لاتخلو شهور الحمل من المتاعب والمشكلات والشكاوى المتلاحقة من التعب والإعياء الذي تخلفه الأعراض وعلى الرغم أن بعضها أمرا طبيعيا ناتجا عن التغيرات الهرمونية التي يجلبها الحمل إلا أن البعض الآخر قد يصبح مثيرا للقلق وخاصة تلك المشكلات الصحية المتعلقة بصحة القلب سواء عندما تكون المرأة حاملا أو مابعد ولادة الطفل , وبما أننا ذكرنا كثيرا من المضاعفات الشائعة في تلك الفترة فلابد أيضا أن تكوني على علم بالنوعية النادرة من المشكلات والأقل شيوعا في نسبة حدوثها إلا أنها من المحتمل أن تصيب بعض النساء وتمثل خطرا شديدا وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي أسباب معاناة النساء الحوامل من اعتلال عضلة القلب والمضاعفات الصحية الناجمة عن ذلك.
اعتلال عضلة القلب أثناء الحمل
يمكن أن تصاب المرأة الحامل في تلك الفترة القريبة من ولادة طفلها بإلتهاب أو اعتلال في عضلة القلب والغريب في الأمر أنه لايرتبط بإمتلاك المرأة أي تاريخ طبي سابق في الماضي للإصابة بأمراض قلبية , ويجب أن تعلمي أن خطر حدوث تلك المضاعفات القلبية يحدث غالبا في الشهر الأخير من الولادة أو قد يفاجئك بعد مرور خمسة أشهر من الولادة .
وفقا لآراء الأطباء والخبراء في هذا الصدد بأنه لم يتم التوصل لأسباب معروفة تؤدي بالمرأة إلى المعاناة من اعتلال عضلة القلب في تلك الفترات ولعل تلك الحالة شبيهة بسكري الحمل أي أنها تحدث بصفة مؤقتة ومحدودة ليست خاضعة للتطور أي يستحيل أن يتحول الأمر لمخاطر القصور القلبي الشديد .
ما هو اعتلال عضلة القلب في الشهر الأخير من الولادة ؟
تنتمي تلك الحالة المرضية إلى أحد أنواع المشكلات التي قد تواجه النساء الحوامل ولكن يتم تصنيفها بأنها نادرة الحدوث وتتسبب في إضعاف قدرة عضلة القلب على القيام بوظيفتها في ضخ الدم إلى جميع خلايا وأنسجة الجسم بما يشكل تهديدا للحياة إذا استمر هذا الخلل الوظيفي.
بما أن التأثير الذي تتركه تلك الحالة على صحة النساء يحدث في الفترة المحيطة بالولادة وأيضا من المتوقع أن يأتي حتى مابعد الولادة لتتفاجئين بأنه لم يتم التخلص من كل المتاعب ومن ثم تعددت المسميات التي تم إطلاقها على الحالة فالبعض يعرفها بإعتلال عضلة القلب بعد الولادة أو التهاب عضلة القلب المتعلق بالحمل , ولايرتبط حدوثه في المطلق بمرحلة عمرية محددة فقط يحدث في أي سن إلا أن النساء فوق سن 30 هم الأكثر عرضة لحدوثه أثناء الحمل .
ومن خلال الحديث عن الضرر الذي يخلفه تعرض عضلة القلب للإعتلال فإنه يرتبط بإحداث تلف في واحدة من حجرات القلب فبوجه عام يتألف القلب الطبيعي من أربع حجرات أثنان علويان واثنان سفليتان ويحدث التأثر في البطين الأيسر , مما يسبب كسلا في قدرته على القيام بوظيفته الحيوية والمتمثلة في ضخ الدم الموكسج أو المحمل بالأكسجين إلى بقية أجزاء الجسم .
أعراض اعتلال عضلة القلب أثناء الحمل والولادة
نتيجة لتشابه أعراض اعتلال عضلة القلب مع الأعراض الطبيعية للحمل والتي يتعين على معظم النساء مواجهتها خلال تلك الفترة فقد يصعب التمييز واستكشاف إصابة المرأة بتلك الحالة بالإضافة إلى تداخلها مع أنواع أخرى من المشكلات التي يمكن أن تعترض النساء ولكن يمكن رصد أكثر الأعراض شيوعا على النحو التالي:
- صعوبات تنفسية في صورة ضيق في عملية التنفس الطبيعي ويتفاقم خاصة عند الخلود إلى الفراش للنوم أو الإستلقاء على الأريكة أو إرهاق الجسم بممارسة الأنشطة البدنية الثقيلة .
