببطء لتجنب ابتلاع الهواء الذي يسبب الانتفاخ.
– التقليل من التوتر والإجهاد.
– الحصول على قسط كاف من النوم.
– ممارسة الرياضة بانتظام مع ضرورة إلا يقل وقت الممارسة عن 30 دقيقة في اليوم.
– أداء تمارين اليوجا والعلاج بالتدليك والتأمل حيث تعد جميع هذه الأنشطة فعالة في التغلب على أزمة القولون العصبي.