في بعض الأحيان عادة ما تحدث للأطفال حديثي الولادة إصابة بأورام وعائية، وبالأخص بعد الولادة مباشرة. فالجدير بالذكر أنه هذه الأورام قد تبلغ ذروتها عندما يبلغ الطفل من العمر عامه الأول ثم يحدث لها تراجع وهدوء في مرحلة عمرية الـ 2 أو 3 سنوات حيث يجعل هذا العديد من الآباء يشعرون بالقلق، والخوف وبالأخص عند إستمرار رؤيتهم لـ “وحمة” حمراء على وجه، أو جسم أطفالهم. فعلى الرغم من أنه ورم حميد، إلا أن هذه الأورام تؤثر على الجمال الملائكي للطفل. في العموم هيا بنا نتناول الحديث على هذا الملف بمزيد من التفصيل لفهم هذا المرض بشكل أفضل.
ما هو الورم الوعائي عند الأطفال حديثي الولادة؟
الأورام الوعائية هي الأورام الخلقية التي تحدث بشكل شائع عند الأطفال حديثي الولادة، فالجدير بالذكر أنه يعتبر ورم حميد من الخلايا البطانية التي تعمل على تقطع جدران الأوعية الدموية، وعادة ما تظهر عند الولادة ولها خاصية النمو بشكل سريع عند الأطفال الرضع.
على الجانب الأخر، تظهر تشوهات الأوعية الدموية أيضا عند الولادة، ولكنها تنمو ببطء أكثر، وتستمر حتى مرحلة البلوغ، فغالبا ما تظهر الأورام الوعائية على شكل شامات ذو لون أحمر، والتي تنمو مع الجسم بعد أن تتطور إلى بقع وردية داكنة، أو بقع خشنة.
يجب العلم أنه من الممكن أن تظهر الأورام الوعائية في كل مكان على الجسم مثل: الجلد، والرأس، والوجه، والرقبة، والعينين، والساقين، واليدين، والأعضاء الداخلية (الكبد والكلى). لذلك، عند الإصابة بهذا النوع من المرض يجب زيارة الأطباء ذو تخصصات مختلفة مثل الأمراض الجلدية، وطب أسنان الوجه، والفكين، وطب الأنف، والأذن والحنجرة، والجراحة. لكن يجب معرفة أن معدل الأورام الوعائية في الرأس، والوجه، والرقبة يمثل أعلى معدل إصابة حيث أنه يتراوح لأكثر من 60 ٪.
ما هي أهم علامات الإصابة بالأورام الوعائية للأطفال؟
تعد الأورام الوعائية أحد أنواع الأمراض الجلدية الشائع حدوثها لدى الأطفال، فالجدير بالذكر أن علامات هذا المرض بسيطة ولكنها تظهر في 3 مستويات:
- المستوى الأول: يعتبر هذا هو الشكل الخفيف مع علامات تغيرات اللون التي عادة ما تكون حمراء، أو أرجوانية حمراء، أو زرقاء، فمن الهام معرفة أنه في هذه المرحلة نادرا ما يحدث تشكل كتل فمعظمهم يبدو مسطح كوحمة.
- المستوى الثاني: في هذا الشكل تظهر الحالة في صورتها المتوسطة حيث تتطور الأورام الوعائية إلى ورم حقيقي يقوم بالإنتشار على الجلد ويظهر في حالة كتلة ذات شكل وحجم واضحين، وبالطبع تغلب على هذه الأورام اللون الوردي أي لون الدم في الورم.
- المستوى الثالث: يأتي هذا المستوى على غرار الشكل المتوسط، ولكن يرافقه أيضا تمزق الورم أو حدوث مضاعفات، فعادة ما يحدث له نزيف إذا كان الورم خارج الجلد، وينفجر، ويتقرح إذا كان الورم عميقا في الجزء الرخو.