- الشعور بالضعف والإعياء العام
- إنتفاخ وتورم أطراف القدمين
- تزايد سرعة نبضات القلب
- المعاناة من نوبات السعال الجاف
- إنتفاخ عروق وشرايين العنق
- الشعور بالدوخة والدوار وثقل الرأس
- تزايد انخفاض ضغط الدم الإنتصابي عند الوقوف الفجائي من وضعية الإستلقاء أو الجلوس
- الإحساس بآلام في عضلات الصدر
اقرأ أيضا النزلة المعوية أثناء الحمل.. الأسباب وطرق العلاج
أسباب اعتلال عضلة القلب أثناء الحمل والولادة
يمكن أن يكون مواجهة اعتلال عضلة القلب أثناء الحمل ذا صلة بعوامل وراثية تتداخل مع الأمر وتتسبب في حدوثه وترفع من مستويات الخطر نتيجة ارتباط تلك الحالة بطفرات جينية من الأم ويحدث هذا فيما تصل نسبته إلى 15% إلى 20% من النساء , وعلى الرغم من عدم تمكن الخبراء حتى الآن من تحديد السبب الرئيسي الكامن وراء حدوث اعتلال عضلة القلب في المرحلة الأخيرة من الحمل إلا أنه تم رصد عدد من العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة وتشمل :
- ارتفاع ضغط الدم.
- الأمهات المصابات بمرض السكري
- أصحاب الوزن الزائد والسمنة المفرطة
- نقص في مستويات معدني السيلينيوم والزنك وكلاهما من العناصر الضرورية لصحة القلب والأوعية الدموية
- حالات الحمل المتعدد سواء بتوأم أو ثلاثة توائم
- حصول المرأة على تشخيص طبي سابق يؤكد إيجابية الإصابة بإعتلال عضلة القلب في الفترة ماحول الولادة .
- مواجهة بعض المشكلات الصحية أثناء الحمل مثل مثل تسنمم الحمل، وفقر الدم، واضطرابات الغدة الدرقية.
مضاعفات اعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة
سوف تنعكس إصابة البطين الأيسر الموجود في القلب بالضعف والكسل على صحة الأعضاء الحيوية الأخرى في الجسم وخاصة الرئتين والكبد حيث لايصل إليهما كمية الدم الكافية للقيام بوظائفهما فضلا عن التأثير السلبي على صحة بقية الأعضاء الأخرى التي يكون اعتمادها الأساسي عليه مما يلقي بظلاله على الجسم بأكمله وقد يتطور إلى مضاعفات فشل القلب وخذا يزيد من فرص الإصابة بالجلطات الدموية واضطرابات تخثر الدم ومن أبرز المضاعفات المترتبة على ذلك :
- ضربات قلب غير منتظمة
- قصور القلب الحاد.
- الإصابة بجلطات دموية
- الشلل الدماغي
علاج اعتلال عضلة القلب في الفترة المحيطة بالولادة
كخطوة أولى لبدء مرحلة العلاج لابد أولا من السيطرة على أعراض اعتلال عضلة القلب عن طريق علاجها , ويتوقف اختيار الطريقة العلاجية على درجة شدة الحالة الصحية ومقدار تأثر القلب عندئذ يحدد الطبيب الخيارات العلاجية التالية :
- يتجه الطبيب إلى وصف العلاجات الدوائية التي تشمل مضادات التجلط وفئات من الأدوية الأخرى التي قد يوصي بها الطبييب بعد إتمام إجراءات الفحص
- يمكن أن ينصح الطبيب بتركيب جهاز قلبي وهو من الأجهزة الطبية المستخدمة في السيطرة على دقات القلب غير المنتظمة وقد يقوم الطبيب بزراعته لدى المرأة
- تركيب جهاز لتنظيم عمل ووظيفة البطين الأيسر.