بينما توجد بعض الحالات الصحية البسيطة يوجد على الجانب الآخر مشكلات صحية مزمنة ومن بينها مايطلق عليه الألم العصبي الخامس ويمكن أن يسميه البعض اختصارا( العصب الخامس ) وعادة مايوصف هذا النوع من الألم بأنه بالغ الشدة وسحدث بشكل فجائي وفي معظم الأحيان يكون على جانب واحد من الوجه مما يعوق آدائك للأنشطة الروتينية التي طالما اعتدت على ممارستها وسنقدم لكي من خلال مقالنا التالي أسباب الألم العصبي الخامس وطرق علاجه
ما هو الألم العصبي الخامس ؟
يطلق على الألم العصبي الخامس اسم آخر لكنه أقل منه شيوعا وهو ألم العصب ثلاثي التوائم وينتمي إلى أنواع الامراض العصبية التي تستهدف التأثير على الجهازالعصبي وناتجة في الغالب عن حالات تلف العصب الخامس, ولكن أولا علينا أن نتعرف بدقة على أن العصب الخامس يشكل واحدا من ضمن 12 زوجًا من الأعصاب القحفية .
وتتمثل الأهمية الوظيفية للعصب الخامس في دوره المتمثل في نقل أحاسيس اللمس ودرجة الحرارة والشعور بالآلام الأولية انطلاقا من الرأس والوجه إلى القشرة الحسية في الدماغ. علاوة على ذلك يوجد ارتباط وثيق بين الفك السفلي كفرع من العصب الخامس والوظيفة الحركية مما يساعدك على تحريك الفك بما يحفز قدرتك على البلع والعض ومضغ مختلف الأطعمة .
هذا الألم يمكن يحدث بصورة مفاجئة ليبدو الأمر, وكأنك تعرضت لصدمة كهربائية شديدة على جانب واحد من وجهك ,وهذا مايحدث غالبا ويؤثر بشكل ملحوظ على آدائك للأنشطة اليومية حتى الأنواع البسيطة منها حدثيني عن كم الألم عند المضغ أو العض أو التحدث أو الضحك أو تنظيف الأسنان أو الحلاقة وكلها من عوامل زيادة الألم والتي أصبحت شاقة بالنسبة لكي مع إصابتك بالعصب الخامس
من خلال الحديث عن موقع هذا الألم العصبي الذي يصيب في العادة جانب واحد من الوجه وفي معظم الحالات يكون الجانب الأيمن هو محل التأثر بنسبة أكبر من الجانب الأيسر ومن النادر أن يتأثر كلا الجانبين حتى وإن حدث فلن يحدث الألم سواء في الجانب الأيمن أو الأيسر في نفس الوقت
الأنواع الشائعة من الألم العصبي الخامس
يوجد نوعان من الألم العصبي الخامس يتم تصنيفهما بأنهما الأكثر شيوعا وهما:
الألم العصبي الخامس الرئيسي من النوع الأول
يتميز بعدة خصائص ذات صلة بالأعراض التي يعاني منها المريض والمتمثلة في مايواجهه من نوبات متقطعة بجرعات مكثفة من الألم. فضلا عن الشعور بألم حارق ينتشر في جميع أنحاء الوجه وعادة ماتستغرق مدة حدوثه من بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق.
ييبدو الألم شبيها للوهلة الأولى بآلام الطعن وكأنها طعنات بالقرب من بعضها البعض، وفي المجمل تصل مدة استمرارها إلى ساعتين في الغالب، ولكن الجانب الجيد هنا أنك لن تضطري للتعامل مع الآلام أثناء الليل وسوف تنعمين بالنوم جيدا فهي نادرة الحدوث أثناء الليل .
يتحول الألم بمرور الوقت تدريجيا ليصبح أكثر شدة ليتخذ طريقه مستمرا لفترات أطول وقد تزداد نوبات الألم القصيرة الألم نتيجة بعض ممارسة بعض حركات الفك الشائعة مثل المضغ، أو التحدث، أو لمس الوجه.
الألم العصبي الخامس غير النمطي من النوع الثاني
على الرغم من استمرار الآلام التي يشعر بها المريض جراء إصابته بالألم من النوع الثاني إلا أن هذا الشعور المشابه للطعن أو الحرق يعد أقل حدة مقارنة بالنوع الأول وقد تتفاجئين عندما أخبرك أن التعامل مع هذه الحالة من خلال الطرق العلاجية المختلفة أو حتى السيطرة على الأعراض يصنف بأنه الأكثر صعوبة .
وقد تتسائلين عن احتمالية أن يعاني الشخص من هذين النوعين من آلام العصب الخامس معا في آن واحد وقد ثبت إمكانية حدوث ذلك الأمر بحيث يتخذ الألم شكل موجات متقطعة ولكن بعد ذلك وفي ظل تطوره وتقدمه فيما بعد فلن توجد أي فترات خالية من الألم ويستمر ذلك بشكل تدريجي لحين اختفائها تماما .
