في ضوء الحديث عن الإضطرابات العصبية المتداخلة مع أمراض المناعة الذاتية في الوقت نفسه إلا أن وقع تأثيرها مزمنا ويتميز بالتطور التدريجي البطىء , ويمكن أن تستمر معاناة المريض لفترة زمنية طويلة , ويحتاج بعض المرضى إلى كورس علاجي طويل من أجل السيطرة على الأعراض ومنع تفاقمها وتجنب الإنتكاسات المفاجئة , وبما أن اعتلال الأعصاب الإلتهابي المزمن من الأوضاع الصحية التي تتداخل مع الأنماط المعيشية والقدرات الحركية للفرد فقد كان من الضروري أن تحدث عنه بمزيد من التفاصيل
اعتلال الأعصاب الالتهابي المزمن (CIDP)
اعتلال الأعصاب الالتهابي المزمن (CIDP)
هذا المرض ذو التأثير السلبي على الأنشطة اليومية يتسبب في إضعاف القدرة على المشي ينتمي إلى قائمة الحالات العصبية النادرة المؤدية إلى ضعف شديد في العضلات مع زيادة الشعور بالوخز والخدر وكأن الجسم يعاني من شكشكة الدبابيس جنبا إلى جنب مع أعراض مزعجة يتخللها شعور بعدم الراحة , ويوجد عاملين هامين يعتقد الأطباء أنها مساهمان في حدوثه فقد ينشأ من استجابة مناعية غير طبيعية أو ربما كان الأمر متعلقا بوجود تاريخ طبي مرضى لحالات الإصابة بإضطرابات المناعة الذاتية
ماالمقصود بإعتلال الأعصاب الالتهابي المزمن؟
واحدا من ضمن الإعتلالات التي تصيب الأعصاب كنتيجة مترتبة على خلل أصاب الجهاز المناعي جعله يهاجم نفسه مؤديا إلى إحداث تلف عصبي من شأنه إلحاق ضرر جسيم بالأعصاب الطرفية
أسباب اعتلال الأعصاب الإلتهابي المزمن
أسباب اعتلال الأعصاب الإلتهابي المزمن
من خلال الحديث عن السبب الدقيق وراء المعاناة من هذا المرض سوف نجد أنه ناجما عن قيام الجهاز المناعي بشن هجود مضاد على غمد الميالين المحيطة بالأعصاب الطرفية والتي تعبر عن طبقة الغطاء الدهني الوقائية المغلفة لجذور الاعصاب والتي تعمل على حمايتها وتدعيم وظيفتها العصبية من خلال المشاركة في نقل الإشارات العصبية على نحو سريع , ومن البديهي أن يتحول الوضع وتظهر بعض التداعيات السلبية في حال حدوث إختلال من شأنه إبطاء أوتعطيل آلية وصول تلك تلك الإشارات إلى الدماغ
أما عن سبب تعرض الجهاز المناعي لمشكلة أدت إلى التهاب مزمن في الأعصاب فإنه مازال مجهولا حيث يتبنى الجهاز الذي من المفترض أن يكون الحارس الدفاعي عن الجسم نوعا من ردود الفعل الذاتية للتعامل مع طبقة الحماية العازلة بالمحور العصبي وتقوم بتغطيته ضمن وظيفة حيوية والمسماة بالميالين والتي تختص بالنقل الجيد للنبضات الكهربائية عبر الأعصاب حيث يتم رصدها في تلك الحالة على أنها جسم غريب لابد من التصدي له
أعراض اعتلال الأعصاب الالتهابي المزمن
أعراض اعتلال الأعصاب الالتهابي المزمن
تتفاوت الأعراض النموذجية ذات الصلة بهذا الإضطراب الشديد وفقا لنوع الأعصاب المتضررة إلا أن الضعف العضلي من ضمن أكثر الأعراض شيوعا , والذي يتفاقم ليصبح أكثر سواء مع تقدم الوضع المرضى وبمرور حوالي ثمانية أسابيع على الأقل، الأمر الذي يترك تأثيره على عضلات اليدين، القدم، الفخذين، والكتفين بطريقة مماثلة وتوجد علامات معينة تصاحب معظم المرضى وتتمثل فيما يلي:
