ليس شرطا أن يكون حدوث مشكلة عضوية بالجسم قاصرا فقط على العضو المستهدف بالضرر بل أنه الجسم البشري يمثل وحدة واحدة فالعلاقات بين الأعضاء توصف بأنها متداخلة ومعقدة وقد تم استكشاف نوعية من الإرتباط بين المخ , والكبد الامر الذي انتج أحد الحالات الطبية التي تم صياغتها تحت مصطلح ( الإعتلال الدماغي الكبدي) حيث من الممكن أن تشهد وظائف الدماغ والجوانب الإدراكية حالة من التراجع والإنخفاض كأمر ناجم عن الأمراض الكبدية الحادة والمزمنة , حيث تتأثر آلية تصفية وترشيح الدم التي تمثل الوظيفة الرئيسية للكبد وتقل قدرته الحيوية على التخلص من سموم الجسم الأمر الذي يرفع من نسب السموم المتراكمة في مجرى الدم , ويقود ذلك في نهاية المطاف إلى إحداث تلف الدماغ .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي كل مايتعلق بالإعتلال الدماغي الكبدي .
حول الإعتلال الدماغي الكبدي
حول الإعتلال الدماغي الكبدي
يوجد نوعان من التأثير لحالات الإصابة بالإعتلال الدماغي الكبدي الذي قد يتراوح بين النوع الحاد قصيرالأمد , والآخر الذي يجبر الشخص على التعايش معه على مدى فترة طويلة ويكون مزمنا طويل الأمد , بينما يوجد نوع ثالث من الإعتلال الدماغي الكبدي منعدم الإستجابة والذي يتطور إلى المعاناة من غياب الوعي والدخول في غيبوبة
اقرأ أيضا 5 مصادر غذائية غنية بفيتامين B3 للوقاية من التليف الكبدي
الأنواع الشائعة من الإعتلال الدماغي الكبدي
الأنواع الشائعة من الإعتلال الدماغي الكبدي
تلك الحالة الطبية المسماة بالإعتلال الكبدي الحاد تكون نتيجة مترتبة على الإصابة بالإضطرابات الكبدية الشديدة وغالبا مايعاني منه هؤلاء الأشخاص على وجه التحديد
- من تم تشخيصهم بعدوى التهاب الكبد الفيروسي الحاد الذي يحدث على حين غرة ويندلع بشكل فجائي لذلك يتم وصفه( بالخاطف) وهو من أنواع الإلتهابات الكبدية التي تسببها الفيروسات
- المصابون بإلتهاب الكبد السام والذي تحدث الإصابة به عند تبني بعض الحالات الخاطئة القائمة على الإفراط في تناول المشروبات الكحولية ,أو المواد الكيميائية , الأدوية الطبية أو المكملات الغذائية
- متلازمة راي والتي تندرج ضمن الإضطرابات نادرة الحدوث لكنها بالغة الخطورة وتستهدف فئات الأطفال بشكل أكثر شيوعا , ويصاحبها عادة أعراض التورم والإلتهاب في كلا من الكبد والدماغ
- في بعض الحالات يمكن أن يعد الاعتلال الدماغي الكبدي الحاد أحد العلامات التحذيرية الدالة على الفشل الكبدي في مراحل متقدمة
من الممكن أن يرافق الاعتلال الدماغي الكبدي المزمن الأشخاص بشكل دائم وبصفة متكررة .
أعراض الإعتلال الدماغي الكبدي
أعراض الإعتلال الدماغي الكبدي
تتفاوت الأعراض التي نستدل من خلالها على الإصابة بإعتلال الدماغ الكبدي من شخص لآخر ويتحدد ذلك وفقا لطبيعة العامل المسبب الذي يقف وراء التليف الكبدي ومانقصده هنا الاعتلال الدماغي الكبدي المعتدل العام وتشمل أعراضه مايلي :
- ضبابية التفكير
- تغيرات في أنماط الشخصية
- تراجع وضعف مستويات التركيز والإنتباه
- مشكلات عسر الكتابة اليدوية , او صعوبات حركية في حركات اليد البسيطة
- فقدان القدرة على التذكر وسيطرة النسيان
- رائحة النفس الكريهة
الأعراض ذات الصلة بالإعتلال الدماغي من النوع الحاد
- عدم وضوح التفكير ,والفهم الدقيق للأشياء
- غلبة النعاس, وسيطرة الكسل والخمول وانخفاض مستويات الطاقة
- ارتفاع مستويات القلق والتوتر المفرط
- نوبات التشنج
- تغيرات شديدة طارئة على الشخصية والسلوك.
