تعد أزمة اكتئاب الحمل من الهواجس النفسية التي من الوارد أن تتعرض نسبة كبيرة من النساء لها خلال فترة الحمل، فمن الهام معرفة أن هذا الأمر لا تمتد تأثيراته السلبية على صحة المرأة فقط بل يصل الوضع إلى التأثير على التطور النفسي الفسيولوجي للجنين. لذا، فسوف نتحدث اليوم وبشكل توضيحي على اكتئاب الحمل وأهم الأعراض الدالة عليه وما علاقته بزيادة فرص التعرض للولادة المبكرة؟.
اكتئاب الحمل
ما أهم أسباب الإصابة بالاكتئاب خلال فترة الحمل؟
وفقا لآراء الكثير من الخراء والمختصين، فيمكننا القول بأن أزمة اكتئاب الحمل هذه تعد مشكلة صحية خطيرة تؤثر على نسبة ليست بالقليلة من النساء الحوامل على مستوى العالم.
على سبيل التأكيد أكثر، فقد سجلت بعض الدراسات وخاصة في البلدان النامية معدلات مرتفعة من حالات الإصابة بأزمة اكتئاب الحمل وما يتبع هذا الأمر من آثار جانبية وسلبية لا يحمد عقباها على الإطلاق حيث قد يصل تأثيرها على صحة الجنين.
اكتئاب الحمل وصحة المرأة الحامل
اكتئاب الحمل وصحة المرأة الحامل
عند ذكر مصطلح الاكتئاب، فمن الواجب علينا معرفة أنه عبارة عن اضطراب يؤثر بشكل ملحوظ على العواطف، ويسبب الكثير من مشاعر الحزن لفترات زمنية طويلة، بالإضافة لإلى دوره الملحوظ في فقدان الاهتمام والشغف بالأشياء، وصعوبة الحفاظ على الأنشطة اليومية. الجدير بالذكر، أن هذا الأمر ليس فقط رد فعل مؤقتا للتغيرات الحياتية ولكن من الممكن أن يصبح مرضيا عندما يطيل ويعيق بشكل خطير نوعية الحياة.
بمزيد من التوضيح، تواجه المرأة أثناء الحمل سلسلة من التغيرات الهرمونية والنفسية، مما يؤدي هذا إلى زيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب حيث من الممكن أن تظهر هذه الحالة في أي مرحلة من مراحل الحمل حتى قد يصل الأمر إلى استمرارها لما بعد الولادة.
يجب العلم أيضا، أنه فيما يخص اللائي لديهن تاريخ من الاكتئاب أو يعانين من صعوبات نفسية قبل الحمل فهن أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بهذه الحالة المرضية. لذا، فسوف تحتاج النساء الحوامل إلى المراقبة عن كثب ودعمهن في الوقت المناسب لتجنب طول مدة هذه الحالة أو تفاقمها بعد الولادة.
اكتئاب الحمل ومخاطر التعرض للولادة المبكرة
اكتئاب الحمل ومخاطر التعرض للولادة المبكرة
كما ذكرنا من قبل، أن أزمة اكتئاب الحمل ليست عبئا نفسيا على الأم فقط، بل يمتد الأمر أيضا إلى حدوث الكثير من المخاطر المحتملة على الجنين.
الجدير بالذكر، أنه عندما تتعرض الأم للإجهاد لفترة زمنية طويلة، فسوف يقوم الجسم بإفراز العديد من الهرمونات مثل الكورتيزول، مما يقلل هذا الأمر من تدفق الدم إلى المشيمة ويؤثر على إمداد الطفل بالأكسجين والمواد المغذية.
على سبيل الفهم أكثر، فقد أظهرت بعض الدراسات أن النساء الحوامل المصابات بالاكتئاب هن أكثر تعرضا لمخاطر الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة أو سوء التغذية بمعدلات أكثر من المعتاد أما فيما يخص الأطفال المولودون من مثل هذه النوعية من الحمل فهم من الوار تعرضهم لمشاكل النوم والنمو العاطفي والفكري.
الجدير بالذكر، أن المشاكل لا تتوقف عند هذا الحد حيث من الممكن أن تمتد العواقب إلى سن المدرسة، مما يزيد هذا من خطر الإصابة بالاضطرابات السلوكية وصعوبات التعلم وحتى الاكتئاب في مرحلة البلوغ.
مظاهر الاكتئاب أثناء الحمل
مظاهر الاكتئاب أثناء الحمل
غالبا ما يتم الخلط بين الاكتئاب أثناء الحمل والمظاهر الفسيولوجية الشائعة مثل التعب وتقلبات المزاج والأرق وما إلى ذلك، مما يترتب على ذلك تجاهل العديد من النساء الحوامل لبعض علامات التحذير.
بالرغم من ذلك، ووفقا لآراء الكثير من علماء النفس، فمن الممكن أن تكون بعض الأعراض التالية علامات على إصابة الحامل بالاكتئاب:
- الشعور بالحزن والاكتئاب معظم اليوم.
- فقد الاهتمام بالأنشطة التي كانت محبوبة.
- صعوبة النوم أو النوم كثيرا.
- تغيرات ملحوظة في الشهية (تناول القليل أو الكثير من الطعام بشكل غير طبيعي).
- سيطرة مشاعر انعدام القيمة أو الذنب أو الإحباط تجاه النفس.
- سيطرة بعض أفكار إيذاء النفس أو عدم الرغبة في العيش.
يجب العلم، أنه في حال إستمرار هذه الأعراض لمدة أسبوعين أو أكثر، فيجب على النساء الحوامل مراجعة الطبيب المتابع للحالة الصحية للمرأة لمحاولة السيطرة على الأمر.
طرق التعامل مع اكتئاب الحمل
طرق التعامل مع اكتئاب الحمل
بوجه عام، يمكن علاج الاكتئاب أثناء الحمل تماما ويمكن التحكم فيه خاصة إذا تم اكتشافه مبكرا حيث تشمل التدابير المعنية بالتعامل مع هذا الأمر هنا الاستشارة النفسية والعلاج السلوكي المعرفي والدعم من الأسرة والمجتمع أما فيما يخص الحالات الشديدة، فقد يفكر الطبيب في وصف مضادات الاكتئاب الآمنة للنساء الحوامل بعد تقييم الفوائد والمخاطر.
بالإضافة إلى ذلك، فيمكن للحامل في هذه الآونة أن تلجأ إلى بعض العوامل الداعم مثل ممارسة الرياضة اللطيفة وتناول الطعام المتوازن والحفاظ على العلاقات الإيجابية مع أفراد العائلة وخاصة الزوج ومن ثم التقليل من مخاطر الإصابة بالاكتئاب قدر الإمكان.
إلى جانب هذا وذاك وعند الرغبة في الحصول على حمل صحي، فسوف تحتاج المرأة إلى الالتزام بفحوصات ما قبل الولادة المنتظمة حتى يتمكنن من اكتشاف المخاطر مبكرا إن وجدت مع ضرورة التحدث إلى الطبيب حول المشكلات التي تواجهها.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الواجب على النساء الحوامل أيضا المشاركة في جلسات التوعية الخاصة بمرحلة ما قبل الولادة لإعداد المعرفة جيدا للحمل وبفترة بعد الولادة والرضاعة الطبيعية.