أعراض ألم العصب الخامس
توجد بعض العلامات الدالة على إصابتك بالعصب الخامس والتي ماأن قمتي بملاحظتها ينبغي اللجوء للطبيب فورا وفي بعض الأحيان يكون تأثير تلف العصب الخامس منصبا على جزء صغير من الوجه ، مثل جزء من اللثة، أو قد يمتد إلى حيز أكبر، ليشمل مثلا جانب واحد من الوجه. وتتوقف حجم وشدة الأعراض على موقع حدوث تلف الأعصاب
قد تطرأ أحيانا بعض الأعراض الأخرى في منطقة الخد والفك، وتشمل :
- الشعور بخدر أو تنميل أو وخز في الفك
- قد يستغرق الألم الحاد والمزمن فترة قصيرة من الزمن
- نوبات من الآلام بشكل متكرر
تم رصد مجموعة من الأعراض الأخرى على النحو التالي :
- آلام قصيرة المدى تشبه إلى حد كبير الآلام الناتجة عن الطعن أو الصدمة الكهربائية
- التعرض لصعوبات شديدة أثناء القيام بالأنشطة الحركية البسيطة وتشمل المضغ والتحدث وأي نشاط يتطلب تحريك الفك
- إحساس مفرط بالحرقان في جميع أجزاء جانب واحد من الوجه على وجه الخصوص.
حان وقت الطبيب
يفيد التدخل المبكر من قبل الطبيب في التشخيص الدقيق لسهولة وصف العلاج المناسب وتشمل الحالات التي تتطلب ذلك مايلي :
- تشنج شديد في عضلات وجهك .
- الشعور آلام مستمرة في الوجه وربما تكون متكررة حتى أنه لايمكن تهدئتها بالمسكنات
- إنعدام الإحساس بشكل واضح وتحديدا في الوجه وفروة الرأس
أسباب الألم العصبي الخامس
تشمل أسباب ألم العصب الخامس ما يلي:
- الألم الإبتدائي الذي يكون السبب الكامن وراء حدوثه مجهولا ويكون نتاجا لحالة من التعارض بين الشريان أو الوريد مع العصب الخامس مما يؤدي إلى مزيد من الضغط المفرط والتهيج على العصب الخامس في الحيز تحت العنكبوتية بالقرب من جذع الدماغ.ويشكل هذا السبب ضمن الأسباب الرئيسية لإجمالي حوالي 90٪ من الحالات.
- الألم الثانوي : نتيجة لوجود ورم ما في الوجه أو كيس دهني أو حتى إصابة شديدة في وجهك جراء حادث سيارة فمن الممكن أيضا أن يحدث المرض كنتيجة للضغط الذي يخلفه الورم على العصب الخامس ويجب أن نشير هنا إلى معاناة مايقدر بحوالي 1 إلى 2% من هؤلاء الأشخاص المصابين بمرض التصلب المتعدد من أعراض الألم العصبي الخامس، وترجع احتمالية حدوث ذلك إلى مايسببه المرض من تدمير لغلاف المايلين المسئول عن تغطية الأعصاب، مما يجعلها أكثر حساسية.
عوامل الخطر للإصابة بالعصب الخامس
يمكن أن تتسبب بعض عوامل الخطر التالية في زيادة بروز الأعراض بشكل ملحوظ وتشمل
- قيامك بلمس وجهك أثناء الحلاقة بالشفرة , أو وضع المكياج حتى لمجرد غسل الوجه .
- تناول الطعام والشراب
- استعمال فرشاة الأسنان بقوة أو خيوط الفم أو حركات الغرغرة بغسول الفم
- الأنشطة العادية الروتينية التحدث والضحك
- قيامك بالضغط على الوجه، وخاصة منطقة الخد أو الفك
- الجلوس بجانب النافذة في وسائل النقل وهبوب الرياح في وجهك
من الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين تكون أعمارهم 50 عاما فيما فوق أكثر عرضة للإصابة بالألم العصبي الخامس مقارنة بهؤلاء الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا. وتؤثر هذه الحالة أيضًا على النساء أكثر من الرجال، وتم تصنيفها ضمن أنواع الإضطرابات النادرة.