- الإعياء والإرهاق المستمر
- المعاناة من التشتت وفقدان التركيز
- اهتزاز أطراف الأيدي
- تباطؤ الحركات
أسباب الاعتلال الدماغي الكبدي
أسباب الاعتلال الدماغي الكبدي
من خلال البحث عن السبب الجذري الذي يفسر هذا الوضع فمازال مجهولا , ورغم ذلك فإن ذلك يرتبط وبشكل رئيسي نتيجة كميات السموم المتراكمة في مجرى الدم،وينشأ ذلك بسبب عجز عضو الكبد وفشله في القيام بتكسير السموم على نحو صحيح
يلعب الكبد دورا حيويا في التخلص من المواد الكميائية عالية السمية مثل الأمونيا وازالتها من الجسم , وتعد تلك السموم من النواتج والنفايات الناتجة عن عملية استقلاب البروتينات أو تجزئتها من خلال عملية التكسير لتصبح صالحة للإستخدام من قبل أعضاء مختلفة في الجسم،وتتولى الكلى مهمة تحويل تلك المواد السامة إلى مواد تتمتع بالأمان الكامل يتم تصريفها بعد ذلك عن طريق افرازات البول
وعندما يعاني الكبد من التلف والتندب, فإنه يحدث خلل في وظيفته المعتادة حيث يعمل بمثابة مصفاة لترشيح السموم , حيث تتجمع تلك السموم في صورة تراكمات في مجرى الدم , ومن المرجح أن تمتد وصولا إلى العقل , ويمكن أن ينتقل وقع التأثير ليتسبب مشكلة السموم المتراكمة المؤدية إلى تلف جسيم في الأعضاء ,والأعصاب الأخرى المجاورة
ويمكن أن يرتبط حدوث الاعتلال الدماغي الكبدي بعدة عوامل :
- مشكلات التهابية مثل الالتهاب الرئوي.
- اضطرابات كلوية
- انخفاض نسب الأكسجين وهي حالة تعرف بنقص الأكسجة .
- الإجراءات الجراحية الحديثة ومواجهة الصدمات العنيفة
- استهلاك العقاقير المثبطة للمناعة
- تناول كميات مفرطة من البروتينات
- الأدوية المثبطة للجهاز العصبي المركزي، وبالأخص الباربيتورات أو العقاقير المهدئة مثل البنزوديازيبين.
- خلل في مستويات توازن الإلكتروليتات وتحديدا نقص معدن البوتاسيوم بعد نوبات التقيؤ أو استهلاك مدرات البول
الخيارات العلاجية للإعتلال الدماغي الكبدي
الخيارات العلاجية للإعتلال الدماغي الكبدي
تتوقف أنسب الخيارات العلاجية للإعتلال الدماغي الكبدي بناءا على شدة الحالة الصحية وسببها الجذري الكامن:
1-يكون الشخص الأكثر استهلاكا لمصادر البروتين في حاجة ضرورية لتخفيض الإستهلاك إذا تم استكشاف أنه سبب تلك الحالة حيث ان وجود عنصر البروتين ضروري للجسم لكي يتمكن من العمل بشكل سليم , وهنا يمكن أن يوصي أخصائي التغذية بوضع حمية مناسبة لتزويد السم بالبروتين الكافي دون أن تتفاقم الأعراض وتصبح أكثر سوءا لذلك من المهم تجنب مصادر الأطعمة الغنية بالبروتين الحيواني وتشمل:
-الدواجن
– اللحوم الحمراء
– البيض
2-يمكن أن يتجه الطبيب إلى وصف الأدوية العلاجية التي تقوم آليتها على إبطاء معدل امتصاص السموم في مجرى الدم ، وفي بعض الأحيان يركز على المضادات الحيوية واللاكتولوز والذي يعد من ضمن السكريات الصناعية وينصح بها عادة للمساعدة على سحب مادة الأمونيا التي تطلقها بكتيريا الأمعاء في مسار يبدأ من مجرى الدم متجها للقولون
3-في الحالات الأكثر شدة فإنه من الممكن أن يواجه المرضى صعوبات وأزمات تنفسية وهنا يتم الإستعانة بجهاز التنفس الصناعي أو قناع الأكسجين. كما أن بعض الأشخاص تستدعي حالتهم تدخل جراحي لزراعة الكبد
ما هي المضاعفات المرتبطة بالاعتلال الدماغي الكبدي؟
يمكن أن تتطور المشكلة إلى حالات يصعب علاجها ومن ضمنها:
– فتق الدماغ.
– تورم الدماغ.
طرق الوقاية من الإعتلال الدماغي الكبدي
أما عن أفضل الطرق للحد من الإصابة فهي حماية نفسك من مخاطر الإصابة بأمراض الكبد ويتأتى ذلك عن طريق :
- تجنب تناول المشروبات الكحولية
- استبدال مصادر الدهون غير الصحية والمهدرجة بأخرى صحية
- الإدارة الجيدة للوزن الصحي
- ممارسات النظافة الشخصية يعد استعمال الحمام أو تغيير حفاض الطفل منعا للعدوى
- تجنب المخالطة مع مصابي بالتهاب الكبد الفيروسي.
- تلقي لقاح التطعيم للتحصين ضد التهاب الكبد.