يتألف الجهاز التناسلي لدى كلا من الرجل و المرأة من أعضاء والتي على الرغم من اعتبارها أجزاءا أساسية إلا أن العامل الهرموني يلعب دورا فعالا في مجال الصحة الإنجابية حيث يكون مسئولا عن رفع معدلات الخصوبة لدى الجنسين , وهنا يجب أن نعطي مساحة للحديث عن الغدة النخامية التي على الرغم من صغرحجمها حيث تبدو قريبة من حجم البازلاء إلا أنها ذات تأثيرات حيوية على كل عضو من أعضاء الجسم حيث تمثل مصنع انتاج الهرمونات المتحكمة في العديد من العمليات الحيوية الفيسيولوجية الطبيعية كضغط الدم , والنمو , بالإضافة إلى الإنجاب , وسوف يكون محور حديثا عن هذا الهرمون الذي يطلق عليه FSH لنكتشف جذور العلاقة بينه وبين الوظائف الإنجابية لدى الجنسين .
حول هرمون FSH
في حين أن كل فتاة منذ نعومة أظفارها ويظل يراودها حلم الأمومة , كما أن كثيرا من الذكور يرغبون أن يصبحوا آباء , وبما أن عملية التكاثر أحد العمليات ذات الصلة بالهرمونات فيمكن أن يؤثر أحد الهرمونات على القدرات الإنجابية ويتداخل معها ونقصد بذلك هذا الهرمون الهام المعروف بالهرمون المنبه للجريب أو كما يعرف أيضا بالهرمون المنشط للحوصلة أو كإختصار FSH ,والذي يعد بمثابة محفز قوي للغدد الجنسية الأنثوية, وعلى ضوء ذلك تتحدد ملامح الوظائف الإنجابية لدى الرجال والنساء اللذان يشكلان طرفي العلاقة الجنسية
ماهي وظائف هرمون FSH؟
هناك في الغدة النخامية الواقعة خلف الأنف في قاعدة الدماغ يتم تصنيع هذا الهرمون الذي يكون وجوده ضروريا في تعزيز الأهمية الوظيفية للمبيضين لدى النساء , علاوة على دوره الحيوي المنظم لعمل الخصيتين لدى الذكور , وتوجد علاقة مباشرة تجعله مسئولا عن حدوث التبويض لدى النساء , وإفراز الحيوانات المنوية لدى الرجال , مما يجعله ركيزة أساسية للتحكم في القدرة الإنجابية
وسوف نجيب من خلال السطور التالية عن هذا التساؤل الخاص بمدى تأثير هرمون FSH على الإنجاب وهل يمكن أن يمثل أحد مسببات العقم الشائعة
كيفية تأثير هرمون FSH على الخصوبة
وفقا لآراء اطباء النسا وعلم الذكورة فإنه يجب أن تكون مستويات تركيزهرمون FSH في الجسم مناسبة ضمن المعدلات الطبيعية حتى تتحقق الشروط الخاصة بتحسين الخصوبة مما ينعكس أثره الإيجابي على الوظائف الإنجابية على نحو سليم , فبالنسبة للنساء فإن هذا الهرمون يحمل خصائص محفزة لإنتاج البويضات داخل المبيضين الذي يعد أحد أجزاء الجهاز التناسلي الأنثوي المختص بإطلاق البويضة وهنا تصبح المرأة في أيام توقيت حدوث الإباضة, أما فيما يخص تأثير الهرمون على صحة الرجال الإنجابية فإن وجود الهرمون أساسيا في العملية الإنتاجية للحيوانات المنوية في الخصيتين .
ماذا يحدث في حالة صعود أو هبوط مؤشرات هرمون FSH؟
يعد تحليل نسب هرمون FSH من الإجراءات التشخيصية الشائعة في تشخيص مشكلات العقم لدى كلا من الرجال والنساء على حد سواء , ويتم من خلال أخذ عينة من الدم وإخضاعها للفحص , ومن الجدير بالذكر معرفة النسب الطبيعية لتواجد هذا الهرمون الضروري لعملية التكاثر لدى الرجال والتي تقع في نطاق يتراوح بين 1.24 إلى 16.4، وقد تم تقدير نسب الهرمون الآمنة بناءا على عوامل عدة تتوقف على المرحلة الحالية للدورة الشهرية في ظل ظروف إجراء الإختبار
ويمكننا القول بوجود اضطرابات في خصوبة المرأة والرجل عقب اثبات التشخيص وجود خلل أما بالإرتفاع أو الإنخفاض في مستويات هرمون FSH بحيث يكون إما أعلى أو أقل مقارنة بالمعدل الطبيعي، حيث يعبر فرط نسب الهرمون عن حدوث مشاكل في المبيضين أو الخصيتين،وهذا مايمثل صعوبات جسيمة تقلل من القدرة على الإنجاب, أو إطلاق الحيوانات المنوية بغرض تخصيب البويضة
اقرأ أيضا 8 مشكلات صحية تؤثر على الصحة الجنسية لدى النساء
هرمون FSH وعلاقته بالعقم عند النساء
توجد مظاهر متعددة ذات دلالة على حدوث زيادة في المؤشر الهرموني لهرمون FSH والتي تعد دلالة واضحة على نضوب واستنزاف مخزون البويضات الموجودة في المبيض أي أن المرأة تعاني من اضطرابات القصور في وظائف المبيضين، والتي من أبرزها فشل المبيض المبكر أو متلازمة تكيس المبايض،ومن جانب آخر فإن حالات الإنخفاض في نسب الهرمون قد تسبب اضطرابات في دورة الحيض ومعدلات انتظامها , أو خلل في الإباضة مما يحول دون حدوث حمل
وهنا وبناءا على توصيات الأطباء بأهمية إجراء بعض التحاليل بشكل كلي وشامل للتحقق من نسب هرمون FSH لدى النساء اللاتي لديهن تلك المشكلة الخاصة بتأخر الإنجاب ويرغبن في تحويل حلم الإنجاب إلى حقيقة , أو استعادة انتظام دورة الشهرية حيث أن الإجراءات التشخيصية المبكرة ستمثل الخيارات العلاجية الأمثل إذا جاءت في مرحلة مبكرة
هرمون FSH والعقم عند الرجال
فيما يخص الرجال الطرف الثاني في العلاقة الجنسية , فإن قلة نسب هرمون FSH ترتبط لديهم ارتباطا وثيقا بل وتشكل سببا محوريا في انخفاض أعداد الحيوانات المنوية أو قصور جودتها، الأمر الذي يقلص فرص تخصيب البويضة , ومن جانب آخر فإن فرط مستوى الهرمون تعد من الدلالات الواضحة ذات الصلة بمشكلات في وظائف الخصيتين، مثل الفشل الأولي للخصيتين.
وفي حين أنه يمكن أن يكون السبب في تأخر انجاب المرأة وجود مشكلات لدى الرجال فإن الفحص ضروري أيضا بالنسبة للرجل والذي يمثل أحد المفاتيح العلاجية لحالات العقم لدى الذكور وقد يحتاج الطبيب للإستعانة بأنواع أخرى من الفحوصات الداعمة لمساعدته على إقرار الخيار العلاجي الأنسب
في النهاية علينا معرفة أنه على الرغم من الدور الحيوي لهرمون FSH في مجال الصحة الإنجابية إلا أن عملية حدوث حمل لاتتوقف عليه كسبب وحيد حيث توجد عوامل أخرى مؤثرة مثل الصحة العامة، والهرمونات الأخرى، مثل هرمون LH والإستروجين والتستوستيرون، علاوة على العوامل الوراثية والبيئية.