إقرأ أيضا: حب الشباب عند الأطفال وأهم المعلومات عنه
هل من الخطر على المولود الجديد أن يصاب بورم وعائي؟
الأورام الوعائية عند الأطفال حديثي الولادة تعد من الأمراض الخلقية في الأوعية الدموية. فالجدير بالذكر أنها تعد من الأورام الحميدة بشكل عام، مما يعني هذا أنها لا تقوم بالتوسع أو الإنتشار، ولا يحدث لها تكرار إذا تم علاجها بشكل صحيح.
يجب العلم أنه اعتمادا على نوع الورم الوعائي وكذلك شدة المرض، سيقوم الطبيب بإتخاذ قرارا بشأن علاجه أم لا. فالجدير بالذكر أن معظم الأورام الوعائية عند الأطفال الصغار تتراجع تدريجيا مع مرور الوقت، وبحلول عمر الـ 8-9 سنوات تقريبا، ستتراجع بشكل أكبر إلى أعضاء ليفية دهنية.
ومع ذلك، ففي حالة الأورام الوعائية سريعة النمو، والأورام التي تهدد الصحة، أو الوظيفة البدنية، أو الآثار التجميلية الشديدة، يجب القيام بعلاجها بالطرق الطبية الصحية وعدم التهاون تجاه هذا الأمر حيث يجب القيام بعلاج الأطفال المصابين بالأورام الوعائية في هذا الوضع بشكل أسرع لكي نستطيع الحصول على نتائج نجاح عالية.
ما هي طرق علاج الأورام الوعائية عند الأطفال حديثي الولادة؟
كما ذكرنا من قبل، فإن الأورام الوعائية حميدة في الغالب، ولا تتطلب معاملة خاصة، وما بها من حفر، وندوب سوف يضمر ويختفي. ولكن هناك أيضا أنواع من الأورام الوعائية التي لا تصبح أصغر، ولكنها موجودة كورم حقيقي، مما يؤدي هذا إلى التأثير بشكل كبير وخطير على نفسية الطفل وجماله. لذا فيعتبر العلاج في هذا الوقت مفيد حقا.
في المراحل المبكرة، سوف تتقلص الأورام الوعائية بشكل كبير مع الأدوية العلاجية مثل الستيرويدات القشرية التي يتم الحصول عليها عن طريق الفم، أو في شكل موضعي، أو القيام بحقنها مباشرة في الورم، أو من خلال الإستعانة بالمواد الكيميائية المضادة للسرطان، وحاصرات بيتا.
في حالة عدم عمل الدواء بشكل نافع مما ينتج عن هذا عدم الوصول لنتيجة ناجحة فيجب في ذلك الوقت اللجوء للجراحة حيث يعد هذا المسلك من طرق العلاج الجذرية التي تحقق نتائج مرضية. يتم تحقيق أنماط العلاج هذه من خلال طريقتان أساسيتان ألا وهما جراحة الليزر، والاستئصال.
تعتمد طريقة التطبيق الجراحي على استراتيجيات معينة مختلفة من العلاج مناسبة لكل شخص حيث موقع ورم الدم. فعادة، يفضل الليزر في حالات الأورام الوعائية السطحية والمواقع التجميلية الحساسة مثل العينين، والشفتين، والأنف، والأذنين، والوجه.
بشكل عام يجب التأكد من أن التدخلات في هذه الحالات عادة ليست معقدة للغاية. فنادرا جدا ما تتطلب الأورام الوعائية الحشوية الإستعانة بالتدخل الجراحي. ولكن يجب العلم أن جميع العلاجات تنطوي على مخاطر، وخاصة بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن العام، لذلك ينبغي التعامل مع العلاج بصورة حذرة.
يجب العلم أنه عادة ما يكون علاج الأورام الوعائية عند الأطفال حديثي الولادة يتم بسبب الرغبة في حل المشكلات الصحية، والوظيفية، والجمالية للأطفال بشكل معقول ولكن أيضا يتم هذا لضمان تقليل الآثار الضارة عند القيام بتناول العلاج.