- تدهور شديد في موقع العضلات المصابة يؤدي بها إلى الضمور
- سيطرة الإحساس بالوخز والخدر في الأطراف وخاصة أصابع اليدين والقدمين
- الدوار والدوخة وفقدان القدرة على التوازن الجسدي
- المعاناة من ضعف ملحوظ في الوظائف الحركية
- تمدد عضلي
- آلام في الأعصاب
بالإضافة إلى ماسبق من المتوقع ظهور أعراض أخرى ومن أبرزها :
- صعوبات في بلع الأطعمة
- إزدواجية الرؤية والذي يعد من الإضطرابات البصرية
الإجراءات التشخيصية لإعتلال الأعصاب الإلتهابي المزمن
الإجراءات التشخيصية لإعتلال الأعصاب الإلتهابي المزمن
على الرغم من صعوبته حيث توجد أعراض خاصة تختلف بإختلاف المتغير وهو الأعصاب المصابة سواء كانت محيطية أو أحادية ,أو متعدد أو لاإرادية, وسوف يحتاج الأمر إلى تقييم طبي تحت إشراف الطبيب المختص لوضع تقييمات دقيقة للأعراض وجمع معلومات عن التاريخ الطبي المرضى
- تقوم أولى خطوات التشخيص على اخضاع المصاب لبعض اختبارات الفحص البدنية والعصبية في محاولة لتأكيد التشخيص أو استبعاد احتمالات لحالات طبية أخرى
- البزل القطني : ينصح الطبيب بسحب عينة من السائل النخاعي من المنطقة القطنية الموجودة أسفل الظهر
إجراء بعض الإختبارات التصويرية كأشعة الرنين المغناطيسي التي توظف موجات راديو ذات ترددات عالية للحصول على صور مفصلة للأعضاء من الداخل ويتم اجرائها على العمود الفقري القطني - تحاليل الدم لنفي واستبعاد حالات أخرى قد تؤدي إلى تلف الأعصاب مثل مرض السكري , وانخفاض مستويات الفيتامينات، وأمراض الغدة الدرقية ، وداء لايم ، وفيروس نقص المناعة البشرية.
اقرأ أيضا من أجل أعصاب قوية .. 8 علاجات طبيعية لحالات ضعف الأعصاب
الخيارات العلاجية لإلتهاب الأعصاب الإلتهابي المزمن
يوجد أكثر من خيار علاجي تم تحديده بثلاثة علاجات رئيسية هما
1-الكورتيكوستيرويدات
الكورتيكوستيرويدات
من ضمن مضادات الإلتهاب والتي يجب أن تصرف بوصف طبية للسيطرة على الإلتهاب وتقليل حدته , مع مراعاة وجود بعض الآثار الجانبية المتوقعة , لذلك عادة مايلجأ الطبيب إلى وصف دواء أخر من العقاقير ذات الخصائص المثبطة للمناعة جنبا إلى جنب مع الكورتيكوستيرويدات.
2- إجراء تبادل البلازما
تبادل البلازما
من المعروف أن البلازما تعد من المكونات الرئيسية للدم وتقوم آلية تلك الطريقة في العلاج على القيام بفصل البلازماواخضاعها للمعالجة ثم اعادتها للجسم مرة أخرى وسوف يفيد هذا الإجراء في القائم على تبادل البلازما في العمل على تصفية وترشيح الأجسام المضادة المهاجمة للأعصاب ,وقد يكون المريض في حاجة ماسة لجلسات متعدد قد تصل إلى أشهر أو سنوات لاحقة للسيطرة على جزء كبير من المشكلة العصبية
3-العلاج بالحقن
يقوم هذا العلاج على استخدام حقن تحتوي على بروتينات الجلوبولين المناعي التي يقوم الجهاز المناعي بإنتاجها بشكل طبيعي ويتم حقنها عن طريق الوريد للتصدي لغزو البكتيريا والفيروسات, ومن الممكن أن يتلقاها أيضا الأصحاء أما في حالة هذا الإضطراب العصبي فإنه يتم الحصول عليها بجرعات تدريجية تكون بدايتها عالية ثم تكون متقطعة بعد ذلك على مدى أشهر أو سنوات