ما هي التقنيات الطبية التي تساعد في تشخيص الألم العصبي الخامس؟
لعل أول سؤال سوف يطرحه عليك طبيبك هو ذلك الجزء الخاص بوصفك لخصائص الألم الذي تعانين منه ووتيرة حدوثه الذي يعبر عن ذلك بنوع الألم سواء مفاجئ، شديد، قصير ، وموقع الألم تحديدا ، والأسباب الكامنة وراء الألم. فضلا عن اتخاذ بعض الخطوات الإضافية بما في ذلك:
- الفحص العصبي : يفيد هذا النوع من الفحوصات التي يلجأ إليه الطبيب يقوم خلالها بجس جميع أجزاء وجهك جيدا وفحصها بواسطة يديه من أجل تحديد دقيق لموقع حدوث الألم وأي جزء من العصب الخامس قد تأثر أو حدث به خلل ما . علاوة على أهمية اختبارات المنعكسات للمساعدة في تحديد عما إذا كان السبب الرئيسي للألم ناجما عن انضغاط العصب أو أي مرض آخر.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) : قد يوصي الطبيب بضرورة إجراؤه من أجل استبعاد إصابة المريض بأحد أورام المخ أو حالة التصلب المتعدد وأي أمراض أخرى التي ينتج عنها آلام مشابهة .ومن الجوانب التي يكشف عنها فحص الرنين المغناطيسي عما إذا كانت هناك أوعية دموية تتعارض مع العصب الذي يسبب الألم.
علاج آلام العصب الخامس
العلاجات الدوائية
قد تساعد الأدوية التالية في السيطرة على الألم لسنوات عديدة قادمة :
- مضادات الاختلاج تشمل كاربامازيبين، جابابنتين، بريجابالين، أوكسكاربازيبين، فينيتوين، لاموتريجين، فالبروات الصوديوم، كلونازيبام وتوبيراميت… يمكن أن يساعد مضاد الاختلاج في تخفيف الألم رغم وجود بعض الآثار الجانبية التي تشمل : الدوخة والغثيان والارتباك والنعاس. ولكن الطبيب سوف يبدأ بوصف العلاج بجرعة منخفضة أولا ثم يضبط الجرعة تدريجيا وصولا إلى التأثير المطلوب. أما إذا فقد الدواء فعاليته بمرور الوقت، فسوف يلجأ لزيادة الجرعة أو وصف علاجا بديلا.
- تعمل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، بما في ذلك أميتريبتيلين أو نورتريبتيلين، على تخفيف أعراض الألم العصبي الخامس غير النمطي الذي يشكل النوع الثانس من ضمن أنواع العصب الخامس
- يمكن استخدام دواء باكلوفين المرخى للعضلات بمفرده أو بالاشتراك مع كاربامازيبين.
- يساعد حقن توكسين البوتولينوم (البوتوكس) على تخفيف الألم الناتج عن العصب الخامس لدى المرضى الذين لا يستجيبون أو لا يتحملون شدة الدواء.
اقرأ أيضا ويسكوت ألدريتش.. متلازمة الإضطرابات المناعية الوراثية
الخيارات الجراحية
في حال لم تحقق العلاجات الدوائية الهدف المتوقع من ورائها ، فقد يوصي طبيبك بإجراء عملية جراحية. عادةً ما تؤدي الجراحة إلى تقييد ظهور الأعراض لفترة معينة من الزمن.
قد تشمل أنواع الجراحة ما يلي:
- التدخل الجراحي لتدمير الغدد الليمفاوية جاسر عبر الجلد عن طريق حقن الكحول أو الإشعاع أو الموجات ذات التردد العالي جدا
- التدخل غير المدمر مع جراحة تخفيف الضغط على الأوعية الدموية والأعصاب.
العلاج التكميلي
تشمل العلاجات التكميلية التي يمكن دمجها مع الأدوية لعلاج الألم العصبي الخامس ما يلي:
- ممارسة تمارين اليوجا
- تقنيات التأمل والتنفس العميق
- استخدام الزيوت العطرية
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة
- الوخز بالإبر والضغط الإبري لعلاج آلام العصب الخامس
- العلاج بتقويم العمود الفقري لمنطقة عنق الرحم العلوي من العمود الفقري
- العلاج بالارتجاع البيولوجي
- تكملة الفيتامينات والمواد المغذية.
تدابير للمساعدة في الوقاية من آلام العصب الخامس
على الرغم من أنه يمكن الوقاية من الألم العصبي الخامس. ومع ذلك، يمكنك تقليل تكرار الألم عن طريق تجنب بعض الأنشطة المسببة للألم
بالإضافة إلى ذلك، قد تساعد التغييرات التالية في نمط الحياة على تحسين صحة الجهاز العصبي:
- ممارسة الأنشطة البدنية معظم أيام الأسبوع
- الحرص على تناول نظامًا غذائيًا مغذيًا وشرب الكثير من الماء لتجنب الجفاف
- تقليل معدلات التوتر قدر الإمكان من خلال الحصول على قسط كافي من الراحة وممارسة الأنشطة الممتعة، مثل التأمل أو البستنة
- الحرص على الحصول على قسط كاف من النوم
- تنظيم مستويات مرض السكري وضغط الدم والتي ربما يمتد تأثيرها السلبي على وظيفة الأعصاب
- تجنبي الإعتماد على المنشطات والإقلاع عن التدخين.