هذا تحديدا مايحدث عندما ينفصل الطفل في المراحل الأولية من حياته عن حضن والدته هناك حيث منبع الأمان بالنسبة له فهي وفقا لعقليته الصغيرة جزءا لاينبغي الإنفصال عنه وهذا مايجعل الطفل الصغير يشعر بغياب الأم , ودائما مايبحث عنها في وجوه الأشخاص من حوله ويبكي فزعا حتى لمجرد عدم وجودها في نفس الغرفة حتى إن فكرت في ترك الطفل والخروج للعمل هذا مايعرف بإضطراب قلق الانفصال وسنتعرف عنه بمزيد من التفاصيل من خلال مقالنا التالي.
حول اضطراب قلق الانفصال
حول اضطراب قلق الانفصال
يحدث هذا النوع من الإضطرابات التي يحوطها القلق بشأن الإنفصال وترك الأشخاص بعد أن اعتدنا على ملازمتهم بشكل أكثر شيوعا لدى الأطفال عندما يلتصق الطفل بوالدته ولايرغب في الدخول إلى روضة الأطفال حتى مع محاولات مسئولة الرعاية الكثيرة فتلك إشارة على معاناته من اضطراب يطلق عليه قلق الإنفصال .
ماهو اضطراب قلق الإنفصال ؟
اضطراب قلق الإنفصال
يعبر قلق الإنفصال كما هو واضح من خلال الإسم عن مشاعر الخوف من الإنفصال , ولاتسيطر تلك المشاعر على الأطفال فقط بل تشمل الأشخاص البالغين أيضا مع بلوغهم مراحل الشيخوخة وذلك عندما يفكرون في أن يظلوا بعيدا عن الأشخاص بعد أن أصبحوا أكثر ارتباطا بهم
وعليكي أن تحاولي ترك قليلا من تلك المخاوف جانبا حيث يشكل مرور الطفل بإضطراب قلق الإنفصال بمثابة مرحلة طبيعية من عملية نمو وتطور طفلك. ويتركز حدوث هذه المتلازمة في العادةً لدى الأطفال في المراحل العمرية التي تتراوح بين 8 إلى 12 شهرًا ثم بلوغ الطفل عامين من عمره فإنها تختفي أي عقب عيد ميلاده الثاني. وكما ذكرنا أيضا بإحتمالية حدوث اضطراب قلق الانفصال أيضًا عند كبار السن.
أعراض اضطراب قلق الانفصال
أعراض اضطراب قلق الانفصال
توجد عدد من العلامات الدالة الشائعة التي ماإن قمتي بملاحظتها فإنها تعتبر دلالة على معاناة طفلك من اضطراب قلق الإنفصال:
- يعد الحزن الشديد من الأعراض الرئيسية التي تحدث في معظم الأحيان خاصة في حالة الخروج من المنزل وفراق الأحباب
- سيطرة حالة من القلق الشديد النابع من التفكير فيما يمكن أن يحدث جراء فقدان لأحد الوالدين أو واحدا من الأقارب المقربين نتيجة إصابتهم بمرض أو تعرضهم لحادث سيارة
- استمرار موجات القلق الذي ينذر بحدوث بعض الأشياء السيئة ، مثل الموت أو الاختطاف، سوف يعوق بقائك مع من تحب.
- فقدان الرغبة وإعلان الرفض التام للخروج من المنزل خوفا من الإنفصال
- دائما مايريد شخص ما برفقته في المنزل ويخشى الوحدة والبقاء بمفرده في المنزل
- الشعور بالتردد والتشتت ورفض النوم بعيدا عن مكان نومه الأساسي الذي اعتاد عليه في ظل عدم وجود الآباء أو الأشخاص المقربين قريبا منه
- مواجهة كوابيس مفزعة بشكل متكرر عن الانفصال.
- صداع الرأس الشديد بشكل متكرر بالإضافة إلى مشكلات الجهاز الهضمي وخاصة آلام المعدة جنبا إلى جنب مع عدد من الأعراض الأخرى .
- قد تظهر بعض ملامح الإرتباط بين اضطراب قلق الانفصال واضطراب الهلع .
أسباب اضطراب قلق الانفصال
أسباب اضطراب قلق الانفصال
إنه لأمر طبيعي أن يعاني الرضيع من قلق الإنفصال كجزء من عملية نموه وفي العادة , تتلاشى هذه الحالة عندما يبلغ عامين من عمره تقريبا وفي تلك الأثناء سيكون الطفل قد بدأ يدرك ويمتلك الوعي الكافي تزامنا مع تعلمه مهارات المشي أن الوالدين مازالوا بالقرب منهم حتى لو يتواجدوا ضمن محيطهم ولم يتمكن من رؤيتهم .
قد تكون الضغوط الحياتية من العوامل المسببة لإضطراب قلق الإنفصال في بعض الأحيان وتكون ذات صلة بمواجهة الإنفصال عن شخص عزيز على القلب ,كما يتضح دور العوامل الوراثية في تطور أعراض الشكل من أشكال الإضطراب.
