إذا قمنا بالحديث عن مرض السكري، فمن الواجب علينا معرفة أنه عبارة عن اضطراب استقلابي يمكن أن يؤثر على أجزاء كثيرة من الجسم بشكل سلبي كبير، بما في ذلك الجهاز الهضمي مما ينتج عن هذا الأمر حدوث الكثير من الاضطرابات التي تسبب العديد من الأعراض المرضية الغير مريحة. لذا قررنا اليوم وبشكل مفصل أن نقوم بالحديث عن أكثر الإضطرابات شيوعا التي تصيب الجهاز الهضمي الخاص بمرضى السكري وتسبب لهم العديد من المشاكل الصحية.
مرض السكري وإضطرابات الجهاز الهضمي
تعد اضطرابات الجهاز الهضمي هي أحد المضاعفات الشائعة التي تحدث خلال الإصابة بمرض السكري حيث تمثل هذه المضاعفات نسبة عالية جدا قد تصل إلى 50٪ من المرضى وتسبب العديد من الآثار السلبية على صحة المرضى.
الجدير بالذكر أنه بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، فمن الممكن أن يسبب داء السكري خاصة في الأشخاص الذين يعانون من المرض لفترات طويلة حدوث اضطرابات في جميع أنحاء الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى ظهور بعض الآثار المرضية الشائعة.
أسباب حدوث اضطرابات الجهاز الهضمي عند مرضى السكر
يعاني معظم الأشخاص المصابين بداء السكري على المدى الطويل من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل حدوث مشكلة ارتجاع الحمض والتهاب المعدة والغثيان ومتلازمة القولون العصبي. فالجدير بالذكر أن هذه المشاكل قد تظهر نتيجة عدة أسباب محتملة، وتتمثل فيما يلي:
- بعد الإصابة بمرض السكري لفترة طويلة من الوقت، يكون الأشخاص المصابون بالنوع 1 هم أكثر عرضة للإصابة بتلف الأعصاب المعوية.
- يمكن أن يؤدي سلس البول الحادث على المدى الطويل بسبب مستويات السكر في الدم إلى المعاناة تلف الأعصاب والأنسجة المختلفة، بما في ذلك أعصاب الجهاز الهضمي.
- الإصابة بعسر الهضم حيث أن هذه تعد هي أسوأ مشكلة تصيب الجهاز الهضمي لمرضى السكري. إلى جانب هذا فمن الممكن أن يؤثر هذا المرض على الأمعاء أكثر من المعدة، مما يتسبب هذا الأمر في حدوث الإمساك أو الإسهال.
إقرأ أيضا: ما هي كمية الكربوهيدرات اليومية المناسبة لمرضى السكري؟
اضطرابات الجهاز الهضمي الشائعة لدى مرضى السكري
أولا: خزل المعدة
مع حدوث الإصابة بخزل المعدة السكري فمن الممكن أن يؤثر هذا الأمر عالمدى الطويل على المريض حيث يجعله هذا الأمر يشعر بالغثيان والقيء والشعور بالشبع المبكر، لذلك لا يستطيع هذا المريض تناول الكثير من الطعام حيث من الوارد أن يصاب بفقدان الشهية.
يجب العلم أن عدم تناول الكثير من الطعام والقيء المستمر من الأمور التي تقوم بإضعاف جسد مريض السكري حيث يحدث هذا بسبب نقص المواد الغذائية، ومن ثم يؤدي هذا الأمر إلى حدوث الإصابة بفقر الدم المحتمل بسبب نقص الفيتامينات والحديد، وانخفاض ضغط الدم، إلى جانب إمكانية تكتل الطعام في المعدة مما يتسبب هذا الأمر في حدوث الإنسداد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الحالة المرضية لا تؤثر بشكل كبير على عملية علاج المرض لأنه لا يتم امتصاص الدواء عن طريق الفم وهو أيضا أحد أهم أسباب حدوث المزيد من تقلبات الجلوكوز في الدم.
ثانيا: اضطرابات حركة المريء
عند حدوث الإصابة بإرتفاع نسبة السكر في الدم فسوف تحدث حالة من الخلل في حركة المريئي حيث من الوارد أن يذهب المريض على آثارها إلى الطبيب ويشكو من عسر البلع، والطعام المختنق، وحرقان في الصدر بسبب الارتجاع المعدي المريئي، حتى قد يصل الأمر إلى الشعور بآلام في الصدر.
