تلعب التغذية الصحية دورا رئيسيا في نمو المراهقين، فمن الهام معرفة أنه إذا لم يتم ضمان التغذية الكافية والمتوازنة خلال هذه الفترة، فسوف يترتب على هذا الأمر عدم قيام أصحاب هذه الفئة العمرية بتحقيق معدل نموهم المناسب والصحي، بالإضافة إلى كونهم أكثر عرضة للمشاكل الصحية. لهذا الأمر، فسوف نستفيض اليوم بالحديث عن أهم الأمراض الغذائية شائعة الحدوث عند المراهقين وهذا حتى نكون على علم ودراية بها.
الأمراض الغذائية الشائعة عند المراهقين
أولا: زيادة الوزن والسمنة
زيادة الوزن والسمنة
من المشاكل الصحية الشائعة عند المراهقين، فيمكننا أن نتحدث عن أزمة زيادة الوزن والتي تباعا قد ينتج عنها حدوث المعاناة من مشاكل صحية عديدة ومتنوعة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية (ارتفاع ضغط الدم – عسر شحميات الدم)، ومرض السكري من النوع 2، وأمراض العظام والمفاصل، وأمراض الجهاز التنفسي (مثل متلازمة توقف التنفس أثناء النوم)، والكبد الدهني … إلخ.
الجدير بالذكر، أن هذا الوضع الغير مظمئن يؤثر سلبا على الحالة النفسية للمراهقين، مما يترتب على ذلك تدني احترام الذات والقلق والاكتئاب والاغتراب عن الأصدقاء، بالإضافة إلى تسبب هذه الحالة أيضا في زيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الحالات المرضية واردة الحدوث في مرحلة البلوغ ويمكن أن تؤثر على متوسط العمر المتوقع.
تحدث هذه الأزمة بسبب لجوء المراهقين إلى تناول الكثير من السعرات الحرارية بمعدلات أعلى من السعرات الحرارية المستهلكة، أو في حال تناولهم للأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية مثل الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة والحلويات وما إلى ذلك ومن ثم تزداد معدلات الوزن وتحدث أزمة السمنة.
ثانيا: سوء التغذية
سوء التغذية
على عكس أزمة زيادة الوزن والسمنة، فيمكننا أن نتحدث الآن عن مشكلة سوء التغذية التي من الوارد حدوثها عندما لا يتم تزويد المراهقين بما يكفي من المواد الضرورية لتلبية احتياجاتهم الجسمانية.
بوجه عام، يمكن أن تسبب عواقب سوء التغذية في مرحلة المراهقة الكثير من المشاكل الجسدية مثل التقزم وقصر القامة وتأخر نمو الطول وزيادة مخاطر الإصابة بالسمنة في وقت لاحق من الحياة، بالإضافة إلى إمكانية انخفاض وظيفة المناعة مما يترتب على ذلك ضعف الدماغ والقدرات المعرفية والعقلية.
إلى جانب هذا وذاك، فمن الواجب علينا عدم التغافل عن التأثير السلبي لسوء التغذية والذي يتعلق بأزمة الخصوبة ونوعية الحياة عند البالغين.
ثالثا: أمراض الأمعاء
أمراض الأمعاء
تتمثل الأمراض المعوية لدى المراهقين في حدوث المعاناة من الالتهابات المعوية وأمراض الأمعاء الالتهابية (مثل كرون) والارتجاع المعدي المريئي وعدم تحمل اللاكتوز والإسهال والإمساك. الجدير بالذكر، أنه من الممكن أن تكون هذه الأمراض ناتجة عن البكتيريا أو الفيروسات أو مرتبطة بالوراثة والتغذية وسوء النظافة.
لذا، وعند معاناة المراهقين من هذه المشاكل المعوية سابقة الذكر، فيجب التفكير وبشكل فوري في السبب الرئيسي الذي أدى إلى حدوث مثل هذه الأزمات ومن أهمها عدم السير على تدابير التغذية الصحية وتناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على الشحوم، والأطعمة الحارة والساخنة، والحلويات، والمشروبات الغازية.
تباعا سوف ينتج على هذه العادات حدوث حالة من اختلال التوازن في البكتيريا المعوية، مما يترتب على ذلك زيادة فرص إصابة المراهقين بالكثير من الأزمات المعوية.
نصيحة طبية للمراهقين لتجنب الأمراض الغذائية
نصيحة طبية للمراهقين لتجنب الأمراض الغذائية
كما نعلم جميعا أن التغذية مهمة جدا في مرحلة المراهقة. بناء على هذا وعند الرغبة في الوقاية من الأمراض الغذائية الشائعة، فسوف يحتاج المراهق إلى تزويد جسمه بالعناصر الغذائية الأساسية الكافية حيث يتم تحقيق ذلك من خلال نظام غذائي مناسب لاحتياجات الجسم.
لضمان التغذية المناسبة، فمن الضروري الانتباه إلى الوجبات المتناولة يوميا حيث يحتاج المراهقين في هذا العمر إلى تناول 3 وجبات رئيسية و 1-2 وجبات تكميلية يوميا، مع أهمية إدخال مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تحتوي على مجموعات أساسية من المواد الغذائية مثل الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن.
على سبيل التوضيح، فسوف يتم تناول هذه العناصر الغذائية من خلال الأنماط التالية:
* الكربوهيدرات والتي تعد واحدة من المجموعات الثلاث الرئيسية من المواد التي توفر الطاقة للجسم حيث يجب أن تمثل نسبة الطاقة التي توفرها الكربوهيدرات 50-60٪ من إجمالي طاقة النظام الغذائي للطفل في هذه المرحلة مع مراعاة الكمية الموصى بها والتي تتمثل من 200-300 جرام.
* الحبوب الغذائية الصحية مثل الخبز البني والمعكرونة والحبوب الكاملة والأرز والذرة والشوفان والشعير وما إلى ذلك، لإمداد الجسم بالكثير من الطاقة ولدعم عملية النمو والتطور.
* البروتين وهو عنصر مهم للغاية لنمو وتطور المراهقين حيث يساعد على بناء الأنسجة في الجسم وإصلاحها وصيانتها، بالإضافة إلى كونه أيضا المادة الخام الرئيسية لتكوين العضلات ويتواجد في اللحوم الخالية من الدهون مثل الدواجن البيضاء ولحم البقر والتونة والبيض والسلمون إلى جانب هذا، فيجب عدم التغافل عن البروتين النباتي والذي يتمثل في العدس وفول الصويا والفاصوليا وما إلى ذلك.
* الدهون ويجب هنا إعطاء الأولوية للدهون الصحية غير المشبعة للاستخدام اليومي، وخاصة الأحماض الدهنية الأساسية مثل أوميغا 3 وأوميغا 6، والتي تتواجد بشكل وفير في المكسرات والفول السوداني والسمسم والكاجو والسلمون وزيت الزيتون والأفوكادو. في الوقت نفسه، تحتاج الأمهات إلى الحد من الدهون المشبعة في الوجبات السريعة والفشار واللحوم الدهنية وما إلى ذلك وهذا لضبط سُبل التغذية الصحية مع المراهقين.