اقرأ أيضا ما هي اضطرابات السلوك التخريبي عند الأطفال؟
ما هي العوامل التي تزيد من خطر اضطراب قلق الانفصال؟
عوامل خطر اضطراب قلق الانفصال
تتعدد عوامل الخطر ذات الصلة بزيادة أعراض قلق الانفصال وتشمل :
- التاريخ العائلي الوراثي بوجود أفراد في العائلة يعانون من القلق والإكتئاب
- الأطفال من أصحاب الشخصيات الخجولة أو الإنطوائية
- إنخفاض الوضع الاجتماعي والاقتصادي
- المبالغة في حماية الوالدين والخوف الشديد على الأبناء
- فقدان جوانب التفاعل والإتصال التي تجمع الوالدين والأبناء معا
- مواجهة الطفل لأحداث صعبة تلقي بآثارها على نوعية في حياة الطفل مثل انفصال أحد الوالدين أو وفاة أحد أفراد العائلة المقربين
تشخيص وعلاج اضطراب قلق الانفصال
قبل اتخاذ قرار بشأن علاج تلك الحالة الإضطرابية يفضل استشارة الطبيب أو الصيدلي أولا
ما التقنيات الطبية التي تساعد في تشخيص اضطراب قلق الانفصال؟
أول مايقوم الطبيب بإجراؤه من أجل تشخيص دقيق محاولة تحديد السبب الرئيسي وراء حدوثه واستبعاد عما إذا كانت دلالة على مرحلة طبيعية يمر بها الطفل أو نوع من الإضطرابات الفعلية وهذا من شأنه جعل الطبيب يستبعد اي حالات طبية يمكن أن يشك فيها حتى يتمكن من إحالة الطفل إلى أخصائي نفسي متخصص في اضطرابات القلق .
سيتولى أخصائي الصحي اتباع عدة أساليب لمساعدته في التشخيص يأتي على رأسها اهتمامه بإخضاع الطفل إلى تقييم نفسي لتحديد حالته بالضبط، والذي يتضمن بداخله مناقشة الكثير من الأفكار والمشاعر، علاوة على أهمية المراقبة الدقيقة لسلوك الطفل. وفي بعض الأحيان قد يتداخل اضطراب قلق الانفصال مع اضطرابات الصحة العقلية الأخرى.
ما هي الطرق التي تساعدك في علاج اضطراب قلق الانفصال؟
إذا بلغت أعراض قلق الإنفصال مرحلة خطيرة من التطور عندئذ سيكون العلاج النفسي من أول وأفضل الحلول الفعالة بالإضافة إلى العلاجات الدوائية حيث يساهم العلاج النفسي الذي يطلق عليه بعض الأشخاص في بعض الأحيان العلاج بالكلام أو الإستشارة النفسية في تخفيف أعراض الإنفصال على نحو كبير.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) للأطفال
من العلاجات النفسية ذات الفاعلية التي يلجأ إليها الطبيب لعلاج اضطراب قلق الإنفصال فمن خلال اتباع تلك التقنية العلاجية سيتمكن الطبيب من جعل الطفل هو المتحكم والمسيطر الوحيد للتعامل مع قلق انفصاله ومن الجانب الآخر سيفيد هذا العلاج الآباء في تعليمهم مجموعة قواعد تساعدهم في عملية دعم وتشجيع أطفالهم أن يكونوا أكثر استقلالية خلال المراحل المبكرة من أعمارهم.
بالنسبة للحالات الشديدة لقلق الإنفصال فإن اتباع أسلوب الجمع بين العلاجات الدوائية والعلاج السلوكي المعرفي يخلق نوعا من المنظومة التكميلية وقد يستعين الطبيب بمضادات الاكتئاب وتحديدا (مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)) حيث يصفها على وجه الخصوص للأطفال الأكبر سنًا والبالغين.
ماهو العلاج بالتفاعل ؟
ماهو العلاج بالتفاعل ؟
علاوة على ماسبق يمكن الإستفادة من العلاج بالتفاعل بين الوالدي والطفل وهي تقنية جديدة تقوم على علاج اضطراب قلق الإنفصال على ثلاثة مراحل رئيسية
- يتسم التفاعل الموجه للطفل (CDI) بالتركيزعلى تعزيز نوعية العلاقة بين الوالدين والطفل وتحسين جودتها وهذا الأسلوب العلاجي يتضمن في داخله عدة أشياء تجعل العلاقة أكثر قوة ومتانة من أبرزها دفء المشاعر وتحفيز الإهتمام والثناء من الوالدين تجاه الطفل مما يجعل الطفل أكثر شعورا بالأمان
- المشاركة المبنية على الشجاعة (BDI)، تقوم على تزويد الآباء بالثقافة والوعي الكافي لإستكشاف السبب الكامن وراء إحساس القلق والتوتر لدى أطفالهم وسوف يتبنى المعالج خلال تلك المرحلة عملية تطوير سلم الشجاعة من خلال إعداد عدة خطوات توضيحية للحالة المسببة لشعور القلق لدى الطفل
- التفاعل الموجه مع الوالدين (PDI)، يستهدف جوانب تعليم الآباء أهمية التواصل بوضوح مع أطفالهم.
نتيجة لعدم وجود علاج محدد يفيد في علاج اضطراب الإنفصال لدى الأطفال إلا أن الطبيب قد يوصي بتناول مضادات الاكتئاب أحيانًا عند الأطفال الأكبر سنًا في حال عدم فاعلية أشكال العلاج الأخرى . ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل تناول هذا الدواء لأنه قد يسبب آثارًا جانبية.