يتم الخلط بسهولة بين أعراض هذه الحالة المرضية وأعراض الذبحة الصدرية الناجمة عن مرض نقص تروية القلب. فالجدير بالذكر أنه عندما يتم الشعور بالأعراض المذكورة أعلاه، فقد يقوم الطبيب بتوجيه المريض نحو ضرورة القيام بإجراء تنظير المريء وهذا حتي يتم إستبعاد أي أسباب أخرى تتسبب في حدوث صعوبة بالبلع مثل أورام المريء، والتهاب المريء، والالتهابات الفطرية للمريء.
إقرأ أيضا: أي نوع من أنواع الزبادي مفيد لمرضى السكري؟
ثالثا: اضطرابات الأمعاء والمستقيم
يمكن أن يسبب داء السكري أيضا حدوث بعض المضاعفات في الأمعاء والمستقيم حيث يمكن أن تحدث هذه الحالة المرضية من خلال وصول نوبات البراز الرخو إلى اثنتي عشرة مرة في اليوم، ومن ثم قد تتوقف هذه النوبات من البراز الرخو بالتناوب مع فترات من حركات الأمعاء الطبيعية ومن ثم يحدث الإمساك.
من الهام ملاحظة احتمالية تسبب بعض العقاقير المعنية بالتعامل مع مرض السكري في ذلك مثل عقار الميتفورمين المضاد لمرض السكر ومثبطات ألفا جلوكوزيداز. الجدير بالذكر أن جميع هذه العناصر تسبب حدوث بعض الإضطرابات معوية.
إلى جانب هذا فيعد سلس الأمعاء من الحالات المقلقة جدا بسبب حدوث مضاعفات مرض السكري التي تؤثر على الجهاز الهضمي. فمن الضروري معرفة أن مرضى السكري الذين يعانون من مضاعفات عصبية لا إرادية، قد يشعرون بوجود براز في المستقيم ولكن لا يمكنهم القيام بقمع طرد البراز بحالة نشطة، وفي بعض الأحيان قد يعانون من مشكلة السلس البولي.
رابعا: الامساك
الأشخاص المصابون بداء السكري من الشائع جدا أن يعانون من الإمساك الشديد حيث يعد هذا الأمر هو نتيجة للمضاعفات العصبية اللاإرادية بسبب مرض السكري، فيجب العلم أنه عندما يقل ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم من محتوى الماء في الأمعاء، فسوف يتسبب هذا الأمر في حدوث بعض التلف في الجهاز العصبي اللاإرادي، وإبطاء عملية إفراغ المعدة، والتقليل من حركة الأمعاء وإصابة المرضى بالإمساك مع ظهور بعض الأعراض المرضية مثل حركات الأمعاء الخفيفة، والمعاناة من آلام البطن، والصعوبة في حركات الأمعاء، والبراز الصلب العالق في فتحة الشرج، والاضطرار إلى الضغط بقوة حتي يتم إخراج البراز.
بوجه عام يتسبب الإمساك المطول في جعل مريض السكري متعبا وسريع الانفعال حيث يقوم بتناول الطعام والنوم مسيطرا عليه مشاعر عدم الراحة والألم والشعور بالضعف في الجسم. ومن ثم يمكن أن يسبب هذا الأمر حدوث نقص السكر في الدم إلى جانب مضاعفات الحماض الكيتوني بسبب تراكم الأمونيا أو التهابات الجهاز الهضمي.
ما يجب على مريض السكري مراعاته لتجنب الإصابة بهذه الحالات المرضية
مما لا شك فيه أن أمر ارتفاع نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري من الأمور التي يمكن أن تسبب حدوث اضطرابات في عمل الجهاز الهضمي حيث يجب العلم أن القاعدة العامة في علاج هذه الإضطرابات لدى مرضى السكر هي أن يتم القيام بالحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم بشكل جيد حيث سيقوم هذا بمنع حدوث اضطرابات الجهاز الهضمي.
في حالة ما إذا كان المريض يعاني من مضاعفات، يجب أن يكون متفائلا لأنه سيكون هناك علاج لكل حالة مرضية وهذا بعد أن يخضع للفحص الطبي من قبل الطبيب المختص بمتابعة حالته الصحية لمعرفة سبب الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي واتخاذ تدابير العلاج في الوقت المناسب.