عند الحديث عن رائحة الجسم، فيجب العلم أنها عبارة عن ظاهرة فسيولوجية شائعة ولكنها في بعض الأحيان مصدر إزعاج في الحياة اليومية للكثير وتؤثر على الثقة في التواصل مع الآخرين. الجدير بالذكر، أنه إلى جانب علم الوراثة والنظافة الشخصية والعوامل الهرمونية، فيلعب النظام الغذائي أيضا دورا مهما في تكوين رائحة الجسم، ومن ثم فقد قررنا أن نقوم اليوم بذكر أهم أنواع الأطعمة التي تؤثر وبشكل سلبي على رائحة الجسم عند القيام بتناولها بشكل دوري منتظم؟
أهم الأطعمة التي تؤثر على رائحة الجسم بشكل سلبي
بشكل رئيسي، يمكن أن تتسبب بعض الأطعمة في تفاقم رائحة الجسم بسبب آليات التمثيل الغذائي في الجسم حيث تتمثل هذا الأطعكة فيما يلي:
1) المأكولات البحرية
المأكولات البحرية
تعد المأكولات البحرية هي مصدر غذائي هام جدا للجسم بسبب إحتواءه على الكثير من العناصر والمواد الغذائية خاصة مادة الكولين، وهي عبارة عن عنصر غذائي أساسي هام لوظائف المخ والكبد، ولكن من المتوقع أن يتم استقلابه في الجسم، وتباعا يقوم بإنتاج ثلاثي ميثيل أمين، وهو مركب ذو رائحة غير محببة واضحة للآخرين.
في الأشخاص العاديين، سيتم تكسير هذا المركب بواسطة الإنزيم، ولكن مع بعض الأفراد الذين يعانون من اضطرابات التمثيل الغذائي الوراثية النادرة، فلا يعمل هذا الإنزيم بشكل فعال، مما يتسبب في إفراز ثلاثي ميثيل أمين من خلال الجلد وراحة النفس ومن ثم صدور الرائحة الكريهة من الجسم.
يجب العلم، أن مركب الكولين لا يوجد في المأكولات البحرية فقط، بل يتواجد أيضا في العديد من النباتات مثل فول الصويا والبروكلي والفول السوداني … إلخ. لذلك، يحتاج الأشخاص المصابون بالحالة المذكورة أعلاه أيضا إلى توخي الحذر عند تناول هذه النوعية من الأطعمة.
2) الخضروات الصليبية ومركبات الكبريت
الخضروات الصليبية ومركبات الكبريت
تعتبر الخضروات الصليبية مثل البروكلي والملفوف والقرنبيط من أهم أنواع الخضروات الغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، ولكنها تحتوي أيضا على العديد من مركبات الكبريت.
الجدير بالذكر، أنه بمجرد دخول هذه النوعية من الخضروات إلى الجسم، فسوف يتم تكسير هذه المركبات وتحويلها إلى غازات مثل ميثيل ميركابتان وكبريتيد الهيدروجين، وهي مواد متطايرة ذات روائح كريهة، والتي تفرز من خلال الغدد العرقية أو غازات التنفس أو العادم.
بناء على ذلك، فيعد هذا هو أحد الأسباب الشائعة لرائحة الجسم بعد تناول الخضار الصليبية خاصة إذا تم تناولها بكميات كبيرة وبمعدلات زائدة.
3) التوابل الحارة والأطعمة ذات الروائح القوية
التوابل الحارة والأطعمة ذات الروائح القوية
يمكن أن تزيد بعض أنواع التوابل مثل الفلفل الحار والكاري والكركم من رائحة الجسم حيث تحتوي الأطعمة الغنية بالتوابل هذه على مركبات الكبريت والمستقلبات المتطايرة.
تباعا لهذا، وعندما تفرز هذه المواد من خلال الغدد العرقية، فسوف تتفاعل مع البكتيريا الموجودة على الجلد، مما ينتج على هذا الأمر رائحة مميزة غير محببة، وتكون في بعض الأوقات قوية جدا.
4) اللحوم الحمراء والبروتين
اللحوم الحمراء والبروتين
يمكن أن تؤثر اللحوم الحمراء مثل لحم البقر ولحم الماعز على رائحة الجسم بآلية مختلفة. على سبيل التوضيح، وعند تناول هذه النوعية من الأطعمة، فسوف يتم استقلاب البروتين من اللحوم الحمراء وإفرازه من خلال الغدد العرقية.
في هذه الأوقات، سوف تعمل البكتيريا الموجودة على سطح الجلد بتكسير هذه البروتينات، ومن ثم تقوم بإنتاج مركبات مثل الأمونيا والأحماض الدهنية، مما يخلق رائحة مميزة للجسم.
على سبيل التأكيد، فقد أظهرت بعض الدراسات أيضا أن تناول الكثير من اللحوم الحمراء لفترة طويلة يمكن أن يتسبب في أن تصبح رائحة الجسم أسوأ من اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والنباتات الخضراء.
حلول للتحكم في رائحة الجسم من النظام الغذائي وأنماط الحياة
حلول للتحكم في رائحة الجسم من النظام الغذائي وأنماط الحياة
للتحكم الفعال في رائحة الجسم، فيوصي الخبراء بضرورة إتباع ما يلي:
– الحد من استهلاك الأطعمة ذات الرائحة وخاصة الأطعمة الغنية بالكبريت واللحوم الحمراء والتوابل الحارة.
– زيادة كمية الماء المتناول يوميا لدعم عملية الإفراز وتخفيف رائحة المركبات.
– تناول الكثير من الخضروات الورقية الخضراء والفواكه والأطعمة التي تساعد على التخلص من الروائح الطبيعية مثل التفاح والسبانخ والكرفس والشاي الأخضر، وهذا لإحتوائهم على مضادات الأكسدة ومن ثم دعم عملية التمثيل الغذائي.
– الحفاظ على النظافة الشخصية للجسم عن طريق الإستحمام يوميا من مرة إلى مرتين، والعمل على تجفيف الجسم جيدا بعد التعرق، والقيام بتغيير الملابس مباشرة بعد التمرين لتقليل نمو البكتيريا.
– ارتداء الملابس المناسبة حيث ينصح بضرورة إعطاء الأولوية للأقمشة القطنية القابلة للتنفس، والعمل على تغيير الأحذية بانتظام والحفاظ على المناطق المعرضة للعرق جافة مثل الإبطين والقدمين.
– إدارة الإجهاد بشكل صحي سليم حيث يمكن أن يحفز الإجهاد من عمل الغدد العرقية بجدية أكبر. الجدير بالذكر أن عملية التحكم في الإجهاد هذه تتم عن طريق أداء تمارين التأمل أو اليوجا بانتظام حيث تعد هذه من أهم الطرق الفعالة للمساعدة في استقرار العقل وتقليل رائحة الجسم.
خلاصة الأمر، لا تعتمد رائحة الجسم على العوامل الفردية فقط بل تتأثر أيضا بعادات الأكل والأنشطة اليومية. لذا، فتعد فهم آلية الرائحة واتخاذ خيارات غذائية علمية من العادات التي تعمل على تحسين الصحة ونوعية الحياة وتدعم من سُبل الثقة في التواصل.